مشروع القانون الذي ناقشه أو أقره الكونجرس الأمريكي بشأن مطالبة المملكة العربية السعودية بتعويضات لضحايا نسف البرجين التجاريين الشهيرين بنيويورك في أحداث 11 سبتمبر قد يفتح الأبواب للعديد من الدول ومئات الآلاف من الضحايا للمطالبة بتعويضات من الولاياتالمتحدةالأمريكية التي ارتكبت جرائم دامغة لا تحتاج إلي دليل أو برهان لأن دماء الضحايا مازالت تقطر من الأصابع الأمريكية ومتلطخ ثيابها.. ولا مجال لإنكارها أو التنصل منها. *** أما بالنسبة للمملكة العربية السعودية فلا مجال علي الاطلاق لإلصاق تهمة نسف البرجين الأمريكيين.. ولن تلتفت إلي مهاترات بعض أعضاء الكونجرس لأسباب عديدة يأتي في مقدمتها براءة المملكة تماماً من هذه الجريمة وعدم ضلوع أي جهة من مؤسسات السعودية بصورة مباشرة أو غير مباشرة في هذه الأحداث.. ثم ان العبرة بالقانون الدولي والمؤسسات والمنظمات الدولية وليس القانون المحلي لأي دولة.. فعلي سبيل المثال يمكن لأي محكمة محلية في أي بلد من بلدان العالم أن تصدر حكماً ضد أي شخص أو زعيم سياسي أو رئيس دولة.. يظل الحكم حبيس ادراجها ولا يغادر محيطها أو يعتد به من قبل أي منظمة دولية كالأمم المتحدة أو مجلس الأمن وغيره.. ومن ثم لا قيمة لأي قانون محلي في القضايا الدولية. *** وفي هذا الصدد علي البرلمان العراقي أن يطالب أمريكا بإعادة العراق إلي ما كان عليه قبل الغزو الأمريكي وتدمير جيشها ونهب نفطها وثرواتها.. خاصة بعد الاعتراف الكبير من جنرالات الغزو أنفسهم.. واعتراف الأمريكان حكومة وشعباً بكذب المعلومات التي روج لها بوش الابن إبان غزو العراق وان العراق لم يكن يمتلك أي أسلحة دمار ولا غيره.. واعترفت بريطانيا بذلك أيضاً.. ورغم ان الغزو الأمريكي للعراق كان واضحاً أمام الجميع انه يتم دون غطاء دولي وان أمريكاوبريطانيا كانا يعلمان ان العراق لا يمتلك لا أسلحة دمار ولا غيره.. تم الغزو واقتسمت القوتان النفط والغنيمة.. وصار الآن علي العراق أن يطالب بالتعويض عن مئات الآلاف من الأبرياء الذين قتلتهم قوات بوش.. والتعويض عن تدمير جيش بأكمله كان يمثل ثاني أقوي الجيوش العربية بعد مصر والتعويض عن متاحف الآثار المنهوبة بل والتعويض عن دولة تركها الأمريكان خراباً وأطلالاً وبقايا شعب مدمر!! *** وبات الآن وبعد مطالبه للكونجرس بتعويضات لضحايا 11 سبتمبر علي أسر ضحايا التعذيب الأمريكي في معتقدات أبو غريب وجوانتانامو الذين انتهك جنود ومجندات الأمريكان آدميتهم وشهروا بهم بعد التمثيل بهم وتصويرهم عرايا وسحلهم وسحبهم بالسلاسل في أيدي المجندات الأمريكيات.. من يعوضهم عن كرامتهم وآدميتهم.. من يعوض ضحايا فيتنام.. وضحايا البطش الأمريكي شرقاً وغرباً. *** صحيح ان مناقشات الكونجرس أو حتي صدور قانون أمريكي بالتعويضات من أي جانب لا قيمة له دولياً ولا تعتد به أي منظمة من المنظمات الدولية لكن علي الأمريكان أن يدركوا ان هناك ملايين البشر في العراق وغيرها يستحقون تعويضات عن أوطانهم التي دمرها الأمريكان وعن أسرهم التي قتلها وشردها الغزو البوشي والآلة الأمريكية. *** وصحيح ان أمريكا تحكم العالم.. وهي الشرطي الأوحد الذي يمارس نفوذه شرقاً وغرباً ويتحكم في دفة واتجاهات المنظمات الدولية. لكن أعتقد ان الكونجرس لو فتح باب التعويضات فإنه سوف يدفع أضعافاً مئات المرات مما يستحق!!