أماكن ذبح الأضاحي مجانا بمحافظة القاهرة في عيد الأضحى 2024    سعر الأرز والسكر والسلع الأساسية بالأسواق الجمعة 14 يونيو 2024    عماد الدين حسين: قانون التصالح بمخالفات البناء مثال على ضرورة وجود معارضة مدنية    عماد الدين حسين يطالب بتنفيذ قرار تحديد أسعار الخبز الحر: لا يصح ترك المواطن فريسة للتجار    3 شهداء جراء قصف منزل لعائلة "البكري" قرب دوار حيدر غرب مدينة غزة    قصف إسرائيلي عنيف على جنوب لبنان.. وارتفاع عدد الضحايا (فيديو)    احتفالًا باليوم العالمي.. انطلاق ماراثون للدراجات الهوائية بالمنيا ورأس البر    شريف إكرامي يتوسط.. آخر تطوات أزمة رمضان صبحي مع المنشطات (فيديو)    حملات مكثفة على محال الجزارة وشوادر الذبح بالقصاصين    كتل هوائية ساخنة تضرب البلاد.. بيان مهم من الأرصاد بشأن حالة الطقس اليوم الجمعة (تفاصيل)    مصرع شخص وإصابة 7 في انقلاب ميكروباص ببني سويف    لإيداعه مصحة نفسية.. ضبط مريض نفسي يتعدى على المارة في بني سويف    حظك اليوم برج الدلو الجمعة 14-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    سعر ساعة عمرو يوسف بعد ظهوره في عرض فيلم ولاد رزق 3.. تحتوي على 44 حجرا كريما    حظك اليوم برج القوس الجمعة 14-6-2024 مهنيا وعاطفيا    وكيل صحة الإسماعيلية تهنئ العاملين بديوان عام المديرية بحلول عيد الأضحى المبارك    دواء جديد لإعادة نمو الأسنان تلقائيًا.. ما موعد طرحه في الأسواق؟ (فيديو)    نقيب "أطباء القاهرة" تحذر أولياء الأمور من إدمان أولادهم للمخدرات الرقمية    مودرن فيوتشر: الفوز على الجونة قفزة كبيرة.. وهذه تفاصيل المبنى الجديد    تراجع سعر السبيكة الذهب (مختلف الأوزان) وثبات عيار 21 الآن بمستهل تعاملات الجمعة 14 يونيو 2024    من بينهم المصريين.. الكويت تصدر بيانًا عاجلًا بشأن نظام الإقامة للوافدين    شهيد و10 جرحى في استهداف إسرائيلي لمبنى في جناتا جنوب لبنان    استهداف سفينة شحن أوكرانية بالبحر الأحمر واشتعال النار بها    على عمق 30 مترًا.. استخراج جثامين 3 أشقاء سقطوا في بئر بالأقصر    الرئيس السيسي يزور مكة المكرمة لبدء مناسك الحج    القبض على سيدة ورجل أثناء تسليم مخدرات بإدفو في أسوان    تتقاطع مع خطط التنمية.. "البيئة" تعلق على إزالة الأشجار بالشوارع والمحاور المرورية    رفع درجة التأهب بمدينة الحسنة استعدادًا لعيد الأضحى المبارك    "ال14 في تاريخه".. الاتحاد بطلاً لدوري سوبر السلة بعد الفوز على الأهلي    نجوم «عصابة الماكس» في العرض الخاص للفيلم.. صور    حدث بالفن| مؤلف يتعاقد على "سفاح التجمع" وفنان يحذر من هذا التطبيق وأول ظهور لشيرين بعد الخطوبة    محافظ الإسكندرية: قريبًا تمثال ل "سيد درويش" بميدان عام في روسيا (صور)    «انتو عايزين إيه».. إبراهيم سعيد يفتح النار على منتقدي محمد صلاح    محمد صلاح العزب عن أزمة مسلسله الجديد: قصة سفاح التجمع ليست ملكا لأحد    دعاء يوم التروية مكتوب.. 10 أدعية مستجابة للحجاج وغير الحجاج لزيادة الرزق وتفريج الكروب    "من هبطل كورة إلى حل الأزمة اليوم" .. من هو يوسف حسن لاعب الزمالك؟ (صور)    سموحة يطلب تعديل موعد مبارياته في الدوري    ضربة موجعة للأهلي قبل مواجهة الزمالك في القمة.. غياب نجم الفريق    أبرزها جذب مشروعات كبرى.. مكاسب مصر من تجمع "بريكس"    موعد صلاة عيد الأضحى 2024 مصر..ما هو موعد ذبح الأضحية؟    كيف تأثرت دفاعات أوكرانيا بعد سيطرة روسيا على أفدييفكا؟    روبرتسون: اسكتلندا لا تتعرض لضغوط قبل مواجهة ألمانيا فى افتتاح يورو 2024    دعاء يوم «عرفة» أفضل أيام السنة.. «اللهم لا ينقضي هذا اليوم إلا وقد عفوت عنا»    قبل عيد الأضحى 2024.. شروط الأضحية وكيفية تقسيمها    المدرسة الثانوية الفنية لمياه الشرب والصرف الصحي.. الشروط والمستندات المطلوبة للتقديم    رئيس المحطات النووية : الضبعة من أضخم مشروعات إنتاج الطاقة الكهربائية في أفريقيا    سلة - الثنائية سكندرية.. الاتحاد يحسم دوري السوبر على حساب الأهلي    حزب الحركة الوطنية يفتتح ثلاثة مقرات في الشرقية ويعقد مؤتمر جماهيري (صور)    افتتاح معمل تحاليل بمستشفى القلب والصدر الجامعي في المنيا    محافظ شمال سيناء يعتمد الخطة التنفيذية للسكان والتنمية    الكويت: حبس مواطن ومقيمين احتياطا لاتهامهم بالقتل الخطأ فى حريق المنقف    الأنبا تيموثاوس يدشن معمودية كنيسة الصليب بأرض الفرح    وكيل الصحة بمطروح يتابع سير العمل بمستشفى مارينا وغرفة إدارة الأزمات والطوارئ    في وقفة عرفات.. 5 نصائح ضرورية للصائمين الذاهبين للعمل في الطقس الحار    آداب عين شمس تعلن نتائج الفصل الدراسي الثاني    قبول دفعة جديدة من المجندين بالقوات المسلحة مرحلة أكتوبر 2024    لبيك اللهم لبيك.. الصور الأولى لمخيمات عرفات استعدادا لاستقبال الجاج    الصور الأولى لمخيمات عرفات استعدادا لاستقبال حجاجنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



..وتبقي الإنجازات
الاعمال الناجحة .. كسبت قلوب المواطنين ..وخلدت اسماء المحافظين
نشر في الجمهورية يوم 01 - 10 - 2016

يؤكد الشعب المصري في كل المواقف أنه من أوفي شعوب الأرض.. يحفظ الجميل.. ويخلص لمن يخلص له العطاء.. دون من أو أذي.
