تعاني جميع المستشفيات بالمحافظات من حالة متردية في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين وساءت الحالة الصحية في ظل ارتفاع أسعار العلاج واستغل الأطباء الظروف الصحية للمواطنين وأصبحت تجارة بين جميع الأطباء قوامها الأساسي المواطن وانتشرت المستشفيات الخاصة التي تغالي في مصاريف العلاج. لقد روي لي زميل صحفي كان في مأمورية بأوكرانيا وفوجئ ذات يوم أن هناك دعوة من أحد المستشفيات لعلاجه بالمجان وإجراء أي عملية جراحية يحتاج إليها وبفضول الصحفي سأل عن موعد انتهاء العرض فقالوا إن الدعوة قائمة لمدة ثلاثة أشهر وقالت الممرضة إنه يبدو عليه الإجهاد فيمكن عمل بعض الفحوصات والتحاليل السريعة للاطمئنان علي صحته وقال إنه تصور أن التحاليل مثل مصر يتم أخذ عينة دم ويتم تحليلها ويمكن أن يقول لك طبيب التحاليل إن النتائج بعد يومين ولكنه فوجئ بوضع ذراعه في جهاز لمدة لا تتجاوز 5 دقائق شعر خلالها أن شيئا ما يضغط علي ذراعه فقط وبعد إخراج ذراعه خرج تقرير مفصل مكتوب به البيانات الكاملة عن حالة الصحية من ضغط دم ونسبة السكر والكوليسترول وما إلي ذلك وانتظرت من زميلي أن يتناول هذا الموضوع في إحدي كتاباته إلا أنه اكتفي بالاطمئنان عن صحته. وقمت بيني وبين نفسي بالمقارنة بين المواطن في مصر وأوكرانيا وهنا أدركت لماذا دائما المصري عليل ولا يخلو من المرض والآخر يتمتع بصحة جيدة وأن أعمارهم تصل إلي مائة عام والحكومة تخصص مليارات الجنيهات لميزانية وزارة الصحة لتوفير الرعاية الصحية للمواطنين ورغم ذلك لا يجد المواطن الخدمة الصحية المرجوة لأن هناك فشلاً في الإدارة وسوء التخطيط وهذه مشكلة مصر كلها لا يوجد التخطيط الجيد لسنوات قادمة ولكن ما يحدث الآن هو رد فعل للأحداث فإذا حدثت كارثة صحية تبدأ وزارة التخطيط العمل علي حل هذه الكوارث ولكن يتم وضع خطط مستقبلية لعدة سنوات والسؤال يطرح نفسه لماذا لا تخصص وزارة التخطيط مليار جنيه لكل محافظة من محافظات الجمهورية لإنشاء مستشفي نموذجي به كافة الأجهزة الطبية الحديثة علي مستوي العالم وتعيين أطباء أكفاء لتشغيله ويكون العلاج فيه بالأسعار الاقتصادية مع استمرار المستشفيات المجانية بالمحافظة ولتبدأ الوزارة بإنشاء هذه المستشفيات في المحافظات النائية والحدودية