مرت أمس الذكري 105 علي رحيل الزعيم الوطني أحمد عرابي وكالعادة نسي المسئولون ذكري وفاته واقتصر إحياء ذكراه علي أعضاء جمعية الزعيم أحمد عرابي الثقافية وبحضور أحد أحفاده وبالرغم من توجيه الدعوات للعديد من المسئولين إلا أنه لم يتواجد سوي رئيس حي الخليفة الذي قام بوضع إكليل من الزهور علي قبر الزعيم الراحل.وعلي الرغم من مكانة عرابي التي سطرها التاريخ ووقوفه في وجه الخديو وقيادته لثورة المصريين يشهد مدفنه بالإمام الشافعي حالة من الاهمال الشديد فقد تصدعت جدرانه وتهالكت الأبواب والنوافذ ولم يلق أي تطوير أو ترميم لعقود طويلة وقد ناشد أحفاده ومحبوه المسئولين مراراً بضرورة الاهتمام بالمدفن حتي يتناسب مع مكانة الزعيم الراحل دون جدوي. عبدالتفاح عرابي حفيد الزعيم يقول: إحياء ذكري الزعيم تقليد سنوي متبع منذ 30 عاماً منذ إنشاء الجمعية الثقافية التي تحمل اسمه بقرية هرية رزنة التابعة لمركز الزقازيقبالشرقية ففي الجمعة الأولي من شهر سبتمبر يتم تنظيم رحلات مجمعة تضم أطفال وشباب القرية بصحبة أحد أحفاد عرابي لزيادة قبره وذلك لتعريفهم بتاريخه وإنجازاته وما قدمه للوطن. ويضيف عبدالفتاح أن محافظة الشرقية اتخذت من يوم 9 سبتمبر ذكري الثورة العرابية عيداً قومياً لها ويتم فيه الاحتفال بتلك الذكري حيث يقوم بارتداء الزي العسكري للزعيم ويمتطي حصاناً شاهراً السيف بيده وحوله مجموعة من شباب نادي أحمد عرابي في زي الجنود ويطوفون الشوارع حتي مبني المحافظة وصولاً لتمثال أحمد عرابي لإعادة تجسيد مشهد الثورة العرابية وتخليداً لذكراها. المستشار عزت مصطفي رئيس جمعية الزعيم أحمد عرابي الثقافية بالشرقية يوضح أن فكرة إنشاء الجمعية جاءت لإحياء ذكري عرابي ولتعريف الأجيال الجديدة ببطولاته المشرفة وكما عاني من الظلم في حياته استمر الإهمال المتعمد له حتي بعد وفاته حيث أغلق المتحف الخاص به في الشرقية منذ أكثر من 15 عاماً بحجة الصيانة وحتي الآن مازال مغلقاً ولم يشهد جديداً كذلك لا يوجد عمل فني واحد يتحدث عنه علماً بأن هذا المتحف افتتح في عهد الرئيس عبدالناصر وأعيد افتتاحه في عهد الرئيس السادات وأهمل في عهد الرئيس مبارك حيث سلمه المحافظ حسين رمزي كاظم لوزارة الآثار ودخل في طي النسيان. ويناشد عزت المسئولين بضرورة وضع عرابي في المكانة التي تليق به كرجل أيقظ الشعور الوطني ونبه المصريين علي حقهم في حياة حر كريمة وتخليد ذكراه بإعادة فتح المتحف الخاص به وصيانة مدفنه وإنتاج عمل فني يليق به. ومن جانبه حرص اللواء مدحت عبداللطيف رئيس حي الخليفة علي تلبية الدعوة وحضور الاحتفال وقام بوضع إكليل الزهور علي قبر الزعيم الراحل مؤكداً أن عرابي شخصية وطنية مشرفة وله دور مهم في تاريخ مصر ولذلك حرصت علي حضور الاحتفال بذكراه وعن مطلب حفيده بتجديد مدفنه يؤكد أنه سيتم مخاطبة محافظ القاهرة لوضع خطة لتطوير مدفن عرابي. "لقد خلقنا الله أحراراً ولم يخلقنا تراثاً أو عقاراً" تلك العبارة المأثورة التي قالها زعيم الحركة الوطنية أحمد عرابي وخلدها التاريخ حتي بعد مرور أكثر من قرن علي وفاته فقد تحولت تلك العبارة لشعار التحرر من ذل الاستعمار. وقد ولد أحمد الحسيني عرابي في قرية هرية رزنة بمحافظة الشرقية في الأول من أبريل 1841 وقد شق طريقه بنفسه وبجهده من مجرد فلاح في قرية مصرية بسيطة لمنصب ناظر الجهادية "وزير الحربية" في الوقت الذي كان الضباط الشراكسة من أولاد الذوات والباشاوات مسيطرين علي الجيش. وقد اختاره الضباط المصريون لشجاعته ووطنيته زعيماً للجيش ومتحدثاً باسمه فكان أول زعيم مصري من أصل فلاح في العصر الحديث وقد كتب عريضة فيها أربعة مطالب من ضمنها مساواة كل الموظفين بصرف النظر عن الجنس والدين والمذهب. وطالب عرابي بترقية الضباط المصريين وزيادة عدد الجيش وعزل رياض باشا ورضخ الخديو توفيق وجاءت وزارة شريف باشا وبعدها تشكلت حكومة محمود سامي البارودي وشغل عرابي فيها منصب وزير الجهادية "الدفاع حاليا". وبعد وقوع مذبحة الإسكندرية في 1882 كانت الحكومة المصرية نصبت بعض المدافع علي قلعة الإسكندرية فاعتبرت بريطانيا هذا عملاً عدائياً ضدها وضرب الإنجليز الإسكندرية يوم 12 يوليو 1882 وتحصن عرابي عند كفر الدوار إلي أن حدثت موقعة التل الكبير في 13 سبتمبر 1882 حيث فاجأ الإنجليز القوات المصرية وألقي القبض علي أحمد عرابي وعقدت محاكمته وبعض قادة الجيش في المعركة وبعض العلماء والأعيان وتم الحكم عليهم في 3 ديسمبر 1882 بالنفي إلي جزيرة سرنديب أو سريلانكا حالياً. وعاد الزعيم أحمد عرابي بعد 20 عاماً ولدي عودته من المنفي عام 1903 أحضر شجرة المانجو إلي مصر لأول مرة وتوفي في 21 سبتمبر 1911 عن عمر يناهز 71 عاما.