.. في المحافظات بشكل خاص.. رجال ونساء وحتي الأطفال يذكرون بالخير نماذج بشرية من المحافظين السابقين أو الراحلين استطاعوا بجديتهم وعطائهم وقدرتهم علي الابتكار وحسهم الوطني والإنساني أن يكسبوا ثقة المواطن البسيط وأن يحفروا لأنفسهم مكاناً ومكانة لم ولن يستطيع الزمن أن يمحوها.
.. تركوا من خلفهم إنجازات تشهد بإصرارهم وعزيمتهم وقدرتهم علي الإنجاز وتحقيق المعجزات.
.. و"الجمهورية" عندما تقدم هذه النماذج.. استخلاصاً من ضمائر الناس واحساسهم فإنما تعلي من المثل والقدوة.. وتفتح طريق الاصرار علي الابتكار لدي القيادات الحالية - كل في موقعه - فإن الطريق إلي قلوب المواطنين ليس مفروشاً بالورود وإنما بالعرق والإصرار وحسن الأداء واستقامة السلوك.. والنجاح الحقيقي في تحقيق منجزات طالما حلم بها المواطن.
إننا بهذه الموضوعات التي نقدمها ليس فقط لإعلاء مبدأ القدوة.. وتقديم المثل والنموذج.. وانما تحفيز حقيقي لكل موظف.. وكل عامل.. وكل مواطن بأن اضافة لبنة حقيقية جادة إلي صرح الوطن لا يمر "سدي" وإنما يحمل صاحبه الي سجلات الخلود.. بأحرف من نور.. فضلا عما يتركه في قلوب الملايين حباً.. وتقديراً..
.. تقدم "الجمهورية" في هذا الملف صفحات مضيئة في حياة محافظاتنا ومحافظينا السابقين.. تحمل القدوة والنموذج.. والأمل في أن يحذو المحافظون الجدد.. ومن تجددت فيهم الثقة حذو المتميزين من المحافظين السابقين حتي يعم الخير.. ونفرش بالأمل الطريق أمام الأجيال القادمة.
القليوبية
عدلي حسين.. قدم استقالته لمبارك بسبب البرادعة
وعبدالظاهر.. دافع عن اللامركزية وأنجز في عامين ما عجز عنه آخرون
عبدالنبي الشحات
كل محافظ له ماله وعليه ما عليه. ولكل تجربة تنسب إليه بسلبياتها وإيجابيتها. ولكن فلما توقف الناس في أي محافظة أمام أسماء محافظين بعينهم. ولكن في القليوبية وعبر تاريخ الحكم المحلي والإدارة المحلية شهدت القليوبية 19 محافظاً منذ عام 1960 وحتي الآن. ويمر قطار المحافظين سريعاً ولكن الكل يتوقف أمام 3 محطات هامة ل 3 محافظين لكل واحد منهم حكاية بغض النظر عمن يتفق أو يختلف علي أدائهم ومازالوا حتي الآن هم الأكثر تأثيراً في الشارع القليوبي..لمحطة الأولي هي لشيخ المحافظين في مصر كما لقبوه وأحد أهم خبراء الإدارة المحلية في مصر وصاحب المدرسة والرؤية في هذا المجال. بدأها من رئيس لمدينة شبرا الخيمة حتي وصل لمنصب محافظ القليوبية ثم الجيزة ثم القاهرة. تقلد منصب محافظ القليوبية في 1 مايو 1980 واستمر حتي 14 أكتوبر 1987 نجح خلالها في تحقيق التواصل مع الناس بأسلوب جديد حينذاك حيث كان يصطحب معه أعضاء الجهاز التنفيذي بالكامل لزيارة القري والمدن وبحث المشكلات علي الطبيعة وهو أمر كان جديداً في حينه علي الإدارة المحلية ونجحت الفكرة وحققت التواصل المطلوب مع الناس وخرجت من تحت يده العديد من الكوادر والقيادات المحلية في إقليم القاهرة الكبري بالكامل حتي ارتبط اسمه كواحد من رواد الإدارة المحلية في مصر ولقبوه بأنه أول محافظ شعبي بكل ما تحمله الكلمة من معان لكن يؤخذ علي فترته قلة المشروعات التي يمكن أن تشكل علامة بارزة في تاريخ الإقليم .
أما المحطة الثانية التي يتوقف الناس في القليوبية عندها كثيراً وكثيراً جداً هي محطة المستشار عدلي حسين الذي يعد أطول من تولي منصب محافظ في تاريخ المحافظة حيث تولي المسئولية قرابة 11 عاماً كاملة من 1 نوفمبر 1999 حتي عام 2011 بعد ثورة يناير وكان قد جاء للقليوبية قادماً من المنوفية بعد خلافه الشهير جداً مع الوزير السياسي السابق كمال الشاذلي وهو الصراع الذي كانت تعلمه كل ربوع مصر المحروسة حينذاك. كانت له هيبة وإقدام كبير في نفوس الناس. وتعامل معه جميع السياسيين بحذر شديد في بداية الأمر.
كما دخل المستشار عدلي حسين في صراعات عديدة مع بعض الوزراء لعل أشهرها وأهمها هي الصراع مع المهندس محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان. وهو الصراع الذي وصل لساحات المحاكم حول تبعية مدينة العبور. وهو الخلاف الذي دفع المواطن القليوبي فاتورته بعد حجب وزير الإسكان وقتها كثيراً من الاعتمادات المالية عن مشروعات المياه والصرف الصحي بالإقليم لسنوات طويلة وهو الأمر الذي لا تزال تعاني منه القليوبية حتي الآن.
ولم يكد الصراع مع سليمان ينتهي حتي دخل عدلي حسين في صراع آخر مع المهندس أحمد المغربي وزير الإسكان التالي ومع شركة المقاولون العرب بسبب أزمة تلوث مياه الشرب بالبرادعة وهو الصراع الذي وصل إلي مؤسسة الرئاسة نفسها حينذاك حيث ساند أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق ومعه بعض الوزراء في الحكومة زميلهم المغربي ضد المحافظ الذي رد عليهم في بيان شهير وتاريخي بالمجلس المحلي. وتنشر الجمهورية سراً تنشره لأول مرة وقد لا يعرفه كثيرون وهو أن عدلي حسين وقتها تقدم باستقالته مكتوبة لرئيس الجمهورية ليكون هو المحافظ الوحيد في عصر مبارك الذي قدم استقالة مكتوبة بسبب أزمة البرادعة. لكن الرئاسة رفضتها وطلبت منه الاستمرار. ويحسب للمستشار عدلي حسين القوة في اتخاذ القرار والتأكيد علي اللامركزية باعتبارها البوابة الملكية لتحديث مصر كما كان يقول دائماً في لقاءاته..صعد عدلي حسين دولياً من خلال توليه منصب نائب رئيس لجنة الشراكة الأورومتوسطية حيث عقد العديد من الاتفاقيات والبروتوكولات مع محافظات عديدة علي مستوي العالم لكن يؤخذ عليه تدني حالة المياه والصرف الصحي بشكل غير مسبوق في قري ومدن القليوبية.
