تواجه مصر في الفترة الأخيرة حروباً ومؤامرات في الداخل والخارج وأخطر هذه الحروب اغراق البلاد بالمخدرات وتغييب عقول الشباب وهو ما انتبهت اليه وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامةلمكافحة المخدرات وراحت تجابه المهربين وتطارد التجار ويواصل رجالها الليل بالنهار لدرء الخطر الأكبر الذي يحيق بشبابنا. آخر هذه "المحاولات" ما تم الاعلان عنه أمس الأول من ضبط أكثر من "طني" حشيش في المياه الاقليمية بالبحر المتوسط قبالة شواطي مطروح. "الجمهورية الأسبوعي" التقت اللواء أحمد عمر عبدالوهاب مساعد وزير الداخلية مدير الادارة العامة لمكافحة المخدرات والذي كشف عن معلومات خطيرة وأرقام مرعبة أهمها لجوء بعض تجار المخدرات بعد التضييق عليهم للسفر إلي الخارج واقامة مصانع "للترامادول" في بعض الدول وانه في أقل من عام تم ضبط ما يقرب من 300 مليون قرص "ترامادول". واقترح مساعد الوزير ان يكون هناك تعاون دولي وتدخل قوي من الأممالمتحدة لمنع أو تغيير بيع الترامادول ووضعه في قائمة الأدوية المحرمة. * لماذا ارتفعت أسعار المخدرات في السوق؟! ** نظرا للتضييق علي التجار وتجفيف المنابع أصبح المطلوب أكثر من المعروض فارتفعت أسعار المخدرات والمدمن لا يشغله السعر فالأهم عنده أن يجد الجرعة التي ادمنها سواء كانت حشيش أو عقاقير * ما هي أكثر أنواع المخدرات رواجاً الآن؟! ** الترامادول فهو المخدر "رقم واحد" في مصر حاليا وللأسف لم تفلح الطرق التقليدية في مواجهته سواء من تقييد البيع ووضعه علي "الجدول". * وما الحل من وجهة نظرك؟! ** الحل تعاون دولي وتدخل قوي من الأممالمتحدة لمنع أو تقييد بيع الترامادول ووضعه في قائمة الأد وية المحرمة خاصة وان بعض الدول لا تريد التدخل لوضع حد لأنه علي ما يبدو ليس لديها مشكلة في ان تتعامل معه كدواء بما تفرضه من قيود أو قوانين ولو تدخلت الأممالمتحدة ووضعت قانوناً ملزماً للجميع سيكون أفضل ويمكن أن يحد من خطر انتشار الترامادول. * هل تري ان اغراق البلاد بالمخدرات مقصود؟! ** بالطبع هناك مؤامرة والدليل ان المعارك التي يخوضها تجار المخدرات لاغراق البلاد بالسموم خاصة وان كبار التجار بعدما تم التضييق عليهم داخليا سافروا الي الخارج وأقاموا مصانع للترامادول في بعض الدول الأجنبية ويتم التصدير بصورة مكثفة والحمد لله كنا لهم بالمرصاد ونجحنا في ضبط أكبر كمية ترامادول 300 مليون قرص فضلا عن تأثير المخدرات علي الاقتصاد فسعر طن الحشيش وصل ل 60 مليون جنيه والمصريون يستهلكون في العام 40 طنا. * ما هي الحيل التي يلجأ اليها كبار المهربين؟! ** بصراحة المهربون كل يوم يبتكرون حيلا جديدة في التهريب فبعد ان نجحنا في التصدي للحاويات التي تأتي علي انها أدوية بالتعاون مع الموانئ والجمارك بدأ المهربون يتفنون في طرق التهريب ويحاولون بشتي الطرق ويعاودون تصديرها من موانئ أخري أوروبية وغيرها والآن التركيز علي ليبيا والتهريب من الحدود الغربية براً وبحراً وبكميات