الاستيراد حوت يلتهم كل ما يدخل لنا من دولارات حوت لا يشبع ولا يتوقف عن ابتلاع العملة الصعبة ولن يتوقف طالما هذا الباب مفتوح علي مصراعيه دون أي محاولات لضبطه والسيطرة علي غيلانه ووحوشه الذين لا يشبعون ولا يقنعون بما جنوه من ثروات طائلة من احتكار سلع وبضائع معينة مكتوب علي غيرهم ممنوع الاقتراب منها. لن يتوقف الاستيراد بسن قوانين مثالية واتخاذ إجراءات رادعة علي الورق فقط وكم من محاولات مماثلة سابقة أحيطت بهالة إعلامية واسعة صاحبتها دعاية كبيرة شارك فيها مسئولون كبار علي مدي العقود الماضية ولم توقف استيراد واحد في المائة من السلع الاستهلاكية غير الضرورية ولم تحقق نتيجة إيجابية واحدة وتلاشت شيئاً فشيئا وانحسرت عنها الأضواء والكاميرات وتوارت وأعيد احياؤها مرة أخري مع كل أزمة لتوفير اعتمادات الدولارات اللازمة للاستيراد. وها نحن نعيد تكرار المحاولة علي نفس الأسس وعلي نفس الأرضية وبنفس القوانين الحاكمة والإجراءات الرادعة والحملة الواسعة والأضواء الساطعة والكاميرات المتحركة ونفس الأصوات والآراء والأفكار ومن نفس الصندوق القديم الذي تسبب في الأزمات السابقة ويخلق نفس المشكلات في الوقت الراهن. الحملات السابقة انتهت دون أن نعرف نتائجها وبحكم التجربة والخبرة كنا نعرف النتيجة مسبقاً إلا انها انتهت دون أن يخرج لنا مسئول وقال لنا ماذا حققت من نتائج وما هي وما الذي لم تحققه ولماذا وهكذا عودتنا الأنظمة السابقة باعتبار ان الشعب يجب أن يكون مثل الزوجة آخر من يعلم. الاستيراد سرطان ينخر في قواعد الدولة وميزانيتها وناتجها القومي واضراره أكثر من فوائده وشره أكثر من خيره ولا توجد دولة انتقلت من الفقر إلي الغني بالاستيراد ولا انتقلت من مجموعة الدول النامية إلي مجموعة الدول الصناعية بالاستيراد. متي نفخر ان كل أشياءنا من الملبس حتي السيارة من صنع ايدينا وبإتقان ومتي نفخر بتحقيق الاكتفاء الذاتي في مستلزماتنا وديوننا الخارجية صفر ومعدل التصدير اضعاف الاستيراد. لدينا تجارب سابقة في كل المجالات كادت تحقق المعجزات لماذا لا نعيد الكرة مرة أخري بشكل جديد وبنفس الإرادة في تحقيق تنمية مستقلة تعتمد علي القدرات والإمكانيات الذاتية. وأنعم الله علينا برئيس يريد أن يحقق لنا التقدم والازدهار ويعمل بجد ويسعي بقوة للإنجاز السريع ساندوه وأعينوه واحتشدوا خلفه سيتحقق لكم مرادكم في أقرب وقت لا تضيعوا الوقت ولا الفرصة.