يعتبر الاعصار ظاهرة مناخية طبيعية ولكنها مدمرة وكارثية اذا وصل الي اليابسة وخاصة في المناطق المأهولة وبرغم كل الاحتياطات التي تتخذها الكثير من الدول للحد من الخسائر فإنها ما زالت بعيدة كل البعد عن مواجهة الاعاصير أو الحد من خطورته. ويعتقد بعض العلماء انه بالإمكان ايقاف الاعصار واخماده باستعمال تقنيات جديدة ومتطورة بينما ينصب تركيز غالبية المراكز البحثية علي إيجاد سبل ناجحة لرصد الأعاصير وتحديد مسارها وقوتها لاتخاذ خطوات استباقية تحد من الخسائر البشرية. مقياس الدمار يختلف حجم الدمار الذي يتركه الاعصار علي البلد التي يضربها حسب درجة سرعته وتصنف الأضرار وفقًا لمقياس فوجيتا بين الأضرار الخفيفة التي تكون بانكسار أغصان الأشجار وسقوط بعضها وصولا للأضرار الخطيرة جدا حيث يقتلع الاعصار المباني بشكل كلي ويقذف بالسيارات كقطع حجارة لمئات الأمتار وتزداد خطورة الاعصار كلما قل تقدم الدولة التي يضربها. والدليل ما حدث لبنجلاديش عندما أصابها اعصار سيدرا في نوفمبر 2007 ونتج عنه 4100 قتيل ومفقود علي أقل تقدير و8.7 مليون منكوب وأضرار مادية قيمتها 1.5 مليار دولار ولم تنته المأساة بعد رحيل الاعصار حيث أكدت منظمة المساعدات الدولية أوكسفام أنه بعد مرور قرابة العام كان هناك ما يزيد علي مليون شخص يعيشون بدون مأوي مناسب. وأصبحوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض. أسماء الأعاصير حملت الأعاصير أسماء منها ما كان أنثويا وآخر ذكوريا. وقد شكل هذا الربط بين الاعصار واسمه مساحة للنقاش والتساؤل بشأن ما إذا كان لجنس الاسم علاقة بمدي قدرة الاعصار علي التدمير. توصل باحثون في جامعة إلينوي إلي أن أعاصير المحيط الأطلنطي القوية التي لها أسماء إناث. تسببت في سقوط عدد من القتلي أكثر 5 مرات عن تلك التي حملت أسماء ذكور وبدأ المركز القومي للأعاصير في الولاياتالمتحدة إطلاق أسماء بشر علي الأعاصير من العام 1953 وذلك مع ولادة الاعصار الأنثوي أليس. استمر المركز في إطلاق أسماء إناث علي الأعاصير حتي العام 1979 حين أطلق للمرة الأولي اسم ذكر ¢بوب¢ علي اعصار في المحيط الاطلنطي. وتعود بداية التسمية الاعاصير إلي عالم الارصاد الجوية الاسترالي كليمنت راج حيث أطلق علي الأعاصير أسماء البرلمانيين الذين كانوا يرفضون التصويت علي منح قروض لتمويل أبحاث الارصاد الجوية أقوي الاعاصير يعد اعصار بتريشيا الذي وصل المكسيك واحدا من أكثر الأعاصير شدة في التاريخ الحديث. وبلغت سرعة الرياح المصاحبة له قبيل ساعات من دخوله البر المكسيكي 325 كلم/ساعة. وهو رقم قياسي لم يسبق أن سُجل في التاريخ. قبل أن تعود وتتراجع قليلا إلي 305 كلم/ساعة واعصار أوكلاهوما الذي ضرب مدينة مور بضاحية أوكلاهوما سيتي في مايو 2013 وتسبب في مقتل أكثر من تسعين قتيلًا بينهم عشرين طفلًا علي الأقل كانوا في إحدي المدارس الابتدائية. وإصابة أكثر من 230 شخصًا. كما صنف اعصار ساندي ضمن الفئة الأولي من الأعاصير المدمرة وبدأ في يوم 27 أكتوبر من عام 2012 في دول الكاريبي. ثم وصل يوم 29 أكتوبر إلي الساحل الشرقي للولايات المتحدة وكندا وبصحبة رياحه أمطار غزيرة أغرقت العديد من الولايات مثل ولايتي نيويورك ونيوجيرسي حتي وصل ارتفاع المياه إلي أربعة أمتار مما أدي لإغلاق الكثير من المحال والشوارع. خلف الاعصار ضحايا وصل عددهم إلي 106 قتلي في الولاياتالمتحدةالأمريكية و67 قتيلًا علي الأقل في دول بحر الكاريبي. كما نشر اعصار ماثيو الذي ضرب هايتي وعدة ولايات شرق امريكا سلسلة من الفوضي والدمار وتسبب اعصار كاترينا عام 2005 في مقتل 1833 شخصا. فضلا عن خسائر مادية قدرت بنحو 108 مليارات دولار وضرب الاعصار ولاية فلوريدا. وكان من الدرجة الأولي قبل أن يشتد ويصبح من الدرجة الخامسة وألحق أضرارا في ولايات ميسيسبي ولوزيانا ويعد من أكثر العواصف دموية في تاريخ الولاياتالمتحدة. يعد اعصار جالفستون العظيم لعام 1900 الأكثر دموية في تاريخ الولاياتالمتحدة وأسفر عن مقتل ما بين 8000- 12000 ألف شخص. وعندما وصل الاعصار إلي ولاية تكساس أصبح اعصارا من الدرجة الخامسة. و لم تخل اليابان ايضا من الدمار فضرب اعصار نانسي اليابان من جهة المحيط الهادي بسرعة قياسية بلغت 345 كيلو مترا في الساعة ولقي 191 شخصا مصرعهم جراء الاعصار فيما أصيب الآلاف وتسبب بدمار هائل في اليابان. فوائد الأعاصير و صرح العلماء ان الاعاصير بها فوائد وليس فقط ما تخلفه من كوارث و تشريد فلو تمكن الباحثون من السيطرة علي الأعاصير ستكون مصدرًا هائلا للطاقة لأنها ستنتجپ600 تريليونپوات من الطاقة وهو ما يقرب من 200 مرة مما تنتجه الأرض بالكامل وتوقع خبراء أن ترتفع وتيرة الأعاصير إلي 17 ضعفاً بحلول العام 2100 بينما تشير التقديرات الأكثر تفاؤلا الي تضاعفها من ثلاث إلي أربع مرات فقط.