دخل نادي صنداونز الجنوب أفريقي قائمة الأندية الفائزة بدوري أبطال أفريقيا لأول مرة في تاريخه بينما فقد الزمالك أهم وأغلي لقب ربما في تاريخه بعد 14 عاماً من الصيام الأفريقي عن الألقاب وعلي وجه التحديد منذ 2002 عندما حقق كأس هذه البطولة لآخر مرة. أصبح صنداونز الفريق رقم 26 الذي يطبع إسمه في سجل الفائزين بالمسابقة الأقدم في أفريقيا علي مستوي الأندية والتي بدأت عام 1964 بعد الأهلي "8 ألقاب" وكل من الزمالك ومازيمبي الكونغولي "5 ألقاب" وكل من هافيا كوناكري الغيني والرجاء المغربي وكانون باوندي الكاميروني "3 ألقاب" وكل من كوتوكو الغاني والترجي التونسي وشبيبة القبائل الجزائري وانيمبا النيجيري ووفاق سطف الجزائري "لقبين" ثم كل من فيتا كلوب الكونغولي ومارتس أوف أوك الغاني والنجم الساحلي التونسي وأسيك الايفواري والاسماعيلي المصري وأورلاندو بيرتيس الجنوب أفريقي والوداد المغربي والجيش الملكي المغربي وأوريكس دوالا الكاميروني ويونيون دوالا الكاميروني أيضاً وكارا برازا فيل الكونغولي والافريقي التونسي ومولودية الجزائري وستار أبيدجان الايفواري لقباً واحداً. ضاعت كأس مضمونة ورغم الخسارة جاءت ردود أفعال جماهير الزمالك رائعة وتلك أبرز النقاط الايجابية لهذه البطولة التي كن كل زملكاوي يحلم فيها بلقب سادس في النسخة الأهم لبطولات الأندية وأيضاً تأهل إلي كأس العالم للأندية لأول مرة بعد ان فقد الفريق فرصة اللعب في الحفل العالمي عام 2001 عندما الغيت البطولة بسبب أزمة مع الرعاة ولكن دون جدوي لأسباب عديدة وعلي رأسها الادارة. هزيمة مع سبق الاصرار والحقيقة أننا لم نكن نريد الحديث عن الأخطاء الفنية التي وقعت تباعاً من الجهاز الفني ومن إدارة النادي أوبالأحري رئيس النادي وقراراته الا بعد انتهاء البطولة حتي لا تتأثر معنويات اللاعبين في المواجهة الحاسمة مع صنداونز وكان كل الاعلام مساندا وداعماً للزمالك في بطولة كان يستحقها ولم يشأ أحد أن يتحدث عن السلبيات في الوقت الذي شهدت فيه الساحة وضعاً مقلوباً لأن كل التصريحات السلبية التي طالت بعض اللاعبين والجهاز الفني جاءت من المسئولين بالنادي بما في ذلك حالة اللبس التي تسببوا فيها في العديد من الأمور مثل الملعب والتشكيل والمنشطات والراحلون عن الفريق والصفقات الجديدة وغيرها. والحقيقة التي آن الأوان ان نذكرها الآن هي ان خسارة الزمالك جاءت بفعل فاعل وقبل النهائي بفترة طويلة ورغم ان كأس هذه البطولة كانت قريبة جداً من الزمالك.. بل كان الأجدر بها علي الإطلاق الا ان اللقب ضاع بسبب تلك العوامل التي توالت عبر مسيرة الفريق في المرحلة الحاسمة في المسابقة. أزمة القائمة وبداية كانت القائمة هي الأزمة الأولي للزمالك والتي تسببت في المشكلة التي تعرض لها الفريق في النهائي.. فالاتحاد الأفريقي وضع لائحة تسمح للنادي بقيد 30 لاعباً في قائمته علي مدي الموسم الأفريقي الذي يبدأ بالدور التمهيدي في فبراير وينتهي بالنهائي في شهر نوفمبر من كل عام الا أنه انتهي مبكراً هذا العام في أكتوبر حتي يتحدد