لا شك أننا جميعا نكره الفساد بجميع أشكاله لأنه يعطل الجهود الاقتصادية التي تبذلها الدولة من أجل تحقيق حياة أفضل لمواطنيها.. فبعد أن تحول الفساد من ظاهرة إلي أسلوب حياة في كثير من الدول كان من الطبيعي أن يؤثر علي التنمية. وتتعدد أشكال الفساد ألا أن أكثرها انتشارا هي المحسوبية والرشوة والابتزاز وممارسة النفوذ وإساءة استخدام السلطة والتهرب الضريبي ويعتبر الفساد هو العدو اللدود الذي يعمل علي هدم أي نمو اقتصادي ويقلل من فرص تحقيق العدالة الاجتماعية بين الشعوب ويدفع ذوي النفوس الضعيفة للسعي إلي الربح بطريقة غير مشروعة عن طريق الرشوة بدلا من المشاركة الإيجابية في تنمية المجتمع.. أيضا يقلل الفساد من إيرادات الخزينة العامة للدولة عن طريق التهرب الضريبي الذي بدوره يحد من دور الدولة وقدرتها علي توفير الخدمات العامة والأساسية للمواطنين. يؤدي الفساد أيضا إلي وضع الرجل غير المناسب في المكان المناسب عن طريق المحسوبية الأمر الذي يدفع الكفاءات العلمية إلي الهجرة نتيجة تولي غير المؤهلين للمناصب الرفيعة. والفساد سبب رئيسي في تركز الثروة في أيدي قلة من أفراد المجتمع والتي يتم تحريمها عن باقي الفئات الأخري من الانتفاع بموارد الدولة المالية. ومن ناحية أخري يؤثر الفساد بدوره علي القيم الأخلاقية في المجتمع ويضعف من شعور المواطنين بالانتماء لبلدهم ويساهم في انتشار روح اليأس والإحباط بين المواطنين ويسيء لسمعة الدولة. وفي النهاية لابد من محاربة الفساد بجميع أشكاله وأنواعه وعلي أجهزة الدولة التكاتف والتضافر من أجل مجتمع يسوده العدل والمساواة.