مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط ثاني أكبر مهرجان فني في مصر بعد مهرجان القاهرة علاقتي به علاقة وثيقة منذ ما يقرب من عشرين عاما وأنا أغطي فعالياته ولذلك ارتباطي به نفسيا خاصة وكان الراحل ممدوح الليثي رئيس المهرجان لسنوات طويلة قد نجح في أن يجعل للمهرجان روح الأسرة وحقق له نجاحاً كبيراً بإدارته له وكان مديرو المهرجان قامات مثل ايريس نظمي ومصطفي محرم وفي المركز الصحفي مجدي الطيب. لذلك يصعب علي الآن حال المهرجان وعندما أكتب منتقدة سلبياته فأنا أكتب من منطلق حب وغيرة علي مهرجان يحمل اسم مصر وأي إساءة أو سوء تنظيم سوف ينسب لمصر وليس لرئيس أو مدير المهرجان. لذلك علينا جميعا أن نحافظ علي كيان ومكانة هذا البلد حتي لو كانت المواجهة قاسية أنا لا يهمني أن يدعوني المهرجان لتغطية فعالياته والإقامة بل يهمني أن يكون مهرجانا مشرفا لأنه يحمل اسم بلدي مصر فليس بالنوايا الطيبة تقام المهرجانات نعم علي رأس المهرجان الزميل الصحفي "الأمير أباظة" وهو شخص يتسم بحسن الخلق ويحب المهرجان بفعل كل ما يستطيع من أجل نجاح المهرجان وبالفعل يحاول أن يكون حفل الافتتاح والختام شيئاً مشرفاً وأن يدعو ما يستطيع من نجوم وان يدعو أفلاماً ذات قيمة ولكن يظل يعمل الأمير بمفرده للأسف مع الأمير مركز صحفي فاشل بكل معني الكلمة يفتقد إلي الصدق والأمانة في التعامل ينظرون الي الصحفيين وكأن عليهم ان يسبحوا بحمدهم للدعوة والإقامة وحرام وعيب أن يذكروا أي سلبية أو شيء يتعارض مع أدائهم الفاشل العقيم وخير دليل عدم الاحترام في التعامل مع النتيجة التي سربت من داخل المركز الصحفي دون علم رئيس المهرجان أو مديره كل صحفي في المركز اتصل بمندوب جريدته وأبلغه النتيجة في السر مع العلم أن الاستاذ الراحل ممدوح الليثي رحمه الله كان يعقد مؤتمرا صحفيا ظهر حفل الختام ويعلن النتيجة كي تستطيع الجرائد أن تنشرها في طبعتها الأولي ولكن الكارثة النتيجة توزع سرا بالحب والعلاقات الشخصية.. والملفت للنظر هذا العام هو غضب النجوم الكبار فقد غضب العلايلي رئيس لجنة تحكيم مسابقة "نور الشريف" وسلم النتيجة بعد أن شاهد مع اللجنة خمسة أفلام في يوم واحد حتي تنتهي مهمته ويغادر بعد أن شعر بالإهانة لعمل ندوة له في مركز الابداع البعيد كل البعد عن المهرجان ولم يعلم بها أحد ولم يوفر المهرجان حتي وسيلة انتقال للضيوف لحضورها وحدد له موعد آخر هو ميعاد إذاعة مباراة الزمالك العاشرة مساء ولم يحضر أحد وبالتالي من حقه ان يترك مهرجانا لم يعرف حتي ينظم ندوة له ليفاجأ في وقت مغادرته بندوة في الثانية عشرة دون علمه ولأن العلايلي فنان كبير ومحترم ويحب مصر ويعرف جيدا قيمة مهرجان باسم مصر ابتلع سوء التنظيم وقال انه مرتبط بظرف عائلي ولكن ما حدث مع عزت حدث مع القديرة سميحة أيوب التي لم تحضر أو يعلم بندوتها أحد وتركت الندوة