يؤكد سامي عبدالوهاب القيادي الناصري وأحد القيادات الشعبية في ذلك الوقت أن عدلي يعد من أكثر المحافظين الموقرين في تاريخ الإقليم لأن فترته كانت مليئة بالأحداث الساخنة والحكايات التي تسجل في التاريخ.أما المحطة الثالثة والأخيرة فهي محطة المهندس محمد عبدالظاهر الذي جاء محافظاً في أعقاب ثورة 30 يونيو وفي ظل ظروف غير عادية كانت تمر بها مصر لكن خبرته الطويلة في الإدارة المحلية بحكم منصبه كأمين للإدارة المحلية قبل تعيينه مكنته من أن يضرب ضربة البداية واستطاع خلال فترة عامين فقط أن يحقق ما عجز عنه الكثيرون داخل القليوبية في مجال المشروعات العامة والحيوية وفق رؤية واضحة المعالم استعان فيها بالخبراء والمتخصصين واستطاع أن يجمع الشتات ويفتح العديد من الملفات ولعل إنجاز ميدان المؤسسة بشبرا الخيمة كبوابة جديدة لخدمة ملايين المسافرين علي الطريق الزراعي السريع أحد أبرز هذه المشروعات القومية وأنجزه الرجل في 7 أشهر فقط وبأقل التكاليف وتحمل وحده للأمانةة والتاريخ مسئولية قرار تطوير الميدان من دون انتظار أي تمويل حيث لم يكن المشروع مدرجاً في أي خطة استثمارية سواء للحكومات السابقة أو حكومة 30 يونيو. ونجح عبدالظاهر بحكم خبرته في دهاليز الإدارة المحلية أن يفك شفرات كثيرة سواء في إيجاد التمويل اللازم لهذه المشروعات أو البحث عن حلول وأفكار من خارج صندوق الخيال القديم. وبذلك حصل علي ثقة وتقدير المواطن القليوبي حتي أصبح له ظهير شعبي غير عادي في تلك المرحلة الحرجة. وبعد ميدان المؤسسة بدأ الرجل في التخطيط لعشرات المشروعات الأخري رغم علمه أنه لن يعاصرها في المستقبل لكنه كان يريد وضع رؤية استراتيجية أمام المحافظين القادمين مثل مشروعات تطوير العاصمة بنها وحزمة المحاور المرورية الأخري بشبرا الخيمة وطريق المصانع بقليوب ووضع اللبنة الأولي لمشروع إقامة 11 مصنعاً للشباب بقري الإقليم كنواة لمشروع قومي كبير.
ولكن عبدالظاهر اصطدم بكثير من الوزراء خلال فترة توليه الإقليم بسبب دفاعه المستميت علي تطبيق اللامركزية بحذافيرها والتمسك بحقوقه كمحافظ في اتخاذ القرار. حدث هذا مع وزير الإدارة المحلية السابق والحالي ومع وزير الزراعة السابق بسبب تعيين وكيل للوزارة من دون الرجوع إليه وفق نص القانون حسب قوله حينذاك.
المنيا
عبدالفتاح فؤاد وحسن حميدة وفؤاد سعد الدين
باهي الروبي
المنيا واحدة من المحافظات الكبيرة التي لا يبتسم لها الحظ إلا قليلاً في قياداتها. خاصة في اختيار من يتولي منصب المحافظ منذ ثورة يوليو 1952 وحتي الآن علي الرغم من أنها تعج بالمشكلات والقضايا وانخفاض مستوي دخل أبنائها وأيضا زيادة عدد سكانها الذي اقترب الآن من 6 ملايين نسمة منهم 80% بالقري المنتشرة علي رقعة كبيرة ومسافات متباعدة تمتد بطول 160 كيلو متراً تقريباً من العدوة شمالاً وحتي ديرمواس جنوباً التي تتطلب التدقيق في الاختيارات للمناصب القيادية فيها لكي يكونوا علي قدر المسئولية الملقاة علي عاتقهم. فعلي الرغم من أن 24 محافظاً تولوا أمورها طوال تلك السنوات التي تجاوزت 53 عاماً. إلا أن أبناءها لا يتذكرون بالخير إلا عدداً قليلاً منهم من خلال بصماتهم وأعمالهم وانجازاتهم التي تركوها بعد رحيلهم ومازالت شاهدة عليهم. ويتحدثون عنهم في كل مناسبة هناك أيضا محافظون ارتبطوا ارتباطاً وثيقاً بالمنيا واستمرت علاقاتهم وزياراتهم إليها حتي هذه اللحظة وفي مقدمة هؤلاء اللواء حسن حميدة واللواء فؤاد سعد الدين.
هناك أيضا بعض المحافظين وهم قلة الذين تركوا حالة من عدم الرضا في نفوس الكثيرين لتسلطهم واتخاذهم قرارات وصفها المواطنون بالجائرة أو غير المدروسة والتي أهدرت أموالاً كبيرة من صندوق خدمات المحافظة دون فائدة تذكر أو التي لم تراع ظروف أبناء المحافظة التي وصلت إلي قيام بعض الفئات بالتظاهر ضدهم رفضاً لسياساتهم المتسلطة. علي الرغم من أن المؤيدين لهؤلاء المحافظين يرون أن بعض قراراتهم كانت جريئة حتي لو كانت مجحفة!!
3 مدنيين
يذكر التاريخ أن 21 محافظاً من الذين تولوا المهمة بالمنيا جاءوا من بين رجال الشرطة والقوات المسلحة وكان العدد الأكبر من الشرطة في حين لم يخرج عن هذا السياق سوي 3 محافظين فقط هم المستشار عبدالقادر حشمت جادو والمهندس فاروق عفيفي الذي جاء في تجربة اختيار المحافظ من بين أبناء المحافظة وأخيراً كان محافظ جماعة الإخوان الدكتور مصطفي عيسي وكان أستاذاً جماعياً بكلية الطب بجامعة المنيا. خرج أيضا وزيران من بين محافظي المنيا هما اللواء مصطفي عبدالقادر الذي تم تعيينه وزيراً للتنمية المحلية واللواء منصور العيسوي الذي ترك منصبه بالمنيا بعد عام وشهور قليلة عقب صدامه مع عدد من القيادات التي استولت علي أراضي منطقة أبوفليو ودخوله عش الدبابير وإصراره علي إزالة التعديات والذي تم اختياره وزيراً للداخلية بعد 25 يناير .2011
يتذكر كبار السن من أبناء المنيا المحافظ اللواء عبدالفتاح فؤاد الذي كان له الفضل الكبير في إنشاء كورنيش لمدينة المنيا علي النيل الذي يعد أول محافظ بها كان يتواصل ويتعايش مع المواطنين ويعيش بينهم.
