اعتقد ان حالة التوتر المؤقتة في العلاقة بين مصر والسعودية.. مجرد سحابة عابرة.. سرعان ما تنتهي.. لأن العلاقات بين الدولتين تاريخية ومتينة.. ولا يجوز إتاحة الفرصة للمتآمرين والمأجورين والخبثاء أعداء الوطن لبث الفتنة والوقيعة بين الدولتين والشعبين.. من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام والفضائيات المأجورة التي تسكب الزيت علي النار.. وتضخم من خلاف في رأي أو وجهة نظر تجاه سوريا. سياسة مصر ثابتة وواضحة وموقفها بشأن سوريا يصب في صالح الوطن والأمن القومي العربي.. لأن مصر تتمسك بموقفها في وحدة الاراضي السورية.. والعمل علي وقف نزيف الدماء لانقاذ وحماية الشعب السوري.. واحترام إرادته.. وان هذا الموقف المصري نابع من ادراك لمخططات أجنبية خبيثة تستهدف تفتيت المنطقة وزعزعة استقرارها.. وحماية أمن إسرائيل في المقام الأول. وعندما وافقت مصر علي مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن بشأن سوريا.. فإن هذا الموقف قد اتخذته مصر وينبع من ثوابت سياسية لحماية الأمن القومي.. ومنع تفتيت سوريا وحماية شعبها الذي تأكله الحرب الدائرة بين قوي متصارعة. من حق مصر ان تتخذ الموقف الذي تراه صائباً.. وليس من الحكمة ان تغضب السعودية.. أو يصف مندوبها بالأمم المتحدة عبدالله المعلمي الموقف المصري ب "المؤلم" لمجرد تصويت مصر لصالح مشروع القرار الروسي بشأن سوريا.. فمصر لا تقبل الوصايا.. وقراراتها ومواقفها السياسية تنبع من ارادتها الحرة.. وكان ينبغي علي الجانب السعودي ان يتفهم الأمر.. لأن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.. خاصة ان العلاقات بين الدولتين والشعبين متينة قوية تقوم علي الاحترام المتبادل.. فرد الفعل السعودي في الحقيقة لم يكن متوقعاً.. في ظل علاقة تاريخية وحميمية بين الدولتين.. أما موقف قطر الذي عبر عنه مندوبها بالأمم المتحدة الذي وصف موقف مصر ب "المؤسف" فإن هذا الأمر متوقعاً وليس غريباً علي دويلة تدعم جماعة الإخوان الإرهابية وتتآمر علي مصر وتسعي لافساد العلاقة بين مصر والسعودية.. خاصة ان متانة العلاقة بين الدولتين تصب في صالح الأمن القومي للبلدين وأمن المنطقة وهو ما يثير غضب وحقد وجنون النظام القطري الذي يعمل لخدمة المخطط الأمريكي والغربي لاضعاف مصر والسعودية وإعادة تقسيم دول الشرق الأوسط.. بالصورة التي تخدم إسرائيل وتحقيق مصالح أمريكا وأعوانها.. واتباعها.. والواضح بجلاء ان النظام القطري يحاول بشتي السبل تنفيذ المخطط الغربي لحصار مصر اقتصادياً في محاولة لإرهاقها وزعزعة استقرارها.. ولكن هذا الأمل القطري بعيد المنال لأن جيش مصر قوي.. وشعبها متماسك ويدرك المؤامرات الأجنبية الخسيسة التي تهدف لتخريب مصر. المؤلم حقاً ان بعض الإعلاميين المصريين ينجرفون وراء محاولات الفتنة و"أسافين" الوقيعة.. إما عمداً وإما عن جهلاً.. والمؤسف ان بعض الفضائيات تفسح المجال للمغرضين المعروفين بتوجهاتهم المشبوهة.. والحاقدين الذين يصبون جام غضبهم علي الدولة لفشلهم في الحصول علي منصب أو مكسب.