كبيرة جدا. * ولماذا الاصرار علي تهريب "الترامادول"؟! ** هناك أصناف كثيرة "راحت عليها" ولم يعد لها سوق كالحشيش والأفيون ويبدو أن الأمر مرتبط بالمفعول وان الترامادول رخيص جدا ولا يكلف المنتج سوي بضع سنتات قليلة للشريط في حين يصل سعره إلي سبعين أو ثمانين جنيها فالمكسب رهيب جدا والطلب عليه يتزايد. * هل مكافحة المخدرات من و اجب وزارة الداخلية فقط؟! ** بالعكس مكافحة المخدرات تتطلب تضافر جهود الدولة والمجتمع والمدرسة ودور العبادة والمنزل. * ما هي المحاور التي تعتمد عليها المكافحة؟! ** لابد من محورين مكافحة العرض وهو محور تقوم به وزارة الداخلية ممثلة في إدارة مكافحة المخدرات مكافحة التهرب عبر الحدود مكافحة الاتجار غير المشروع وبين المحافظات والزراعات والبؤر وتتبع الثروات غير المشروعة الناتجة عن تجارة المخدرات وحرمانهم منها ومن خلال محور خفض الطلب وهو اتجاه عالمي ووفقا لنظرية العرض والطلب طالما هناك طلب يقوم التجار بالعرض فلابد من خفض الطلب وذلك أيضا بتضافر كافة جهود الوزارات واهمها وزارات الشباب والأوقاف والأزهر والكنيسة. * هل الوضع أصبح صعباً بعد 25 يناير بعد فتح الحدود؟! ** الحدود الغربية أصبحت مفتوحة لمدة عامين ونجحت القوات المسلحة في بناء حائط صد لمنع عمليات التهريب والمغرب تعد أهم الدول المنتجة والمصدرة للحشيش وتقوم بتهريبه لليبيا وتصدره الينا عن طريق المراكب ونتصدي لهذه المراكب ونتعاون مع دول جنوب أوروبا ونضبط الشحنات الكبيرة وأهمها ايطاليا حيث نمدهم بالمعلومات ونستأذن النيابة وهي مكافحة من خارج الحدود لضبط الشحنات كاملة قبل تخزينها في ليبيا وتكون بالعشرين والثلاثين طنا. * هل تعداد الضباط الذين يعملون في مجال مكافحة المخدرات قادر علي مجابهة المهربين؟! ** الحمد لله لدينا ادارة عامة لمكافحة المخدرات قارب انشاؤها علي المائة عام وبها ضباط اكفاء يواصلون الليل بالنهار لمواجهة عمليات التهريب فضلا عن وجود مكتب في كل مديرية أمن بالمحافظات بالاضافة الي أقسام الشرطة التي تقوم بواجبها أيضا في مجال مكافحة المخدرات وتنجح في ضبط عمليات كبيرة في 2000 أصبحت الصحراء الغربية بوابة للتهرب ونجحنا في اغلاق هذه البوابة في 2010 وأصبح الحشيش ليس له وجود في مصر وبعد قيام الثورات في الدول العربية ومصر أصبحت الحدود مفتوحة وبالتعاون مع حرس الحدود نجحنا في التصدي لعصابات التهريب. * لماذال تنتشر زراعة البانجو في سيناء؟! ** نبات البانجو نبات شيطاني ينمو في أي تربة ونظرا لوعورة بعض الأماكن قام بعض البدو بزراعة هذا النبات المخدر واستطعنا من خلال الطيران اكتشاف هذه البؤر والقضاء علي أغلبها. * هل هناك اتفاقيات بين مصر والدول المختلفة؟! ** نعم في الأممالمتحدة هناك لجنة لمكافحة المخدرات وفي اتفاقيات موقع عليها من أغلب الدول وفيه مؤتمرات دورية لأن جريمة المخدرات جريمة عابرة للحدود والولايات المتحدة الأمريكة لها مكاتب مكافحة في كل الدول لمكافحتها من المنبع.