46 عاماً تمر اليوم علي رحيل الزعيم الخالد جمال عبدالناصر. ومازالت الجماهير في كل أنحاء الوطن العربي تحمل صوره.. وتتمثل معاني كثيرة تجسدت فيه.. وتستلهم من نضاله قيماً عديدة في نضالها.. ومازال الكارهون لعبدالناصر ينفثون سمومهم. وتقطُر كلماتهم حقداً وفُحشاً.. دون أن يؤثر هذا في قليل أو كثير في صورة الراحل لدي مئات الملايين في مصر والعالم العربي.. بل وأفريقيا ودول العالم الثالث كله.. بل ومازالت سيرة الرجل. وصورته أيضاً. ومبادئه كذلك تربك حسابات دول كبري. وغير كبري. يؤرقها شبح الرجل الذي تصدي لها. وكشف مخططاتها وأفشلها.. وتخرج الجماهير حتي الآن حاملة صوره. وهي تتعطش إلي المبادئ التي ناضل من أجلها. وتتصدي لمؤامرات دول كبري تتآمر علي هذا الوطن.. وتسعي لتفتيته. وقد عاش الرجل كل حياته يحلم بأن يراه موحداً.. ولم يتح للدولة الحلم.. دولة الوحدة الأولي التي قامت بين مصر وسوريا.. أن تعمر طويلاً.. فقد كسر التآمر هذا الحلم. ولكنه لم يقض عليه.. ومن الصدف أن تكون وفاته يوم 28 سبتمبر. وهو يوم كسر هذه الدولة الحلم.. يوم مؤامرة الانفصال.. وانهيار الوحدة بين مصر وسوريا. التي قامت بعد استفتاء يوم 22 فبراير ..1958 وانكسرت بعد مؤامرة الانفصال في 28 سبتمبر .1961 ثم كانت وفاة قائد هذه الوحدة في ذكري الانفصال بعد 9 سنوات. لتصعد روحه إلي بارئها في 28 سبتمبر 1970. متأثراً بما أصابه من أمراض نتيجة هذا الانفصال. كان علي رأسها مرض السكر.. وكان الانفصال جرحاً دامياً أصاب الزعيم. وظل ينزف دماً حتي وفاته.. وكان الرجل يستطيع إيقاف هذه الجريمة لحظة وقوعها.. ولكنه أوقف القوات التي تحركت لمواجهة الانقلاب. مؤثراً أن تبقي سوريا.. علي أن تبقي الوحدة وتُراق من أجلها دماء أبناء إقليمي دولة الوحدة.. مصر وسوريا.. وصمد الرجل.. وصمدت مصر. وتحملت بذاءات رجال الانقلاب.. وهو انقلاب أثبتت الوثائق أنه كان انقلاباً ممولاً من قوي عديدة رأت في هذه الوحدة خطراً عليها.. فخططت ومولت ودفعت عناصر خائنة. انقضَّت علي هذه الدولة الحلم. وبين الانفصال والوفاة. تأتي ثورة اليمن التي قامت بعد عام واحد من الانفصال بين مصر وسوريا.. في يوم السادس والعشرين من سبتمبر لتخرج اليمن من ظلام القرون الوسطي.. وكان علي مصر أن تسارع بتأييدها.. والوقوف إلي جوارها.. ثم يتطور التأييد إلي المساندة بالسلاح.. ويتوجه الجيش المصري إلي اليمن.. آخذاً بيد أبناء اليمن. الخارجين من ظلام القبور. التي دفنهم فيها أئمة اليمن حتي يوم الثورة.. ويتواصل دور مصر التنويري في اليمن.. مصاحباً دورها العسكري.. وتروي دماء شهداء مصر ربوع اليمن.. وتزداد الخسائر يوماً بعد يوم.. مع تآمر قوي كثيرة.. خشيت أن تنتقل إليها عدوي ما وقع في اليمن.. ثم ليتصل التآمر الواقع في اليمن. بتآمر واسع المدي. بلغ قمته في 5 يونيه ..1967 وباقي الأحداث نعرفها جميعاً.. وها نحن نتأهب بعد أيام لنحتفل بانتصار أكتوبر.. انتصار علي كل تآمر.. واستعادة لروح هذا الشعب الذي رفض التآمر والهزيمة. * آخر الكلام: 1⁄4 لا يمكن قبول أي تبرير فاسد للأخطاء المتكررة التي وقع فيها التليفزيون الرسمي للدولة.. وقد تأخر كثيراً تطهير هذا الجهاز من عناصر التآمر والخيانة التي فقدت ولاءها وانتماءها للوطن.. ولابد أن يمتد هذا التطهير إلي كل موقع يشهد خيانات للوطن في معارك البقاء التي تخوضها مصر. 1⁄4 الرئيس السيسي أصدر قراره بدعوة مجلس النواب للانعقاد في 4 أكتوبر القادم.. لا نقبل من هذا المجلس في أول انعقاد إلا أن يسارع بتصحيح صورته التي شوهت كثيراً. بامتناعه عن تنفيذ أحكام القضاء. ومحاولات العودة إلي "سيد قراره" بالمخالفة للدستور.. وبتشويه كامل لصورة المجلس أمام الملايين التي اختارت نوابه. ولم تتوقع أبداً العودة إلي هذه الممارسات.