رفع حظر التجول
لا ينسي المنياوية أن اللواء منصور عيسوي هو أول من رفع حظر التجول في ملوي وسار علي قدميه بشوارع المدينة متحدياً الارهاب الذي كان قد بدأ بالمنيا وقتها. كما أنه خلص المنيا من ترعة الصفصافة وجعلها مدخلاً جميلاً للمدينة بطول 7 كيلو مترات. ويأتي اللواء حسن حميدة واللواء فؤاد سعد الدين في مقدمة المحافظين الذين سجلوا تاريخاً طيباً وانجازات باقية وسمعة طيبة وارتباطا بالمنيا وأهلها حتي تلك اللحظة. يتذكر المنياوية للواء حسن حميدة أعماله منها الطرق الدائرية حول المدن لطريق الصعيد الزراعي وفك الاختناق داخل المدن وفي مقدمتها طريق المنيا الدائري. أيضا مازال المواطنون يتذكرون أن "حميدة" هو من أعاد الحياة لكورنيش المنيا في شكل جديد ومتطور ومده لأكثر من 9 كيلو مترات شمالاً وجنوباً وتدعيمه بلعب الأطفال ومبردات المياه وتنفيذ المقاعد الحضارية والاهتمام بإعادة تشجيره ورصف طرقه حتي أنهم ربطوا اسمه بالكورنيش ورغم أنه ترك علي الكورنيش لوحة محفوراً عليها كل من ساهم في العمل بدءا من المحافظ عبدالفتاح فؤاد وحتي حسن حميدة. وقيام المحافظ الذي جاء بعده بطمس هذه الاسماء واستبدالها بصورة. إلا أنه عندما يذكر حسن حميدة يذكر كورنيش المنيا. أيضا أقام مبني مستقلاً جديداً لديوان عام المحافظة رغم أنه افتتحه ثم ترك المنيا محافظاً للمنوفية. كان "حميدة" أول محافظ علي مستوي الجمهورية يبدأ في تنفيذ خطة لإنارة الطرق السريعة سواء الصحراوية أو الزراعية التي كان لها الفضل في الحد من الحوادث التي كانت تقع عليها ليلاً.
أما اللواء فؤاد سعد الدين الذي جاء للمنيا بعد أن كان محافظاً للاسماعيلية فكان مدرسة للعاملين في المحليات.. فهو أول محافظ يعقد اجتماعات أسبوعية برؤساء القري بمثابة مراكز تدريب متنقلة لشرح أدوارهم وأعمالهم وكيفية متابعتهم للعمل ومسئولياتهم عن كل القطاعات. الأمر الذي جعل أعداداً كبيرة منهم تتأهل لتولي مناصب قيادية أعلي بعد ذلك. اهتم سعد الدين بقضايا المواطن البسيط من لقمة العيش. فكان حريصا علي اقتحام مشكلة رغيف الخبز والتوزيع العادل لحصص الدقيق بنفسه وتشغيل عدد كبير من المخابز الطباقي لسد العجز في رغيف الخبز. أيضا حرص علي تنفيذ نظام المشاركة في تطوير الخدمات الصحية بالمستشفيات. خاصة وحدات الغسيل الكلوي وحضانات الأطفال من خلال اعتمادات من صندوق خدمات المحافظة واعتمادات من صناديق تحسين الخدمة من تلك المستشفيات.
اشترك حميدة وسعد الدين في الاهتمام بقضايا المرأة وبالجمعيات الأهلية وتعظيم دورها والاستفادة القصوي من مشروعاتهم في دعم الأنشطة التنموية بالقري. وأيضا التعاون مع جامعة المنيا في خدمة المجتمع المحلي واعتبار الجامعة بيت خبرة للمحافظة.
الكثيرون يخشون علي المحافظ الجديد اللواء عصام البديوي من بطانة السوء التي تحيط كل محافظ جديد وتحاول أن تعزله عن الناس وعن المواطنين البسطاء ويغرقونه في الأوراق والمذكرات والقضايا الورقية. ويطالبونه بأن يستمر بسياسة العمل الميداني وأن يتخلص من كل من يحاول إبعاده عن الشارع أو تضليله بمعلومات خاطئة لحساب هذا أو ذاك وأن يملأ منصب السكرتير العام الشاغر منذ أكثر من 8 أشهر بقيادة فاهمة واعية تساعده وتتعاون معه. المشجع حتي الآن أن "البديوي" يبدو أنه علي علم بالكثير من تلك الأمور ويتحدث عنها بصراحة مع الجميع.
مطروح
الشامي.. زاهر.. عامر.. والشحات رباعي لن ينساه البدو
محمود صادق
لا يزال عشاق الفن الجميل والهدوء والطبيعة الساحرة يذكرون كلمات أغنية الفنانة ليلي مراد في فيلم شاطئ الغرام "يا ساكني مطروح جنية ف بحركم.. الناس تيجي وتروح وأنا عاشقة حيكم" فمن من المحافظين الذين جاءوا وراحوا يذكرهم أو يتذكرهم أبناء مطروح.
يقول المستشار طارق صالح المنوفي لم ولن ينسي بدو مطروح من الشباب والشيوخ أربعة محافظين تولوا مسئولية هذه المحافظة منذ ثمانينيات القرن العشرين. البداية كانت مع اللواء يسري الشامي حيث كان أمل بدو مطروح في ذلك الوقت مشاهدة القنوات التليفزيونية كباقي محافظات مصر فأقام الشامي في عامه الأول محطة لتقوية الإرسال التليفزيوني لمدينة مرسي مطروح ما أحدث طفرة نوعية لإنهاء عزلة الصحراء الغربية عن باقي محافظات مصر. وأتم ازدواج الطريق الساحلي من الاسكندرية حتي السلوم بعد أن كان طريقاً للموت. ومن أهم أعماله الاتفاق مع الحكومة اليابانية علي إقامة أول محطة عائمة لتوليد الطاقة الكهربائية بطاقة إنتاجية 60 ميجا وات لتكون أكبر محطة علي مستوي مصر في ذلك الوقت وتفوق في إنتاجها حاجة المحافظة وقد جاءت عائمة من اليابان حتي مطروح. وجاء بعدها المشروع القومي لتوفير مياه الشرب لأبناء المحافظة بمد خط أنابيب قطر 700 ملي من الاسكندرية إلي مطروح وليودع أبناء مطروح الجراكن والبراميل التي كانوا يحتفظون بها ويملأونها من قطار المياه الذي كانت قد اشترته المحافظة لنقل المياه من الاسكندرية لمطروح.
يقول بدر جويدة القطعاني إن القرار الأهم الذي أرضي جميع أبناء وبدو مطروح هو إلزام المستثمرين بتعويض الأهالي عن وضع اليد قبل شراء الأراضي أو تخصيصها للجمعيات التعاونية أو المشروعات الاستثمارية.
