كلنيت ستود واحد من أساطير هوليوود. ظل نجما طوال سنوات شبابه وبعد ان تقدم به العمر أصبح واحدا من عمالقه الاخراج وهو الفنان اليميني الرصين الذي يجسد مبادئ هوليوود السينمائية كما جاءت في الكتاب. وهذا العام يبلغ 86 عاما ويقدم أحدث أفلامه بعنوان "سولي" بطولة النجم توم هانكس في أول تعاون مع ستود وبتقنية الأي ماكس وهي الشاشات العملاقة التي يستخدمها ستود لأول مرة كمخرج ولم تكن علي أيامه عندما كان يعمل بالتمثيل. يحكي الفيلم عن واقعة حقيقية حدثت في 15 يناير عام 2009 عندما اصطدم سرب من طيور الأوز بطائرة الخطوط الجوية الأمريكية بعد اقلاعها بثلاث دقائق من مطار لاجوارديا بلوس انجلوس. التصادم أسفر عن تعطل محركي الطائرة فأصبحت تطير بلا محركات علي ارتفاع منخفض لم يتمكن الطيار سولي "توم هانكس" هو ومساعده جيفري "أرون ايكهارت" من العودة للمطار أو الاتجاه لمطار آخر. وفي خلال ثوان كان لابد ان يتخذ الطيار قراره بالهبوط علي سطح مياه نهر هيدسون وينجح بالفعل وينقذ حياة 155 راكبا بالاضافة الي طاقم الطائرة بالكامل. وعلي الفور بدأ مجلس سلامة النقل الأمريكي في التحقيق في الحادث. وكان التقرير الأولي ان المحرك الأيسر كان سليما وبالتالي كان علي الطيار سولي العودة للمطار وليس الهبوط في النهر. لانه بذلك عرض حياة 155 راكبا للخطر حتي ان هذا الحادث دخل تاريخ الطيران الأمريكي باسم "معجزة هيدسون" في اشارة الي النهر الذي شهد تلك الواقعة. الصحافة وقنوات التليفزيون وأهالي الركاب وبالطبع المواطن العادي آعتبروا جميعا "سولي" بطلا يستحق التكريم علي قراره البطولي. بينما استمرت تحقيقات مجلس سلامة النقل حتي وصلوا الي استخدام أسلوب "المحاكاة" بالكمبيوتر. وكانت المفاجأة أنه أثبت امكانية العودة للمطار سالما أو امكانية التوجه لمطار آخر بافتراض أن المحرك الأيسر سليم. واعترض الطيار سولي علي ذلك وقال بضرورة منح الوقت للتفكير البشري في الموقف. وبالفعل أضافوا لزمن التجارب 35 ثانية واذا بالنتيجة تأتي بحتمية سقوط الطائرة قبل وصولها للمطار وبذلك تأكد صواب القرار الذي اتخذه سولي وحصل بالتالي علي وسام "قمة أداء الواجب". الفيلم مأخوذ عن كتاب وثق ذلك الحادث الرهيب كتبه تود كومارنيكي وشارك في كتابة السيناريو أيضا والذي أعجب كلينت ستود في حادثة الطيار سولينبرجر "سولي" انها تجسد بطولة المواطن الأمريكي وقدرته علي التصرف السليم في أصعب المواقف والحق ان الحادث كله يمثل تحية للانسان بشكل عام. ذلك الكائن البشري الذي أصبح غريبا وسط طوفان من الآلات والعقول الاصطناعية ولكنه في لحظة قادر ان يقول للجميع أنا مازلت حيا وقادرا علي التصرف بحكمة ودقة لأنني ببساطة الذي اخترع هذه الأجهزة والآلات العملاقة. تأتي "معجزة هيدسون" بعد شهور قليلة من الانهيار الاقتصادي الذي وقع ببورصات وول ستريت بالولايات المتحدة عام 2008. وقيل وقتها ان الكمبيوتر ساهم في سرعة الانهيار. وفي هذا الفيلم يؤكد كلينت ستود ثقته في الانسان وبأنه مازال قادرا علي التصرف أفضل من الكمبيوتر. من المحتمل أن يكون طريق "سولي" مفروشا بالجوائر خاصة للمجموعة التي استعان بها ستود للخداع البصري الذين قدموا مشاهد غاية في الجودة والحرفية. بالاضافة الي براعة أداء توم هانكس في دور الطيار سولي قمة البساطة والتواضع. وقد ظهر بشخصيته الحقيقية في المشاهد التسجيلية الختامية بالاضافة إلي بصمة المايسترو كلينت ستود الواضحة علي الفيلم.