"عبرنا الهزيمة يامصر ياعظيمة" هكذا تغني الشعب المصري بعد انتصارات أكتوبر 1973 ونحن نحتفل بالذكري ال 43 للعبور العظيم أين نحن الآن منه؟ ولماذا نتخطي الأزمة الحالية بصعوبة كبري بعد نكسة 1967 كانت مصر بلا سياحة ولا قناة السويس ومع ذلك انتصرنا لأننا استطعنا بالكفاءات في الأفراد التي هي أهم من الموارد. وكان لدينا قطاع عام ممثل في المصانع والشركات استطاع ان ينقذ مصر في تلك الآونة من التدهور الاقتصادي الملحق بالنكسة فكانت لدينا الشركات العملاقة "المحلة الكبري وكفر الدوار وسيماف" وغيرها كثيرا استطاع ذلك القطاع بالارادة والإدارة الناجحة ان يسد عجز مصر الاقتصادي والكل يعمل بلا تخاذل أما الآن فمعظم المصانع الكبري أغلقت إن لم تكن قد تم بيعها!! الكفاءات والمهارات كانت تملأ الأجواء في كل المجالات ففي المجال الاقتصادي لم نستعن بأهل الثقة أكثر من أهل الكفاءة. وكان لدينا إدارة لشئون النقد الاجنبي والآن نفتقدها بدليل سعر الدولار. وكان أيضا لدينا حفاظ علي معدلات التضخم إلي أن أصبح تضخمًا آمنًا فلا صوت يعلو علي صوت المعركة واي سلعة ترفيهية لا داعي لوجودها.. أما علي المستوي الاجتماعي فقد تحملت المرأة المصرية عبئًا كبيرًا في تلك الادانة بجانب فقد العائل في الحرب إلا انها استطاعت سد احتياجات اسرتها بالمتاح والمتواجد.. أما الاداء العسكري الذي حقق النصر العظيم فقد تم التدريب والمثابرة وحساب التوقيت لدرجة ان ساعة الصفر حددت 2 وخمس دقائق لأن الحسابات أكدت ان العبور سيستغرق 4 ساعات ونصف الساعة ويكون بذلك الساعة 6 ونصف وخمس دقائق وقد زالت الشمس حتي لو فكرت إسرائيل في اقامة كوبري لنجدتها يكون الليل قد حل. وايضا الاستعانة بالكفاءات وليس أنصاف المهارات ومشاركة كل من له رأي سديد حتي لو كان من اصغر الضباط والجنود والدليل علي ذلك الاستعانة بالضابط المهندس زكي باقي صاحب فكرة خراطيم المياه الذي استعملها في بناء السد العالي رغم انه كان من اصغر الضباط. أما علي المستوي السياسي فقد كانت السياسة هي الذراع الثانية للعبور العظيم واتضح ذلك في مفاوضات الثغرة واسترجاع طابا بالتحكيم فمصر قوية بتاريخها وموقعها وعظمة رجالها خير أجناد الأرض فعندما زار مصر نيلسون مانديلا وهو من قال قادة افريقيا العظام هم من صنعوا افريقيا وهم: "ناصر هيلا سلاس نيكروما" ففي ظل الظروف الصعبة اقام عبدالناصر منظمة دول عدم الانحياز وقاد حركات التحرر إذا كان لنا تواجد فعال في افريقيا وللعرب ايضا فأين ذلك من السنوات الأخيرة؟! ورغم ذلك فالشعب المصري قادر علي الفعل ولكن ينقصه التخطيط والمتابعة ورذا كان هذا غير صحيح لما استطعنا في تلك الظروف الصعبة اقامة محور قناة السويس وحفر 8 انفاق اسفل القناة. واقامة مزارع سمكية واقامة بنية تحتية للمستثمرين.. ورغم ان بلاد عديدة بدأت بعد مصر إلا أن الفجوة كبيرة فسنغافورة احسن تعليم مهني علي مستوي العالم وبالتعليم وصلوا إلي ذلك إذًا البداية بالتعليم الجيد مع المتابعة والتخطيط.