أيام قليلة تفصلنا عن حلول الذكري الثالثة والأربعين لنصر أكتوبر المجيد. ذلك الانتصار الميداني الوحيد الذي استطاع فيه خير أجناد الأرض الانتصار علي الكيان الصهيوني منذ نشأته إلي الآن في حرب مازال تكتيكها يدرس بأعرق المعاهد العسكرية في العالم. ولمَ لا؟!.. والجنود المصريون بسلاح دفاعي. غالبيته شرقي الصنع. يتفوقون علي العدو المتحصن بسلاح هجومي أمريكي الصنع. ويعبرون مانع قناة السويس الصعب. ويجتاحون خط بارليف المنيع. ليلقنوا العدو درساً قاسياً في فنون القتال. ليتأكد للعالم كله أن إرادة المصريين لا تلين. ولا تتحطم بمكائد الغدر والخيانة. لأنها مستمدة ومستلهمة من شعار سلاح الفرسان: النصر أو الشهادة. للحفاظ علي الأرض والعرض. ولشباب اليوم نروي ذكري النصر العظيم. ليعرفوا ماذا قدم جيشهم العظيم من تضحيات تجاوزت ال 100 ألف شهيد لاستعادة كامل تراب سيناء من العدو المغتصب. ودفاعاً عن القضية الفلسطينية.. وليكن ذلك أيضاً إنذاراً عالي الصوت. لحفنة المرتزقة المأجورين من دويلة فاشلة. وبعض البلاد الماجنة. الذين استطاعوا في غفلة من الزمن التسلل إلي داخل سيناء. ليقرروا أمرهم فوراً لأن خياراتهم باتت محدودة للغاية. إما الاستسلام للجيش المصري دون قيد أو شرط وإعلان التوبة وتلقي العقاب القانوني. وإما ترك السلاح والفرار بعيداً من حيث أتوا يلاحقهم العار والخزي.. وإلا. الجيش المصري لهم بالمرصاد.. مستمر بعقيدته الصلبة. التي. لا تلين في الفصل بين أرواحكم. وأجسادكم النجسة لتحويلها إلي أشلاء متناثرة يصعب التعرف عليها أو جمعها. وهذا مدعاة للرد القوي علي كل جاهل قليل الإدراك يسأل لماذا يطور الجيش المصري قدراته براً وبحراً وجواً؟!.. وتكون الإجابة أكثر وضوحاً عندما نشير إلي وجود دواعش ليبيا علي الحدود الغربية. وفلول الإخوان علي الحدود الجنوبية. ووجود حوثيي اليمن علي الجانب الآخر من البحر الأحمر. إضافة إلي أضغاث أحلام حماس. وأنفاقها المهدمة.. والإبقاء علي السلام من منطلق القوة والانتصار. إحياء ذكري النصر الذي أعاد للعرب قبل المصريين هيبتهم يستحق أن نحتفل به. لإرسال رسالة عطرة لأرواح الشهداء الذين سقطوا في ميادين العزة والكرامة. ولتكن فرصة لتحية إجلال وتقدير لمصابي العمليات الحربية الذين فقدوا أجزاء من أجسادهم بنفس راضية. لكي نحيا مرفوعي الرأس. وتعلمنا من حرب أكتوبر دروساً كثيرة. يأتي في مقدمتها بقاء الجيش والشعب علي قلب رجل واحد إلي أن تحقق النصر. وإيثار المصلحة العامة علي المصالح الشخصية الضيقة. وتحمل صعوبات الحياة علي حساب مفردات الرفاهية من أجل الوطن. أما إبقاء راية الوطن عالية خفاقة ترفرف علي كامل التراب الوطني فهو أمر جلل دونه الرقاب. وتبقي الفرصة قائمة للشد علي أيادي أبناء القوات المسلحة. الذين لا يدخرون وسعاً في الحفاظ علي كامل التراب الوطني. ويتصدون بصدورهم لجحافل الإرهاب الأسود في سيناء. ولنبعث لهم برسالة مغلقة تحمل درجة عالية من السرية عنوانها: أنتم صامدون. ونحن من ورائكم سند.