اسم الفريق الذي يمثل القارة في مونديال الاندية قبلها بفترة كافية. ونظراً لأن الموسم الأفريقي ينقسم الي قسمين مقارنة بالموسم المحلي.. الأولي من النصف الثاني للموسم والثانية هي النصف الأول للموسم التالي فان "الكاف" وضع لائحة تسمح باضافة 7 لاعبين في منتصف دوري المجموعات بشرط ألا يزيد العدد الاجمالي علي 30 لاعباً ولكن ليس معني ذلك ان يغير فريق 16 أو 17 لاعباً في قائمته لأن ذلك يعني أنه لن يكون قادراً علي تعيوض أكثر من 7 لاعبين بشرط ألا يكون قد قام بقيد أكثر من 23 لاعباً في القائمة الأولي.. أي قد يقل عدد الاضافات حسب عدد اللاعبين في القائمة الأولي. الزمالك بادارة مرتعشة قام باستنفاد جماعي عن لاعبيه المقيدين وعلي رأسهم حمادة طلبة وعمر جابر محمد عادل جمعة وحازم إمام وأحمد حمودي وأحمد حسن مكي وكوفي وكهربا ومحمد سالم وهم من رحلوا من أجل ضم لاعبين جدد للموسم الجديد. ولو سألت كل مشجعي الزمالك أيهما أهم؟ اللقب الأفريقي الغائب 14 عاماً أم الألقاب المحلية "التي حصدها الزمالك في الموسمين الأخيرين" لقال بدون تردد... اللقب الافريقي هو الأهم الا ان الادارة لم تعبأ بذلك وقامت بحركة تغيير شامل في الفريق.. وبالطبع لم تكن هناك فرصة في اللائحة لتعويض هؤلاء فأكمل الفريق البطولة ب 15 لاعباً فقط منهم 2 من المصابين ومعهم 3 حراس مرمي وكانت تلك هي النقطة الأساسية للخسارة.. فالزمالك لعب النهائي بتشكيل إجباري وبدون بدلاء سوي لاعب أو اثنين وهي قماشة لا يمكن أن تصنع بطلاً فضاع اللقب. وأزمة الملعب العنصر الثاني الذي أثار الأزمة هو عنصر الملعب الذي ظل حائراً بين ستاد القاهرة وبرج العرب الي ما قبل المباراة بسبب الجماهير التي فعلت ما عليها وجاءت بكثافة وحناجر تحرك الصخر في برج العرب ولكن أزمة الملعب طالت الجهاز الفني الذي كان مصراً علي اللعب في الاسكندرية لتعود اللاعبين علي الملعب بدلاً من ستاد القاهرة المهجور منذ فترة طويلة. إرتباك الجهاز والمشكلة الثالثة هي نفسية الجهاز الفني بقيادة الواعد مؤمن سليمان.. فكل جهاز يأتي للزمالك الآن يعلم أنه علي كف عفريت مثلما غير الزمالك 7 أجهزة في موسم واحد العام الماضي وكانت أهم عوامل ضياع الدوري. مؤمن سليمان كان رغماً عنه مرتعشاً في الاختيارات وطريقة اللعب لأنه يعلم انه بأي خطأ مقصود أو غير مقصود قد يرحل في أي لحظة. هذه الأمور يضاف لها التصريحات بالسحر التي أصبحت دائمة في بطولات أفريقيا وأحياناً محليا ثم المطالبة بتحليل منشطات أصبح إجبارياً الآن. وفي الهاية فان الزمالك عبر مسيرة من 12 مباراة بدأت بفريق يونيون دوالا الكاميروني في دور ال 32 "فاز 1/صفر و2/صفر" ثم مولودية ؟ الجزائري "فاز 2/صفر وتعادل 1/1 خارج ملعبه" ثم دوري المجموعات حيث فاز علي إنيمبا مرتين 1/صفر و1/صفر وخسر أمام صنداونز مرتين صفر/1 و1/2 ثم قبل النهائي أمام الوداد "4/صفر و2/5" وأخيراً النهائي أمام صنداونز "صفر/3 و1/صفر" قدم عروضاً رائعة وكان يستحق لقباً مفقوداً منذ 14 عاماً ولكنه خسر اللقب للأسف بفعل فاعل!!