ومشيت ونفس الشئ مع بوسي التي كانت تكرم عن فيلم العاشقان واضطر زميل مصور صحفي أن يجمع لها ناس من الشارع لحضور التكريم وانصرفت غاضبة ذلك نتيجة سوء الإدارة والجهل عندما نلهث كصحفيين وراء مطبوعات المهرجان والنشرة اليومية التي لم تأت في الأيام الأخيرة ودائما تتأخر عندما نبحث عن دليل المهرجان والكتب وتفاجأ بأن المركز الصحفي يقول ليس عندي دعوات الافتتاح والختام ليس عنده وهل مهمتنا ان نبحث عن دعوات للحضور لنفأجا في الحفل بأن أكثر من 80% من الحضور لا صحفيين ولا فنانين ولكنهم الأصدقاء والمحاسيب بأطفالهم في الصفوف الأولي والصحفيون في الصفوف الأخيرة. عندما نجد الندوة الكبري والتي تقام تحت اسم "نحو صناعة فيلم لكل العرب" ندوة لم يفهم القائمون عليها شيئا واعتبروا انها حلم لم يتحقق بل أنهم تحولوا عن موضوع الندوة وراحوا بعيدا بأفكارهم وفي أغلب الندوات كان من يدير الندوة أقل كثيرا من مستوي الموضوع أو الضيف لم يكلف من يدير الندوة نفسه ان يدرس ويقرأ حتي في أي شيء يتحدث حين نفاجأ الفنانين بمواعيد ندواتهم ويبلغون بها قبل اقامتها بربع ساعة وننتظر الندوات ولا نعرف موعدها وكأن المركز الصحفي متواجد كي نتفرج عليهم ونشاهدهم لا يعملون أي شيء في أي شيء. ** والكارثة الكبري كانت من تصرفات النجمة يسرا التي اختارها المهرجان لتحمل الدورة اسمها ولم نشاهدها غير في الافتتاح وندوتها وهنا ترحمت علي العظيم الراحل نور الشريف الذي حملت دورة العام قبل الماضي اسمه وكان حريصا رغم حالته المرضية وضعف صحته وهو في أيامه الأخيرة أن يحضر كل فعاليات المهرجان وندواته وافتتاحه وختامه لأن الدورة تحمل اسمه لكن يسرا حتي لم تحضر أو تنام ولو ليلة واحدة وسط ضيوف المهرجان ونحن لسنا ضد يسرا كفنانة كبيرة يحبها جمهورها ولكن تصرفها اغضبنا جميعا وكان ينبغي علي المهرجان ان يكرم نجمة كبيرة مثل ماجدة قدمت للسينما "العمر لحظة" وجميلة بوحريد وفيلمها عن السد العالي إذا كنا نتكلم عن سينما المقاومة ماجدة كانت تستحق التكريم وأرجو في العام القادم عندما يختار المهرجان أحداً لتكريمه ان يتأكد أولا من مشاركته وتواجده طوال أحداث الدورة حتي لا يشعر ضيوف المهرجان أن المكرم يتكبر عليهم. ورغم ان ميزانية المهرجان انخفضت إلي مليون و200 ألف وذلك لا يكفي لإقامة مهرجان ولابد من وجود حل لهذه المشكلة لكن الكارثة الأكبر هي ان المهرجان يحمل اسم "اسكندرية" والضيف يريد علي الأقل أن يري الاسكندرية وأهم معالمها هو البحر المتوسط وغير المعقول أن يقيم الضيوف وسط سوق تجاري مزدحم منفصل تماما في الأوتيل عن كل معلم من معالم الاسكندرية وإذا كان المهرجان هو تبادل ثقافات ومعرفة أحدث ما وصلت له السينما في العالم ودعاية سياحية للبلد المضيف أيضا فهذا لم يتحقق وعليهم أن يحلوا هذه المشكلة مهرجان اسكندرية لدول البحر الأبيض المتوسط لابد ان