أكدت نتائج مهرجان الاسكندرية السينمائي التي أعلنت في حفل الختام أول أمس. ان الحلم بالحياة في عالم أفضل هو المسيطر علي فكر مخرجي الأفلام العربية والأوروبية التي عرضها المهرجان وحصلت علي أهم جوائزه مثل الفيلم الأسباني "الغذاء والمأوي" للمخرج خوان دي كاستيللو الذي حصد 4 جوائز في مسابقتي البحر المتوسط ولجنة تحكيم "الفيبريسي" وهي جائزة أحسن ممثلة للموهبة الصاعدة ماريانا كورديرو التي حصلت من قبل علي جائزة أحسن وجه جديد في مهرجان برلين العام الماضي. وجائزة أحسن سيناريو الذي كتبه المخرج خوان دي كاستيللو وكان من الطبيعي أن يتوج بجائزة أحسن فيلم روائي طويل في مهرجان الاسكندرية وهذا ما حدث. بالإضافة إلي جائزة الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية التي تقدمها جمعية نقاد السينما المصريين وهي جائزة "الفيبريسي". تميزت الأفلام العربية في مسابقات المهرجان بالاهتمام بالأوضاع السياسية والاجتماعية في البلاد العربية. ويأتي في مقدمتها سوريا التي تعاني من الحرب الأهلية وتدخل القوي العظمي في الصراع الدائر بين الجيش السوري والميليشيات الاسلامية المتطرفة مثل داعش والنصرة وقد شارك المخرج السوري الكبير عبداللطيف عبدالحميد بفيلم "أنا وأنت وأمي وأبي" وقد اعتاد علي كتابة سيناريوهات أفلامه وشاهدنا له من قبل أفلام "نسيم الروح" و"قمران وزيتونة" و"ما يطلبه المستمعون" وفي فيلمه الجديد يسرد يوميات أسرة سورية تعصف بها الأحداث السياسية ولكنهم يتمسكون بالوحدة وعدم الانقسام. ويبدو ان معاناة المجتمعات العربية من التطرف الديني بعد الربيع العربي حيث انتعشت التنظيمات المتطرفة وباتت تهدد وحدة المجتمعات العربية لانها تدعو الي الانقسام الديني والطائفي وتدعو لحروب أهلية لن تبقي علي كيانات الدول متماسكة وتتحول تلك الدول من أنظمة تعاني من مشاكل سياسية إلي دول فاشلة مفككة مثلما حدث في ليبيا واليمن وسوريا. في الفيلم الجزائري "مؤكد حلال" للمخرج محمود زموري يناقش انتشار ظاهرة كشوف العذرية والتي يطلبها العريس قبل الزفاف. ورغم ان بعض الجزائريين يعيشون في فرنسا ولكن يحملون الأفكار المتخلفة بعد ان سيطر المتطرفون علي الكثير من المناطق التي يقطنها الجزائريون في فرنسا أما الفيلم التونسي "خسوف" للمخرج فاضل الجزيري حيث يقوم الشرطي "الأسعد" بالتحقيق في جريمة قتل مقاول مرتبط برجال عصابات الجريمة المنظمة وغسيل الأموال. كذلك الفيلم المغربي "أوركسترا منتصف الليل" اخراج جيروم أوليفر يتحدث عن الشاب مايكل الذي يعيش في الدار البيضاء ويعشق موسيقي سليم حلالي التي يعشقها الشباب أما الفيلم اللبناني المرشح للاوسكار "كثير كبير" للمخرج ميرجان بوشعيا فانه يتحدث عن شقيقين يتاجران في المخدرات تحت ستار توصيل البيتزا الي المنازل ولكن شقيقهم الأصغر خرج من السجن وأراد أن يفتتح مطعما خاصا ولكن تاجر المخدرات يقنعه بالاستمرار في التجارة غير المشروعة. أما أفلام دول حوض البحر المتوسط فقد سيطرت عليها مشاكل الهجرة والأزمة الاقتصادية والفقر والبطالة ورغم ذلك يقاوم الشباب تلك الظروف القاسية ويبحثون عن الحب والسعادة مثل الفيلم الألباني "كروم" للمخرج بوجار اليماني واليوناني وضفاف النهر للمخرج بانوس كاركانيغاتوس والفيلم المصري "روج" أول الأفلام الروائية الطويلة للمخرج الشاب جون اكرام ويحكي عن وفاء التي تعمل في أحد مراكز التجميل وتقرر الانتحار وينفذها الشاب حسن عامل الدليفري.