يأتي بعد ذلك من المحافظين الذين لا ينساهم أبناء مطروح الفريق محمد زاهر عبدالرحمن صاحب فكرة كورنيش جديد بشكل حضاري يشبه كورنيش الاسكندرية. ونقل الباعة المتجولين من وسط المدينة فيما كان يعرف بسوق ليبيا إلي سوق آخر منظم أطلق عليه نفس الاسم لتجميع جميع الباعة الجائلين أصبح الآن من أهم المزارات التي يقصدها كل مصطاف وزائر يأتي إلي مطروح.
يقول العمدة إدريس أبوالسويطية رئيس مجلس عمد ومشايخ مطروح الأسبق إن أهم قرار اتخذه الفريق زاهر هو تشغيل سيارات التاكسي بالعداد التي مثلت نقلة حضارية للمحافظة واندثرت بسببها "الكارتة" التي كان يجرها الحمار وكانت تتسبب في تلوث الشوارع وانبعاث الروائح الكريهة.
ثم جاء اللواء كمال عامر ليضيف لمسة جديدة لمنظومة التطوير بمطروح وتطوير الكورنيش وخلق شواطئ جديدة وتحويل معسكرات النوادي التي كانت تقام علي الشاطئ بالخيام وكانت تتسبب في العديد من المشاكل بسبب تلصص بعض الشباب علي المقيمين في الخيام.
يقول إبراهيم محمد المهدي: شاهدنا اللواء كمال عامر وهو يحمل جوالاً يجمع فيه القمامة ليساهم في إنشاء كورنيش جديد بمنطقة المعسكرات الجديدة.
التعدي علي أراضي الدولة بهذا الكورنيش الجديد
يقول أحمد محمد العزازي إن عامر كان له بصمة في تشجيع الشباب وإنشاء عمارات سكنية توزع عليهم للاستقرار والتنمية. كما ساهم في تطوير مستشفي مطروح العام لتواكب التطور الصحي في نطاق المحافظة والعمل علي تقديم خدمة متميزة لمرضي مطروح.
كان الفريق محمد عبدالحميد الشحات هو نقطة الانطلاق الكبري في التنمية والاستثمار السياحي بعمل مشروعات جديدة وإقامة قري سياحية متميزة وفنادق ذات الخمس نجوم علي امتداد الساحل الشمالي الغربي. يقول مدحت متري مدير فندق إن الفريق الشحات كان بعيد النظر في التنمية السياحية. يشجعها ويقدم التسهيلات لجذب رءوس أموال المستثمرين وكان يخصص الأراضي لإقامة المشروعات الجادة بأسعار منخفضة بالإضافة إلي تخصيص نسبة من ثمن كل متر توزع لصالح الشباب وعلاج المرضي من أبناء المحافظة في مستشفيات القوات المسلحة وجزء آخر لصالح صندوق الخدمة للصرف منها علي أي التزامات من النظافة وخلافه.
تقول بثينة محمد عمر إن الفريق الشحات أضاف لمحة فنية وجمالية لميادين وشوارع المحافظة لتكون جاذبة للمصطافين لتنافس الاسكندرية فقام بتغيير أعمدة الإنارة القديمة بأعمدة ذات شكل جمالي وطور الكورنيش وقام بحملة كبيرة لإلغاء وسيلة المواصلات البدائية التي كان بعض المحافظين السابقين أعادوها وهي الكارتات التي تجرها الدواب. يقول السيد أحمد محمود حبون إن الشحات أعطي اهتماماً خاص بواحة سيوة التي تنبأنها ستكون مستقبل مطروح لما تتمتع به من مقومات سياحية عالمية وأنشأ أول جمعية لأصدقاء واحة سيوة برئاسة السفير فايزة أبوالنجا التي كانت تعشق واحة سيوة وضمت بعض القيادات الإعلامية الذين أولوا اهتماماً كبيراً بالواحة وتطوير الحرف اليدوية التي تشتهر بها مثل صناعة السجاد اليدوي وتتطريز الملابس البدوية والسيوية والمشغولات المعدنية الفضية وأقام أول مجمع لتدريب الفتيات ويضم مصنعاً لمنتجات البلح بواحة سيوة وزاد عدد الطرق داخل الواحة وأنارها بنفس الأعمدة الديكورية التي تتزين بها عاصمة المحافظة كما ساهم في إقامة مشروعات استثمارية زراعية بواحة سيوة وزيادة أشجار الزيتون والنخيل والموافقة علي الاستثمارات في المياه الجوفية العميقة لإنتاج المياه المعدنية وتحويل واحة سيوة إلي مدينة منتجة تصدر منتجاتها إلي دول الاتحاد الأوروبي.
سلبيات محافظين
إلا أن الفريق الشحات أصدر قراراً مازال أهالي مطروح يعانون منه حتي الآن وهو القرار رقم 177 لسنة 2006 بحظر البناء علي الأراضي الواقعة بحري الطريق الساحلي الدولي. كما تأثر به المستثمرون الذين أضيروا من القرار. ورغم كل المحاولات بإلغاء هذا القرار إلا أن جميع المحاولات فشلت وأدي ذلك لارتفاع جنوني في أسعار الأراضي بالمناطق الأخري.يقول فتحي المنوفي إن هناك محافظاً آخر جاء لمدة ستة أشهر فقط ولم يشعر به المواطن المطروحي. وقد اشتعلت النيران في ثاني أيام تعيين أحد المحافظين بسوق ليبيا وأتت علي جميع محتوياته بالكامل وبعضهم ابتدع أفكاراً غريبة ومنها وضع زي فسفوري علي الأبقار التي تسير بشوارع المدينة لمنع الحوادث بدلاً من منعها ومصادرتها أو تغريم أصحابها. واتخذ محافظ مستشاراً له من راسبي الشهادة الإعدادية.
أبوزيد
فيما يتبع المحافظ الحالي اللواء علاء أبوزيد أسلوباً جديداً لتطوير مطروح تطويراً شاملاً وتحويلها لأكبر منطقة استثمارية بمصر خلال الفترة القادمة.
يقول أحمد محمد عمرو إن شباب مطروح أطلق شعاراً هاماً يتم ترديده في أي اجتماع يحضره المحافظ وهو "مع أبوزيد الخير يزيد" فهو صاحب أول مؤتمر اقتصادي للاستثمار يقام في محافظة من المحافظات النائية لجذب رؤوس الأموال الأجنبية والمحلية وتم مؤخراً التوقيع علي عقود نهائية لإقامة 14 مشروعاً استثمارياً علي أرض مطروح. كما يعد أبوزيد من الآن لإقامة المؤتمر الثاني للاستثمار بمطروح لجذب مشروعات خدمية وزراعية لتنمية الموارد لصالح أبناء المحافظة وإيجاد فرص عمل لآلاف الشباب العاطل والذين يلجأون للهجرة غير الشرعية وتجارة التهريب عبر الحدود.
