اخطأت دول الخليج عندما أودعت غالبية استثماراتها والتي تقدر بمليارات المليارات من الدولارات في الدول الغربية عامة وأمريكا بصفة خاصة وهاهو البرلمان الأمريكي يصادق علي قانون جاستا يسمح بمقاضاة أهل ضحايا أحداث 11 سبتمبر لدول الخليج باعتبارها دولاً راعية للإرهاب ودليلهم علي ذلك أن جنسيات الإرهابيين الذين قاموا بهذه العملية من دول الخليج وخاصة من السعوديين رغم النفي القاطع بعدم ضلوعهم في مثل هذه العمليات. وكم كنت أتمني أن يبدأ السعوديون في سحب بعض استثماراتهم من هذه الدول وخاصة من الولاياتالمتحدة ونقلها إلي بعض دول منطقة الشرق الأوسط الجاذبة للاستثمار وفي مقدمتها مصر بهدف تنويع استثماراتهم في مختلف البلدان بدلاً من وضع البيض كله في سلة واحدة سهلة المنال علي أن يتم الشروع في تنفيذ برنامج متوسط المدي للخروج الآمن بهذه الاستثمارات. وإذا كانت الدول الكبري قد غيرت من أسلوب هيمنتها علي الدول الأخري بقوة السلاح إلي أنواع أخري من الهيمنة الاقتصادية والسياسية والثقافية وتفرض بقانون جاستا الأخير هيمنة من نوع آخر بقصد مص بعض من دماء دول الخليج ولم يشفع للدول الخليجية أن جميعها دخل دائرة عجز الموازنة وتطرح اذون خزانة بمليارات الدولارات في الأسواق الخارجية لتغطية العجز وتطبيق برامج ترشيد انفاق ورفع بعض أنواع الدعم وخفض المصروفات. إن الدول العربية الجاذبة للاستثمار كانت ومازالت دولاً حاضنة للاستثمارات وتثمن مواقف الدول الشقيقة أثناء الشدائد وتحرص علي توفير كل المساندة المطلوبة ونص دستورها في دولة مثل مصر علي احترام الملكية الخاصة وحظر التأميم كما ورد في مواد الدستور. إن الدول العربية التي تتطلع إلي مناخ أكثر جذباً للاستثمار تؤمن أن هناك حصانة للمال الخاص وفقاً للشريعة الإسلامية ولا يمكن لها أن تفرض مثل هذه القوانين بهدف ابتزاز أموال الآخر مهما كانت الأسباب وتحرص علي منح المستثمر جميع الحقوق التي لأبناء الوطن. وأقول هنا أيضاً انه بمثل قانون جاستا يجب علي الشعب الفلسطيني أن يقاضي دول الغرب ثمناً لوطن ضاع وشتات بلا نهاية ودم أبرياء ضاع بلا ثمن من مغتصب غاشم كما يجب أن يقوم شعب العراق بمقاضاة دول التحالف وفي مقدمته أمريكا عن عدوانهم علي شعب العراق بسبب كذبة قالت إن العراق يملك أسلحة دمار شامل كما يجب أن تقوم مصر بمقاضاة دول الغرب عن استخدام اراضيها في الحرب العالمية الثانية واستشهاد الآلاف بسبب حرب لا ناقة لها فيها. وبنفس الأسلوب يجب أن تقوم كل الشعوب التي كانت محتلة بمقاضاة الغزاة وإلزامهم بدفع التعويضات عن نهب الثروات وقمع الشعوب لعشرات بل مئات السنين منذ قدم البشرية وهل أفلست خرائن الغرب ليتم البحث عن أدوات غير تقليدية لملؤها من جديد.