انهالت علي الحكومة سكاكين المترصدين المتربصين لتأخرها بالفعل في التعامل مع كارثة مركب الهجرة غير الشرعية ولكنهم يعتبرونها الفاعل الأول والأخير لهذه الجريمة التي شاركت فيها أطراف عديدة إما بالتدبير والتجهيز والتمويل وإما بالتستر والإهمال والتباطؤ. لا يحق لنا محاكمة الحكومة علي ما وقع بالفعل منذ 4 عقود من الانفتاح الجالب للفساد عندما سن حكام العهد البائد بدعوي الانفتاح قوانين لتشجيع الهجرة تم بموجبها تفريغ مصر من الكوادر القيادية ذات الخبرة والعلم ومعها الكوادر الشبابية المتفتحة للعمل والانتاج ولكن للأسف في أرض غير الوطن في حين روجت أجهزة إعلام الانفتاح قصصا لا حصر لها عن الثراء الفاحش الذي يحققه من يغادر مصر وقصصاً مضادة عن "البؤساء" الذين تمسكوا بالوطن عاملين من أجل تقدمه مهما كانت مغريات الثراء وقصص النجاح الاسطورية في الخارج التي وقعت في أسرها قوافل من الشباب يركبون بحور الموت استجابة لسحرها تاركين خلفهم مشاعر الحزن والحسرة والألم لدي أقربائهم ومشاعر الشماتة والفرحة لدي المترصدين المتربصين لكل كارثة تحدث في مصر 30 يونيو معتبرين الحكومة مسئولة عن وقوعها مهما كانت أسبابها الحقيقية. بينما العدل يتطلب محاسبة هذه الحكومة علي ما تفعله من أجل إزالة أسباب الكوارث وعلاج المشكلات ولو تطلب ذلك وقتا طويلا. فالمهم أن تبدأ العمل وتصحح أخطاء الماضي التي قادتنا إلي الكوارث.