الشرقية
رضا.. نال الرضا من الشراقوة
د.روح الفؤاد محمد
تولي مهام منصب محافظ الشرقية العديد من الشخصيات البارزة من أساتذة الجامعات وأعضاء الهيئات القضائية وقيادات القوات المسلحة والشرطة وغيرهم. حاول كل منهم جاهداً حل مشاكل المحافظة وآخرهم اللواء خالد سعيد المحافظ الحالي الذي يحرص منذ توليه المسئولية علي العمل بهدوء وجدية والتزام بعيداً عن الشو الإعلامي وكانت أولي مهامه استئصال الفساد ومحاربته بكل صوره العينية والمادية وإعادة هيكلة الجهاز الإداري بديوان عام المحافظة والوحدات المحلية والإدارات التعليمية وإقصاء كل من يثبت فساده مهما كان موقعه الوظيفي وأوقف نزيف الخسائر في المشروعات الاستثمارية وإعادة الهيبة للدولة وحل العديد من المشكلات بالاتصالات الشخصية مع المسئولين ومن أهمها مشكلة الإسكان الاجتماعي وتثبيت المؤقتين وانقطاع المياه عن القطاع الشمالي لدفع عجلة العمل في المشروعات التي تعثرت في الفترة الماضية لأسباب مادية أو لعدم الجدية في المتابعة.غادر المحافظون السابقون مواقعهم في هدوء من دون جدل سواء في الشارع الشرقاوي أو علي مواقع التواصل الاجتماعي كما يحدث حالياً باستثناء المحافظ الشاب الدكتور رضا عبدالسلام الأستاذ بجامعة المنصورة الذي أصبح محط اهتمام وتساؤلات عن أسباب إعفائه من منصبه رغم جديته وجرأته ونشاطه. تمتع بحب المواطن الشرقاوي في كل بقعة. وترك بصمة في قلوب الشراقوة لحرصه الدائم علي اقتحام العديد من ملفات القضايا الشائكة ولم يلتفت لمروجي الشائعات حوله الصادرة من أصحاب المصالح الخاصة.
يقول عاطف المغاوري عضو البرلمان السابق ونائب رئيس حزب التجمع: إن المحافظ السابق الدكتور رضا عبدالسلام اتسم بالجرأة في اتخاذ القرار وكسر الحواجز بينه وبين الجماهير. وكان لا يخشي المواجهة والتواجد بين الجماهير. ومن مواقفه المشهودة علي سبيل المثال قضية المزارع السمكية بسهل جنوب الحسينية التي كانت تعتمد علي المخلفات الآدمية والحيوانية في التغذية ما شكل خطراً داهماً علي الصحة العامة حيث قرر غلقها وتصفية وإعدام ما بها من أسماك. كما تصدي لتعديات بعض المواطنين الذين اعتقدوا أنهم أصحاب نفوذ لا يخضعون لقانون واعتدوا علي طرح وحرم نهر النيل وتصدي لهم بكل قوة وحزم بإزالة تعدياتهم رغم أنف الجميع. وإزالة التعديات علي الأراضي الزراعية وأملاك الدولة ومصادرة معدات وتشوينات البناء وكانت تجربة فريدة من نوعها أثبتت نجاحها في حينها لذلك تعرض لهجوم من أصحاب المصالح وأرباب وأنصار الفساد في الوقت الذي كان يتمتع به بحب ودعم المواطن وهو ما أكده تقرير مركز استطلاع بصيرة بمجلس الوزراء وحصوله علي المركز الأول في حب الجماهير..يقول عبدالعظيم كمال عضو مجلس محلي سابق: إن الدكتور رضا كان يقضي أكثر من 18 ساعة في العمل الميداني والمكتبي ونجح في تحقيق التواصل مع المواطنين من خلال جولاته الميدانية المكوكية لعدد كبير من القري النائية والمهمشة التي كانت قد سقطت من ذاكرة المسئولين في العهود السابقة. وأشار إلي أنه منذ أن تولي مهام منصبه حتي سابق الزمن في محاولة جادة للتصدي لبؤر الفساد في المحليات وكان المحافظ يؤكد دوماً "أنه أي الفساد أصبح متوغلاً بشكل كبير وأن مكافحته والقضاء عليه يستغرق وقتاً طويلاً وأن المحليات تمثل الشفرة الحقيقية للفساد" وأصدر حركات متتالية للتنقلات بين قيادات الديوان العام ورؤساء المراكز والمدن والوحدات المحلية القروية ومديري الإدارات الهندسية..يشير توفيق عطية توفيق موظف بشركة توزيع الكهرباء إلي أنه رغم أن رضا كان فزاعة للمخالفين للقانون إلا أنه كان يحظي بحب جارف بين أبناء الشعب الشرقاوي الذي بدأ يشعر بالرضا نحو هذا المحافظ الشاب الذي لم يكن يهدأ بمرور الوقت وغير مقولة "كل غربال جديد له شدة" حيث ظل يلاحق مسئولي النظافة ويتابع رفع تراكمات القمامة التي كانت تئن منها مدن وقري المحافظة. ويفاجئ الوحدات الصحية والمصانع والمشروعات الاستثمارية التابعة للمحافظة للتأكد من انضباط العمل بداخلها من عدمه والذي كشف من خلالها العديد من المهازل منها قيام موظفة بأحد المصانع بتربية الكتاكيت داخل عبوة كرتونية وكذلك ضبط سائقي مشروع النقل وعمال النظافة لمواقعهم وسياراتهم واستغراقهم في نوم عميق.
يؤكد المحاسب توفيق حماد الأمين العام للاتحاد الإقليمي للجمعيات بالشرقية أن المحافظ اكتسب الحب بين أبناء مدن وقري شهداء القوات المسلحة والشرطة لحرصه علي تشييع جثامين الشهداء لمثواهم الأخير بنفسه وتقديم واجب العزاء لأسرهم والتواصل معهم وتلقي طلباتهم ومشاكلهم والعمل علي حلها فوراً.
