نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا للكاتب كريس ليبرون الامريكي ذي الاصول الافريقية أستاذ مساعد في الدراسات الأفريقية الأمريكية والفلسفة بجامعة ييل عن العنصرية في المجتمع الامريكي ويتحدث فيه عن نفسه, لسان حال جميع السود داخل الولاياتالمتحدة. وفيما يلي نص المقال: لست متأكدا من عدد الايام المتبقية من حياتي لا اعمل في مهنة بها خطورة وليس لدي اي افكار انتحارية ولا اقيم في حي محفوف بالمخاطر.. أنا صاحب بشرة سوداء واعيش في الولاياتالمتحدة الامر الذي يثير السؤال التالي: هل سأعيش مثلما تمنيت؟! قد يبدو لك السؤال سخيفا ولكن لا احد يعرف حقا متي تنتهي حياته يمكنك ان تشعر بأنني ذو تفكير درامي شيئا ما ولكن هذا يعود الي كوني اقيم في الولاياتالمتحدة ولهذا اعتقد انني دائما محاط بالمخاطر. أحلام كراتشر ومثال علي هذه المخاطر حادثة مقتل تيرينس كراتشر مؤخرا علي يد الشرطة حينما كان في طريق عودته من كلية المجتمع في تلسا بجامعة اوكلاهوما وكما أوضحت أشرطة الفيديو انه كان اعزل من السلاح وليس مصدرا للخطر ومع ذلك اصيب اصابة قاتلة من قبل الشرطي بيتي شيلبي الذي وجهت اليه تهمة القتل غير المتعمد. بالتأكيد لم يكن كراتشر يخطط ان تنتهي حياته بهذه الطريقة . إذ انه كان لا يزال بمقتبل عمره وأبا لأربعة اطفال ومن الواضح انه كانت لديه طموحات كبيرة بدليل حضوره دروسا بكلية المجتمع المحلي ومع ذلك انا علي يقين ان هذا الرجل كان يتوقع ذلك المصير مثلما حدث مع كيث سكوت تامر رايس وفيلاندو كاستل وغيرهم من الامريكيين السود الذين تم قتلهم علي ايدي موظفي الدولة في السنوات القليلة الماضية. الصدمة النفسية كان دو بويز عالم الاجتماع والناشط السياسي الامريكي الاسود من اهم دعاة الحقوق المدنية والمهتمين بشئون السود في مطلع القرن العشرين اول من تحدث امام الجميع عن الصدمة النفسية الذي شعر بها في طفولته حينما كان يلعب مع طفل صاحب بشرة بيضاء وكيف كان الجميع ينظرون اليه كعقبة حتي اجبروه ان ينظر لنفسه مثلما يرونه. لا أؤيد فكرة ان الولاياتالمتحدة حققت تقدما كبيرا منذ عهد دو بويز ومع ذلك أكاد اعترف ان هناك الكثير من التغيير منذ بداية القرن ال 21 والتي بالتأكيد ساعدت السيد كراتشر لوضع اهداف وخطة لحياته بل والعمل علي تنفيذها ولكن عدم تحقيق تقدم ملحوظ في القرن الماضي هو ما عرقل هذه الخطة. نعم لقد تمكنت من خلق مساحة من حولي ولم أعد اتعرض لمضايقات خارج منزلي ليس بسبب من أنا ولكن بسبب مع من أكون كما ان امتلاك المال بالتأكيد يساعد علي الحصول علي تلك الضمانات التي ليس من المعروف إلي أي مدي سوف تحميني. لذلك ربما يتعين علي الأمريكيين السود وضع خطة من اجل الحياة في الولاياتالمتحدة عن طريق عقد الامل للوصول للاهداف الاساسية او السعي لتحقيق طموحات اكبر مع الوضع في الاعتبار ان كل ذلك من الممكن ان يتلاشي بسبب تأثير التاريخ الامريكي العنصري علي الوقت الحاضر. في النهاية اتمني لو اعرف ما هي خطة الولاياتالمتحدة لحمايتي.