أجمع علماء الدين علي أن الشائعات خطر يهدد المجتمع المصري. وهي إحدي أدوات الحرب الحديثة. تهدف لزعزعة الأمن والاستقرار. وعلينا التصدي لها من خلال بث الوعي الديني في دور العبادة.. والتنبيه من خلال وسائل الإعلام المختلفة. بأن هناك عقابا من الله. فكل من مُطلق الشائعة. وناقلها فاسقان. * الدكتور أحمد كريمة.. أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر. يقول: هناك ثالوث ينشر الشائعات داخل المجتمع المصري. يريدون الإضرار بالأمن المجتمعي. يتمثل في جماعة الإخوان المسلمين. التي لديها جهاز إعلامي محترف. وكذلك الدعوة السلفية. التي تساهم في نشر الشائعات ضد المؤسسات الدينية. وهناك أيضاً القوة المخابراتية العالمية التي لها حسابات اقتصادية وسياسية.. هذا الثالوث يمتلك جهازاً إعلامياً مدرباً علي اجتزاء تصريحات وتلفيق اتهامات وترويج شائعات تستغل الفطرة والسذاجة عند العوام الذين لا يدركون خطورة نقل الشائعة.. وعليهم التثبت عند سماع الشائعة. مع عدم نقلها. حيث إن مُصْدِر الشائعة. وناقلها. متغافلان عن قول الله تعالي: "إن جاءكم فاسق بنبأي فتبينوا". والفسق معصية. وهما متعاميان عن التوجيه النبوي المحمدي: "كفي بالمرء إثماً أن يتحدث بكل ما يسمع".. وقوله "صلي الله عليه وسلم": "أمسك عليك هذا.. وأشار إلي لسانه".. وهل يكُب الناس في النار إلا حصاد ألسنتهم؟!! ويشير د.كريمة إلي أنه علينا دور كبير في مواجهة الشائعات وهو بث الوعي الديني في دور العبادة.. والتنبيه من خلال وسائل الإعلام إلي أضرارها علي الفرد وعلي المجتمع.. ويأتي بعد ذلك التدابير الرادعة. فالشريعة الإسلامية علي سبيل المثال. وضعت جزاءً للذين يتعرضون لأعراض الناس.. وكذلك مَن يتعرض لأمن وسمعة الوطن. وللأسف.. العقوبة في القانون الوضعي هشة. ولا تكفي للحد من انتشار الشائعات. وبالتالي الإضرار بالأفراد والمجتمع. * ويضيف فضيلة الشيخ عبدالحميد الأطرش.. رئيس لجنة الفتوي السابق: الشائعات بصفة عامة مدمرة للفرد والمجتمع. وعلينا التصدي لمحاربتها. عملاً بقوله تعالي: "إن جاءكم فاسق بنبأي فتبينوا".. ودائماً الشائعات من شأنها الإضرار بالأمة. وتقطع الروابط والصلات بين الناس. فالرسول "صلي الله عليه وسلم" يحذر بقوله: "يا مَن آمن بلسانه. ولم يدخل الإيمان قلبه. لا تغتابوا المسلمين. وتتبعون عوراتهم. ومَن يتبع عورة مسلم. تتبع الله عوراته. ومن تتبع الله عورته فضحه الله. ولو كان في عُقر بيته". ومَن أشاع علي مسلم شائعة. فتح الله عليه نار جهنم يوم القيامة.. وعلي كل مسلم أن يتعقل. وألا ينساق وراء الشائعات. ولا يخفي علي أحد ما حدث في حادثة الإفك مع السيدة عائشة. أم المؤمنين.. ولكن الله سبحانه وتعالي برَّأ السيدة عائشة في قوله: "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة. لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة" "سورة النور". * ويشير الشيخ سعد الفقي. وكيل وزارة الأوقاف بكفرالشيخ إلي أنه من أخطر الأمراض الاجتماعية التي ابتلينا بها في المرحلة الحالية الشائعات. فهي إحدي أدوات الحرب الحديثة. التي يلجأ إليها الأعداء في الداخل والخارج. وتقوم بها أجهزة متخصصة. وترصد لها الأمكانيات بالملايين. وحالياً الإخوان يقومون بنشر الشائعات التي ليس لها أساس علي أرض الواقع. ويروج لهم البسطاء.. والإسلام حارب الشائعة. عندما قبَّح أفعال الوليد بن المغيرة. فقد وصفه الله عز وجل.. بأنه: "هماز. مشاء بنميم" وورد أن النبي "صلي الله عليه وسلم" عندما عرج به إلي السماء وجد حجراً صغيراً يخرج منه ثور عظيم. فسأل المصطفي "صلي الله عليه وسلم" أمين الوحي جبريل: ما هذا الذي أراه؟!.. فقال له إنها الكلمة يقولها صاحبها. فلا يدري لها. فيريد أن يرجعها فلا ترجع. فالخطر يكمن في السماء دون توثيق وترديد ما يقال دون مراعاة عواقب الأمور. وأكد الفقي علي أن أخطر ما يهدد الدول هو القيل والقال. وفي سورة يوسف علاج للشائعة. ووأد مخاطرها: "وما شهدنا إلا بما علمنا".