كثرت في الآونة الأخيرة الحديث عن فشل وتداعي المنظومة التعليمية في مصر وكثر الحديث عما آل إليه حال خريج الجامعات وما نتج عنه الجهل ليس بقواعد النحو والصرف فحسب بل حتي في مبادئ القراءة والكتابة وبهذا نرصد مثالا لا حصرا بعد الشواهد التي شاهدناها وشاهدها الكثير ممن يتابع المسيرة التعليمية منذ أكثر من ربع قرن فنرصد أن قد تجد في جميع المدارس والمراحل التعليمية المختلفة وخاصة في المراحل من الابتدائي إلي الثانوي تجد في جميع هذه المدارس والطلبة في فصولهم يتدارسون العلم والتحصيل وعندما ينتهي اليوم الدراسي أو حتي منتصفه ويفتح باب المدرسة تجد جميع الطلاب يهرولون وفي منتهي السرعة تجاه الباب وكأنهم كانوا في سجن ذي أربع جدران ثم مثال ثان تجد أن جميع الطلاب علاقتهم بالكتب المدرسية تنتهي بانتهاء العام الدراسي وكأنه وعاء أفرغ ما بداخله وأصبح خاليا أي أن الطالب ذاكر المادة كوسيلة للنجاح ثم بعد ذلك يلقي بالكتب إما في الشارع أو تجد الكتب طريقها لبائع الروبابيكا وظن الطالب أن النجاح هو آخر علاقة له بهذه الكتب وأنها تدرس من أجل النجاح فقط وليس من أجل طلب العلم والثقافة والفائدة التربوية. ولقد لفت وشد انتباهي في الأيام الماضية القريبة أن طلبة الثانوية العامة والذين كانوا يتظاهرون ضد الوزير أمام الوزارة بغض النظر عن مطالبهم المشروعة ولقد سمعتهم يقولون في هتافهم "واحنا رمينا الكتب ونمتحن إزاي تاني وقال آخر واحنا امتحنا المادة ونسيناها هنرجع لها ازاي تاني" ولم يجدوا من يقول لهم إن احترام الكتب المدرسية والمحافظة عليها واجب تربوي وأخلاقي نظرا لما تتضمنه الكتب المدرسية من آيات قرآنية كريمة وأحاديث عن الرسول وعلوم ومعارف نافعة ونكاد نجزم ونقول إن تدهور حال التعليم لم تصب الطالب فحسب بل وصلت إلي الجميع من مدرسين وخلافه وأنه في أيامنا هذه أو قبل ذلك من سنوات نري أن الطالب ليس هو طالب زمان ولا المدرس ليس هو مدرس زمان.. الطالب زمان كان يخشي المعلم ويعمل له ألف حساب ويعتبره أكثر من والده لأن الوقت والزمن الذي يقضيه الطالب في المدرسة أكثر من الوقت الذي يقضيه في المنزل مع الأسرة ونجد أن المدرس كانت له شخصية وهيبة واحترام من قبل الطلاب وأولياء الأمور والمجتمع ولكن للأسف عندما أهان المعلم نفسه وباع نفسه للدروس الخصوصية وابتذال الطلاب وأسرهم وهمه ونهمه في جمع المال فأصبح ليس ذي قيمة ولا جدوي واعتلت ضمائر المعلمين ولكن للأسف هؤلاء أكثرية وقاعدة والاستثناء هو القليل الأفضل ويذكر أن طالب بلدياتي كان له دور ثان في إحدي المراحل التعليمية فذهب به والده إلي مدرس المادة التي رسب فيها ليعطيه درساً خصوصياً ليقويه ويدخل الامتحان وهو ملم بالمادة وإذا بالمدرس يقول للطالب وولي أمره إنه لا يعطي درساً خصوصياً لأنه مشغول وإنما أشار علي الطالب ووالده أن يعطيه 500 جنيه وعند الامتحان أوصاه بأن يكتب ورقة الأسئلة كما هي في ورقة الإجابة ويضع في إحدي صفحات ورقة الإجابة علامة وقال له اكتب "يد كب 2" مرتين وهي تكون بمثابة علامة وسوف يعرف المدرس ورقته عندما تأتي إليه لتصحيحها وبالفعل تم ذلك ونفذ الطالب ما أملاه عليه أستاذه وبعدها بأيام قليلة بشر المعلم الطالب بأنه أخذ الدرجة النهائية في المادة هذه الأمثلة مثالا لا حصرا ولنا أن نسأل كيف نصلح كل هذا وكم نحتاج من الوقت والمال والجهد حتي نرجع الطالب والمعلم إلي سالف العصر والأوان ولله الأمر من قبل ومن بعد.