اليوم فرح ابني.. فرحة قلبي. والحكاية لها بداية تشم رائحتها الأم حكايات تبدأ وتنتهي مع طفولة صغيري ومراهقته.. ثم يأتي اليوم الذي تستطيع واحدة الدخول إلي نخاع رجل والتجول داخله.. يغضب فتهدأ.. ينفجر فتلملم.. يضحك فتبتهج.. تطير معه لدنيا لها ملامح اثنان يجمعهما عشق من نوع خاص بين جنسين مختلفين من بشر. فرحت بابني حين لاحظت أول العلامات.. موبايل لا يصمت.. وحبيبة تتابع.. تريحها جملة أنا مع أمي أو اختي.. جريت علي أبيه أبشره الولد بيحب.. سيعيش أحلي أيام عمره.. سيتزوج ويأتينا بمن يحمل اسمك.. شرف لن تناله من الابنة.. فقط من ابنك لابد من استعداد يفعله الغني والفقير حين يعد شقة أو حجرة لزواج الابن لم أتوقع رد الفعل.. زوجي أخذني في جولات للبحث عن بيت بالطبع للبشر مهارات وهو يعلم اني الاقدر علي الاختيار.. موقع ومساحة وبيت من بابه.. ظننت ان ابني سيسكنه وكانت المفاجأة الأولي.. المكان للأب وعلينا الانتقال.. لم يكن لدي مانع حتي مع فراق الجيران والحبايب لأني توقعت ان بيتنا القديم سيتركه للعريس.. إلا انه باعه ليستعين بثمنه علي الجديد. يا.. سلام وتوالت الأيام.. ضنايا يحب العيش في سلام ومجرد طلب من الأب يقلب الدنيا حربا.. لذا فالابن في محاولات مستمرة لعمل لا يفرغ.. يجمع من أجل الزواج.. شغل نهار وليل سحب منه سعادة الاستمتاع بمكالمة أو لقاء. دفع مقدم شقة وسيسدد الأقساد من راتبه. اشتري الشبكة.. واتعذر في المهر.. وحين وصل الخبر لأبيه.. قرر لحظتها السفر للانتجاع. لم يذهب معه أحد فلن استجم ولا ترتاح ابنتي وعريس البيت بحاجة للمال.. عدت علي خير بالدين وبكل الطرق.. وكانت العثرة الثانية عليه بحكم العرف الأجهزة الكهربائية.. استطاع تدبيرها وبقيت الثلاجة.. لجأت في أمل أخير للأب.. وكأنه خبطنا كلنا علي رأسنا.. ثلاجة كبيرة دخلت بيتنا بزغرودة من الخادمة.. نسيت ان أقول ان زوجي أبو الأولاد حاله متيسر جدا.. جريت علي الصوت.. وقلت له لماذا جئت بها إلي هنا.. ثم ننقلها مرة ثانية لبيت ابنك.. وجدته يفكك أوراقها ليجرها إلي مطبخنا بجملة واحدة.. القديمة تأخذها الطباخة. استمر الحال علي ما هو عليه.. وتطور إلي ان اشتري الابن كرفت وجدت زوجي يشتري عشرة.. والأغرب تلك الحالة التي تصيبه حين تقع عينه علي ضناه وهو يمسك بيد خطيبته انه المعني الحقيقي للغل.. مجرد كلمة مبروك يا عريس تضع عيونه في "بربشة" مستمرة. بالأمس ضغط علي الكوب فانكسر بين كفيه.. حين كان حبيبي يضع الطعام في فم حبيبته. حتي.. الفكة هل هي غيرة أب من ابن.. هذا الرجل الذي تزوجته مريض.. كم كنت صبورة.. علي هذا الجسد المتخم بالحقد علي أغلي الناس.. وتلك الروح الشريرة.. التي نالني منها ما كنت احتسبه ابتلاء واختبارا.. وكم نجحت بقدر سقوطه. اليوم فرح ابني.. صرفنا آخر جنيه حتي الفكة.. اخرجت فستانا قديما وفرحت به كالجديد وكررت فعلتي ابنتي. العريس لبس بدلة الخطوبة. الجديدة فقط بدلة "أبوالعريس" امضاء مصممها علي الجيب ومنديل حرير الطلعة يطل منه والحذاء بلون الحزام. بدلة خالية من الاستعمال الآدمي.. فارغة الإنسانية.. وهناك علي الجانب الآخر نفوس رائعة احاطتها ثياب من عطاء وحب وفي الأفراح كما في الحياة.. يتنحي المال. المظهر. الرداء.. والكسبان قلب. صفحة من مذكرات أرملة.