من حق المهندس عاطف عبدالحميد محافظ القاهرة الجديد أن يحلم بالقضاء علي الفوضي في شوارع العاصمة.. فأي إنسان باق في موقعه تكون لديه خطط لحل المشاكل واستراتيجيات لتنفيذها.. ولكن الخطط شيء والتعامل مع الواقع شيء آخر.. فالصدام بين المسئول من جهة وبين الفوضي التي يتعامل بها المواطنون من جهة أخري تنتهي لصالح هذه الفوضي ويظل المحافظ علي ما هو عليه فيذهب ويجيء محافظ آخر لديه نفس الطموحات. صحيفة "الأهرام" أجرت حوارا صريحا مع المهندس عاطف عبدالحميد محافظ العاصمة الجديد قال فيه إنه لن يسمح بعودة الفوضي لشوارع العاصمة مشدداً علي استمرار المحافظة في تسيير الحملات وملاحقة من يخالفون القانون ويضرون بمصالح العاصمة أياً كان حجم مخالفاتهم أو موقعها!! وأود أن أذكر السيد المحافظ الجديد بأن انتظام المرور في شوارع القاهرة يقتضي منه وضع رجل شرطة علي الأقل في كل شارع من شوارعها وإذا أردت أن تعرف عدد شوارع القاهرة فارجع إلي الجهة التي لديها هذا النوع من الاحصائيات ولتكن جهاز التعبئة والإحصاء وسوف يقولون لك ان هذه الشوارع تبلغ الملايين فأنت محتاج إلي هذا العدد من رجال الشرطة ليضبطوا نظام المرور. لقد استنجدت يا سيدي بالسيد اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية لضبط المرور في شارع لا يزيد طوله علي 400 متر علي الأكثر في سنتين متتاليتين وفي كل مرة كان الرجل يستجيب ويأمر المرور بتنظيم الشارع ويستقر المرور في عمله يومين أو ثلاثة ثم يعودون لمهامهم وتعود ريمة لعادتها القديمة. الشارع اتجاه واحد لكن الفوضي فيه ضربت أطنابها والمخالفون لخط السير أضعاف الملتزمين وتحدث كل يوم الخناقات.. ناهيك عن ان الشارع به موقفان علي الجانبين للسيارات المنتظرة فتحول بقدرة قادر إلي أربعة صفوف أو أكثر ويعين فيه بلطجية منادي السيارات كل حسب قوته.. وهذا مجرد مثال بسيط!! فإذا علمت ان التكاتك غزت هذا الشارع وهو قريب من مقر مجلس الوزراء ومقر مجلس النواب لعلمت مدي التحدي الذي يواجهك.. فضلاً عن ان سائقي التكاتك يستظلون الليل بالأشجار ويختبئون تحتها لشرب المكيفات لأدركت انه لا قانون يردعهم. هل تستطيع يا سيدي المحافظ أن تردع أصحاب المقاهي وتجعلهم يلتزمون بالمكان المؤجر للمقهي ولا يمتدون لاحتلال الأرصفة.. أظن ان هذا شيء مستحيل!! هل يمكن أن تعطي مخالفة لصاحب بيت هدم بيته منذ عدة سنوات وترك أنقاضه في شارع رئيسي حتي تحول هذا البيت لمقلب للقمامة وصار منظره يؤذي المشاعر قبل أن يؤذي العيون. هل في استطاعتك يا سيدي أن تحد من ألاعيب راكبي الدراجات البخارية الذين لا يحلو لهم اللعب بدراجاتهم إلا في ساعة متأخرة من الليل فيطلقون أصوات دراجاتهم العالية وهم يتسابقون ليقضوا منام سكان البيوت. هل تستطيع يا سيدي أن تقضي علي ظاهرة الشماريخ التي يطلقها الشباب المراهقون أثناء الليل فيصيبون السكان بالذعر والخوف. لن أتحدث عن العشوائيات التي تواجهها القيادة السياسية بحلول طويلة الأمد للقضاء عليها.. ولكني أتحدث عن القانون رقم 72 لسنة 2016 الذي ينص علي تغليظ عقوبة فض الشمع عن المحلات أو المقاهي المخالفة وجعل هذه العقوبة الحبس بدلاً من الغرامة ليساعد علي فرض الانضباط علي المخالفين. وأنا هنا أسأل سيادتك: ما هو عمل رئيس الحي بالضبط؟! هل مهمته أن يجلس في مكتبه يوقع الأوراق ويستقبل الزوار أو الشاكين ولا ينزل إلي الحي اطلاقاً ليمر فيه فيري شارعا من الشوارع قد تهالكت أرصفته فيأمر بإعادة رصفها من جديد أو يري حفرة فيه فيأمر بإصلاحها أو يري المقاهي التي اغتصبت الشوارع والأرصفة فيعيدها إلي مكانها الصحيح؟! ما هي مهمة رئيس الحي بالضبط.. هل إذا أبلغ مسئول عن كشك مخالف أن ينزل بنفسه ليصادر ثلاجات هذا الكشك ويجعلها حبيسة مخازن الحي منذ أكثر من سنة؟! لنا لقاء آخر يا سيادة المحافظ للكلام عن الأخطاء والفساد في المحليات التي تحدثت عنها في حوارك مع "الأهرام" وإلي أن يأتي الموعد نرجو أن نشهد جديداً في عهدك كمحافظ للعاصمة.