نتوقف - بصفة مؤقتة - عن الاسترسال في سلسلة "الشيطان الأكبر" لنتحدث في فوضي الإعلام. العديد من القنوات التليفزيونية والمنشورات والصحف والمجلات اختلط فيها الحابل بالنابل والإعلام بالإعلان والشائعة بالخبر والهوي والغرض بالمصالح الشخصية البحتة. فضائيات خاصة تعددت وتمددت منها ما يحرض علي الفتن وكراهية الآخر المختلف في الرأي أو العقيدة أو المذهب ومنها ما يسعي جاهدا لتخريب العقول والنفوس والذمم والضمائر لشق جدار الوطن ومن ثم اسقاط الدولة. أما عن استفحال الدجل والخرافات والخزعبلات فحدث ولا حرج وأصبح من السهل علي كل من هب ودب "اللغوصة" في أدمغة المصريين وكم ابتلينا وعانينا من الجرائم التي ارتكبت ومرت دون عقاب تحت مظلة التساهل والتغاضي وعدم الاكتراث واللامبالاة حتي ظهرت القنوات التي تحرض علي العنف والإرهاب علانية. نعم أزمات الاعلام بشتي وسائله تجاوزت كل الخطوط. ان رسالة الإعلام تنويرية في الأساس والمطلوب: * تفعيل مبدأ المواطنة بما يقطع الطريق أمام المحرضين والمتشددين والمزايدين والمتربصين. * مراجعة شاملة لساحة الثقافة والاعلام والالتزام بالتفرقة بين المادة التحريرية والمادة الاعلانية. * وضع التشريعات المناسبة التي يمكن بها تنظيم البث الفضائي والتي تتماشي مع التطور التقني بما يحقق المواءمة بين حرية البث الفضائي ومسئولية الاعلام تجاه الوطن والمواطنين. * إنشاء جهاز مستقل ومتخصص لمتابعة التزام جميع وسائل الاعلام بميثاق الشرف الإعلامي دون الحجر علي حرية الإعلام والكلمة والرأي والتعبير.