الفيوم:
شحاتة بأسلوبه والتلاوي عمدة المحافظين
محمد الفل - جمال قطب
اثنان وعشرون محافظا تولوا منصب محافظ الفيوم منذ تطبيق نظام الحكم المحلي أو الادارة المحلية في مصر عام 1960 كان أولهم اللواء محيي الدين أبوالعز وتلاه المهندس عبدالخالق الشناوي مهندس الري صاحب مشروع وادي الريان الذي حل جزءاً كبيراً من مشاكل الري والصرف بالمحافظة ثم علي فوزي يونس محمد توفيق السيد الدكتور محمود أحمد عبدالآخر المهندس حسين كامل دبوس صاحب فكرة إنشاء فرع لجامعة القاهرة بالفيوم والذي تحول فيما بعد لجامعة مستقلة تضم 26 كلية ومعهدين حالياً الدكتور حمدي الحكيم الوحيد من بين المحافظين ال 22 الذي كان من أبناء الفيوم وأنشأ المدن الجامعية لأبناء الفيوم للطلاب المغتربين بالقاهرة والجيزة وخصص حصة من صندوق الخدمات تقدم كمساعدات للطلاب غير القادرين واللواء ثروت عطا الله الذي اقيمت في عهده مشروعات الطوب الطفلي والمياه المعدنية ومشروعات إسكان متعددة ثم الدكتور عبدالرحيم شحاتة أستاذ البحوث الزراعية والادارة المحلية والدكتور فاروق التلاوي "عمدة المحافظين" الذي جاء بعد تجربة طويلة وثرية قضاها كمحافظ للوادي الجديد ونقل من الفيوم ليتولي محافظة البحيرة وليكون أحد أطول من تولي منصب المحافظ في مصر ثم اللواء محمد حسن طنطاوي صاحب قرار المنطقة الصناعية بكوم أوشيم تأسياً بتجربته الناجحة التي نفذها في مدينة الكوثر بسوهاج وأحد أصحاب مشروع رعاية المرأة المعيلة التي ابتكرها ونفذها بنجاح مع المرحوم الدكتور رجب جمعة عميد كلية التربية النوعية الأسبق ورئيس الجمعية التي انشئت لرعاية المرأة المعيلة والدكتور سمير الخولي الذي أتم ما بدأه طنطاوي برفع خطوط السكك الحديدية داخل مدينة الفيوم وفتح بعض المحاور المرورية الهامة والحيوية والدكتور سعد نصار الذي قضي معظم سنوات عمره بالفيوم استاذاً وعميداً لكلية الزراعة ثم تولي رئاسة مركز البحوث الزراعية ليعود للفيوم مرة أخري محافظا انجز خلالها العديد من المشروعات أبرزها إدخال الغاز الطبيعي للفيوم. وتنفيذ الطريق الدائري حول المدينة وإقامة نادي قارون كمتنفس جديد لأبناء الفيوم ثم الدكتور محمد رأفت محمود رئيس جامعة أسيوط الذي لم يتيسر له الوقت لتنفيذ خطته للنهوض بالتعليم بشكل حقيقي وفاجأته حركة تغييرات المحافظين وهو يستكمل الطريق الدائري ثم اللواء مجدي القبيصي الذي اهتم بالشباب والتوسعات العمرانية في منطقة دمو طرح فكرة استغلال الساحل الشمالي لبحيرة قارون فالدكتور جلال مصطفي سعيد أول رئيس لجامعة الفيوم ومهندس الطريق الدائري ولكن يحسب عليه إزالة فندق البافيون دي شاس وقريتي كنوز والأحلام علي ساحل بحيرة قارون ولا تزال هذه المساحات حتي الآن تبحث عمن يستثمرها وجاء المهندس جابر عبدالسلام محافظا خلال فترة حكم الإخوان التي لم تستمر طويلا ثم اللواء محمود عاصم رئيس سلاح المدفعية والذي نقل كمحافظ للبحر الأحمر المهندس أحمد علي أحمد الذي لقبوه بمحافظ الشارع لارتباطه بالمتابعة الميدانية المستمرة ثم الدكتور حازم عطية الله والمستشار وائل محمد نبيه مكرم ولم تتح لهم الفرصة سواء من حيث الوقت أو الامكانات أو الظروف لتحقيق طموحاتهم وآخرهم المحافظ الحالي الدكتور جمال سامي علي الذي كان يشغل منصب نائب رئيس جامعة عين شمس.
يقول الدكتور أحمد برعي القيادي بحزب الوفد الجديد ان المحافظ الحالي وهو المحافظ الثاني والعشرون منذ عام 1960 وحتي الآن ولعل جيلنا لا يستطيع تقييم فترة لم يعشها. ولكننا مؤكداً نذكر بالخير الدكتور عبدالرحيم شحاتة الذي كان متابعا جيداً فما كان يتم في الاجتماعات يتابع تنفيذه علي أرض الواقع وكان يسيطر سيطرة كاملة علي كافة المصالح الواقعة داخل المحافظة وهو أمر غير حادث الآن كما كان يتواصل مع الناس ويستمع إليهم بشكل مباشر من دون وسيط كما نذكر بالخير اللواء محمد حسن طنطاوي صاحب قرار إلغاء القطار وكان قراراً مصيرياً وكان صاحب شخصية قيادية ومنظمة وكان مهتماً بصفة خاصة بالمراكز وليس فقط الفيوم واعطي دفعة لمشروع الصرف الصحي في سنورس ويؤكد برعي أن الفيوم تحتاج الآن لمحافظ يتفاعل مع الناس مباشرة وليس من خلال صفحة علي الفيس بوك في محافظة تبلغ نسبة الأمية فيها أكثر من 40% أو من خلال رواد الأندية الذين لا يمثلون إلا قطاعاً صغيراً جداً من مواطني الفيوم نحتاج لمن يحسن اختيار معاونيه من خلال اعطاء الفرصة لأجيال جديدة قادرة علي العطاء كما نحتاج لمن يتابع لا لمن يهتم بالاعلام والتصوير والأضواء علي حساب واقع قد يكون مريراً.
ويقول ممدوح بركات خبير الادارة المحلية الذي عاصر كل محافظي الفيوم بلا استثناء من خلال المناصب التي تقلدها كمدير لمكتب المحافظ أو كرئيس لمركز ومدينة سنورس والفيوم العاصمة أو كسكرتير عام مساعد وسكرتير عام للمحافظة إن الإنسان بالطبع لا ينسي الأول في كل شيء واقصد هنا اللواء محيي الدين أبوالعز الذي تسلم عمله يوم 25 أكتوبر 1960 عقب تطبيق نظام الحكم المحلي ورغم قصر مدته إلا أن بصماته لا تزال باقية بالفيوم حيث أقام العديد من المشروعات التي تقدم خدماتها للمواطنين حتي الآن ومنها عمارات الإسكان الشعبي والاقتصادي بالنويري وفتحه لأول محوراً مرورياً وحيوياً في قلب مدينة الفيوم وهو المحور الذي يحمل اسمه الآن إلي جانب المدارس التي تحمل احداها اسمه وقد رحل أبوالعز في حادث مأساوي عندما غرق في أحد شواطئ الإسكندرية أثناء قضاء إجازة عائلية بالمصيف عقب افتتاحه مبني ديوان عام المحافظة القديم والذي تشغله حالياً كلية طب الأسنان.