يري الضيوف عرب وأجانب علي الأقل بحر اسكندرية ليس رفاهية ولكن اسم المهرجان يقول ذلك لا أن ينتقل بالضيف في الافتتاح والختام بين عربات الخضار والفاكهة ومحلات الملابس. هذه بعض من سلبيات المهرجان وأبرزها هذا العام هو سوء الإدارة وفشل المركز الصحفي واعتماد الأمير علي اشخاص أقل كثيرا من تحمل مسئولية مهرجان يحمل اسم مصر ولكن إذا كان العيب في أشخاص امكانياتهم محدودة ومعدومة فعلي الأمير أن يغير هذا الطاقم فجمعية نقاد وكتاب السينما" بها أسماء لامعة تشرف مصر وتستطيع ان تتحمل معه مسئولية المهرجان ليعود لسابق عهده حسن الإدارة والتنظيم شعاره. ولكن هذا لا ينفي أن هناك افلاما ذات قيمة ومنها فيلم "الغذاء والمأوي" الاسباني الذي حصد العديد من الجوائز.. وكانت هناك ندوات ثرية مثل ندوة دريد لحام وسولاف وعلي عبدالخالق ويوسف شعبان وغسان مسعود نعم المهرجان أفلام وندوات ولكن قد نصنع طعاما جيدا ونلقي عليه حفنة من التراب في النهاية تضيع كل ما فعلناه المهرجان ليس سيء في مجمله ولكن السييء هو مسئولو تنظيمه ومركز الصحفي أقول لأمير أعطي العيش لخبازه ليس أي شخص يصلح لإقامة وإدارة ندوة أو تنظيم مهرجان مستحيل ان تعمل بمفردك انت انسان ذو خلق قد نخجل من هذا أو ذاك لكن العمل لا يعرف المجاملة أو الكسوف والخجل وحسن الخلق لا يفيد أحيانا في مجال العمل بل يضر المهرجان ليس أصدقاء وزملاء بل لابد أن نسند المهمة لمن يستطيع أن يتحملها ونفس الشئ أقوله لمدير المهرجان زميلي قدري الحجار والذي يتسم بأخلاق عالية لكن الحسم احيانا أهم من كل شيء لا يكفي أن ابتسم وأجامل كي أحافظ علي عدم زعل أو غضب المجاملة ليس في العمل ومن لا نجد منه الكفاءة يبتعد حتي لو أقرب المقربين لأنه لا تهاون في اسم مصر أيضا لابد من إعادة النظر فيمن يمثل مصر في لجان التحكيم لا مانع أن نعطي الفرصة لوجوه شابة لكن الخبرة مهمة واعتقد أن شيري عادل وحنان مطاوع ونورهان يحتجن الي سنوات كي يكن ضمن أعضاء لجان تحكيم مسابقات مهرجان دولي هذا لا يقلل من قدرهن ولكن الخبرة مهمة. أيضا جوائز كثيرة أكثر من خمسين جائزة في الختام هل يعقل هذا من يستوعب هذا الكم. أيضا مستحيل أن يغيب عن المهرجان نجوم مصر والذين حضروا هم اعضاء لجان التحكيم أو المدعوين مما اضطر رئيس المهرجان ان يجعل كل ضيف مخرج أو نجم أن يصعد لتسليم جائزة كنوع من ايهام الحاضرين بوجود نجوم والحقيقة ان نجوم مصر غابوا وذلك ليس عيب المهرجان ولكن عيب نجوم تعودوا ان يدفع لهم كي يحضروا أو يكرموا أو يحصلوا علي جائزة وغاب عن أغلبهم الشعور بأن هذا مهرجان مصر وعليهم التواجد كما يفعلون في مهرجان أبوظبي ودبي ووهران والمغرب وغيرها من المهرجانات التي تدفع مقابل الحضور بالدولار والله عيب لأن مصر تستحق منا الكثير واعطتنا الكثير خاصة النجوم الذين يحصلون علي الملايين هل ليس لمصر حق عليهم؟!