الانتخابات الأمريكية حافلة بكل ما لذ وطاب.. مثيرة.. جذابة.. مليئة بالأحداث والتطورات. وكشف المستور.. والكثير الكثير من الفضائح المالية والجنسية. ويلجأ المؤيدون لكل من المرشحين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب. إلي كل الوسائل والطرق والدهاليز للإساءة إلي المرشح الآخر وتلويث سمعته وتشويه صورته في أذهان الناخبين. وإذا كان الناخبون في الولاياتالمتحدةالأمريكية ينقسمون إلي معسكرين أحدهما مؤيد للحزب الجمهوري والآخر مؤيد للحزب الديمقراطي.. فإن هناك قطاعاً كبيراً من الناخبين لا يستهان به متردد في الإدلاء بصوته للمرشح هذا. أو المرشح ذاك.. وهذا العدد الكبير من الناخبين هو عادة من يرجح كفة أحد المرشحين في الفوز بالانتخابات الرئاسية والجلوس علي كرسي البيت الأبيض. ولهذا تلعب حملات المرشحين علي هذا النوع من الناخبين واستقطاب أكبر عدد منهم للتصويت لصالح مرشحهم. شائعات من كل نوع وفتح ملفات علي عينك يا تاجر لكل من هيلاري وترامب. واتهامات بتهرب ضريبي وتحرشات جنسية ومساندة لداعش.. وغير ذلك من الاتهامات.. وعلي طريقة الغاية تبرر الوسيلة فإن كلا المرشحين يستخدم كل الأساليب والحيل والمعلومات ضد الآخر.. والغريب أن وسائل الإعلام والصحف الأمريكية الكبري قد دخلت بقوة في هذا الصراع الانتخابي الرئاسي سواء مؤيدة لهذا المرشح أو ذلك. لكن الأغرب أن تتورط صحف أمريكية شهيرة ولها احترامها داخل أمريكا وخارجها مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست. في نشر فضائح جنسية وأن تتحول كلتا الصحيفتين إلي الإثارة في سرد روايات تحرشات جنسية فعلها أو لم يفعلها دونالد ترامب. كان آخرها ما نشرته واشنطن بوست منذ أيام قليلة تلك الصحيفة الكبري التي أعلنت تأييدها لهيلاري كلينتون في السباق الرئاسي.. وقالت الصحيفة "التي من المفترض أنها محترمة" إن ترامب تحرش بامرأة أمريكية تبلغ 74 عاماً قبل 30 عاماً من الآن. وقالت جيسكا ليدز من منزلها في مانهاتن إنه قبل 30 عاماً عندما كانت تعمل في شركة للورق وكانت مسافرة في رحلة طيران إلي نيويورك وجاء مقعدها بجانب ترامب وبعد 45 دقيقة من الإقلاع بدأ ترامب محاولة لمسها مما دفعها للفرار والجلوس في آخر الطائرة. وأكدت رواية التحرش بالنساء من جانب ترامب امرأة أخري تدعي راشيل كروكز من ولاية أوهايو. وقالت إنه تحرش بها عند المصعد في إحدي البنايات. وسواء حدث ذلك بالفعل أو أنها روايات كاذبة لتشويه صورة ترامب. فإن الصحف الأمريكية الكبري ما كان لها أن تتورط في نشر هذه الفضائح وغيرها.. ولكنه صراع المصالح الذي أصبح يطغي علي كل الأدبيات والأعراف والتقاليد المهنية العريقة التي كانت تتميز بها الصحف المحترمة. وبالرغم من نشر تلك الفضائح فإن ترامب مصمم علي استكمال السباق الرئاسي يؤكد أن وسائل الإعلام والمؤسسة السياسية الحاكمة تسعي لإخراجه من السباق ولكن كما يقول لن أخيب أمل مؤيدي ترشيحي ونشر فيديو قال فيه: "كنت مخطئاً وأعتذر وأنني لست منزهاً عن الخطأ ولم أحاول تقديم نفسي كرجل مثالي". ويبقي القرار بتحديد من هو الفائز برئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية في يد الناخب الذي سيكشف عن مدي تأثير تلك القصص والروايات والفضائح عن هيلاري كلينتون أو ترامب في الاختيار لمن يحكم ومن يقود أمريكا خلال السنوات القادمة. لكن ما أعجبني في تلك الانتخابات والإعداد لها هو تلك المناظرات بين هيلاري وترامب وقد جلست ليلة كاملة أستمع إلي المناظرة الثانية لهما.. وشدني كثيراً اهتمام كل منهما بالسعي لتخفيف الأعباء عن المواطنين وخفض الضرائب وتوفير الخدمات وتحقيق مستوي رخاء أعلي للمواطن. وقوة أكبر لبلدهما.. هذه هي الديمقراطية بحق وهذه هي فائدة أن يكون هناك أكثر من مرشح للرئاسة في أي بلد في العالم. حيث يسعي كل منهما لتقديم أفضل ما عنده للمواطنين للفوز بثقة الناخبين وتأييدهم له.. أن يكون هناك أكثر من مرشح لمقعد الرئاسة يعطي للناخب حرية الاختيار وفق رؤيته لكل مرشح.. أما المرشح الواحد فهو قد فرض فرضاً علي الناخبين وسواء أعطاه الناخب صوته أو لم يعطه. فهو ناجح ناجح بكل عيوبه ومميزاته. وتلك مشكلة أخري يكون لها آثار سلبية طوال فترة حكمه!!