يؤكد صلاح حلمي أن ابرز ما كان يميز عبدالرحيم شحاتة هو احتكاكه المباشر معايشته للمواطن علي أرض الواقع في حقله وفي مصنعه وفي مكان عمله أينما كان وكان لديه القدرة علي اكتساب صداقة وألفة المواطن البسيط كما كان لديه خطة محكمة ومنظمة لمتابعة العمل التنفيذي فقد ابتكر عدداً من لجان المتابعة التي لم تكن الأجهزة التنفيذية بالمحافظة تعرفها من قبل ومنها لجان الخدمات والزراعة والري ومياه الشرب والصرف الصحي وسبق عصره كما يقول حلمي وابتكر لجنة الوحدة الوطنية في فترة الغليان الطائفي لتجمع اللجنة عنصري الأمة مرة أسبوعياً لمناقشة كل ما يجري علي أرض المحافظة وإطفاء أية نيران للفتنة قبل اشتعالها. وكان أداؤه المتميز في مواجهة آثار زلزال أكتوبر 1992 مدرسة لتعليم كيف تكون المتابعة والمعايشة وإزالة آثار كارثة ألمت بمصر كلها ونجح وقتها ان يبني للفيوم مئات من المدارس بتبرعات وتمويل المؤسسات والهيئات الدولية والمحلية.
البحر الأحمر
"عفيفي" شجع المستثمرين.. و"أبوريدة" واجه بيع جزيرة الجفتون
مشيرة الطاهر
شتعاقب علي محافظة البحر الأحمر 18 محافظاً منذ بداية تطبيق الحكم المحلي بمصر.. جاء معظمهم من رجال القوات المسلحة نظراً لطبيعة المحافظة كمنطقة حدودية. منهم من ظل اسمه محفوراً في الذاكرة بشخصيته ومواقفه وانجازاته ومنهم من استغل منصبه في الكسب والتربح. وآخرون عزلوا أنفسهم عن المواطنين رغبة واختياراً فسقطوا من ذاكرتهم. منهم من استمر لعشر سنوات وآخرون لم يكملوا السنة.
بدأت مسيرة المحافظين بالبحر الأحمر عام 1961 بتعيين عبدالعزيز مصطفي كأول محافظ واستمر حتي عام 1965. وتلاه حامد محمود لمدة خمسة أشهر. ثم محمد سيف اليزل حتي عام 1968. وحسن كامل حتي 1970. وسليمان مظهر حتي 1976. وابراهيم فؤاد لتسعة أشهر. وعلي عثمان حتي 1980. واستمر الفريق يوسف عفيفي من 1981 حتي 1991. ثم صلاح مصباح لثلاثة أشهر فقط. وزاهر عبدالرحمن لعام واحد. وسعد أبوريدة حتي 2006. ثم أبوبكر الرشيدي حتي 2008. ومجدي القبيصي حتي 2011. ومحمود عاصم لعام واحد. ومحمد كامل مثله تماما. وجاء طارق مهدي لمدة شهرين.
وسط هذا العدد لا يختلف اثنان أو منصف من أهالي البحر الأحمر أن أبرز المحافظين يأتي في مقدمتهم الفريق يوسف عفيفي واللواء سعد أبوريدة توافقاً في أن لكل منهما رؤية واضحة وهدفاً محدداً هو تطوير المحافظة وتحقيق طفرة عمرانية ودفع عجلة التنمية والاستثمار السياحي في البحر الأحمر بصفة عامة والغردقة بصفة خاصة. كما كانا من أصحاب التاريخ العسكري المجيد والبطولات المشرفة. والطريف أن كلا منهما استمر في المنصب لحوالي عشر سنوات كأطول مدة قضاها محافظاً بالبحر الأحمر.
يقول محمد رفيع مؤرخ وصاحب مؤلفات عن البحر الأحمر وعضو مجلس محلي سابق إن الفريق يوسف عفيفي هو صاحب الانطلاقة الأولي لتعمير المحافظة. وقد روي لي أنه عندما صدر قرار تكليفه كمحافظ للبحر الأحمر قضي أكثر من 18 يوماً في القاهرة قبل وصوله إلي الغردقة ليدرس التقارير ويقابل المحافظين السابقين وبعض القيادات المحلية والخبراء. وعندما جاء كانت لديه فكرة جيدة عن عمل المحافظ وهذا هو سر النجاح بالاستفادة من الخبرات السابقة. وعندما جاء "عفيفي" للغردقة كانت عبارة عن كتلة صخرية شواطئها ملوثة بكميات كبيرة من البترول ومقذوفات البحر. بالإضافة إلي مياه الصابورة وهي المياه التي تحملها ناقلات البترول لحفظ التوازن وتلقيها في مياه البحر ممزوجة ببقع البترول والحيوانات النافقة وحركة المد والجزر التي تصل لحوالي كيلو متر فتألم لما شاهده رغم أنها بقعة سياحية جميلة ونادرة وكانت التعليمات الأمنية تمنع البناء في حرم البحر. فبدأ بتهذيب الشاطئ لعمل شاطئ رملي جميل يتمتع به الناس. خصوصاً أن هدف السائح هو 50 متراً من آخر موجة بحرية. وفي عام 1982 غرقت باخرة بترول اسمها "نبيلة" كانت تحمل 700 برميل وهي في طريقها من رأس شقير إلي جنوب البحر الأحمر لوثت شواطئ الغردقة وسفاجا والقصير والخلجان الشمالية والجزر بكميات كبيرة من المواد البترولية. فقمنا بإزالة التلوث البترولي ونقلنا رمالاً نظيفة من طريق سفاجا- قنا وتم ردم المنطقة الضحلة البعيدة عن الشعاب المرجانية حتي نحافظ علي الشاطئ. وبدأ المستثمرون المغامرون يستجيبون لدعواتنا وأسهموا في تحويل البقعة المجهولة إلي جنة عالمية. وقد وضع "عفيفي" اللبنة الأولي للبنية الأساسية كأول قرية سياحية بعد مجاويش وبرزت الغردقة كمدينة سياحية عالمية ارتفعت الطاقة الفندقية فيها من 200 غرفة في قرية مجاويش التي كانت تديرها شركة فرنسية إلي ما يزيد علي عشرة آلاف غرفة وفرت أكثر من مليون ونصف مليون فرصة عمل. بالإضافة إلي الأعمال المساعدة الأخري لتتحول الغردقة إلي أكبر منطقة جذب سياحي في مصر وأكبر مصدر للدخل القومي مقارنة بالمليارات التي أنفقت علي الساحل الشمالي ليستخدم بضعة أشهر في العام. وقام "عفيفي" بعمل تخطيط لمدة 50 عاماً نفذه المهندس سيد كريم مجاناً للمحافظة كرد للجميل للعسكريين الذين قاموا بعمل رائع ومجيد في حرب 73. ولكن هذا التخطيط لم يستمر بعد خروجه للأسف لتنتشر العشوائيات مرة أخري.
أكمل اللواء سعد أبوريدة مسيرة التنمية بعد يوسف عفيفي بالرغم من وجود أربعة محافظين بينهما. ولكنه كان الأكثر حماساً وانجازاً فقام بمد شبكة طرق تحسب له حتي الآن. وتوسع في إنشاء الوحدات السكنية التي استوعبت أبناء المحافظة والمقيمين بها من أبناء المحافظات الأخري .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.