عاني المصريون اشد المعاناة من انتشار مرض فيروس سي الكبدي والذي انتشر كالنار في الهشيم في ارجاء مصرعلي مدار السنوات الاخيرة بنسب مختلفة بين المحافظات فكانت في القاهرة 8% والإسكندرية 6% والدلتا 28% والصعيد 26% وتنوعت الإصابة بين الرجال والسيدات ففي الرجال 8% بينما في النساء 6% حتي وصلت نسبة الإصابة بالفيروس الكبدي C في مصر نحو 15 مليون مصاب وهي أعلي نسبة في العالم. ولم تكن هناك اسرة مصرية واحدة الا وكان لها مصاب بهذا المرض المزمن والخطير والذي انتشر مع سوء التغذية وعدم توافر الرعاية الصحية الحقيقية والمتابعة من قبل الحكومة المصرية في عهد الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك بل وقفت موقف المتفرج ولم تسع للبحث عن العلاج بشكل كاف بل اكتفت فقط بالانترفيرون وهو علاج لم يأت بنتائج متميزة فكانت الاصابة بهذا المرض تعني الموت لامحالة خاصة وان العلاج مكلف جدا وغير متوفر. وعقب تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مسئولية الحكم في مصر وضع علي رأس أولوياته مكافحة هذا المرض الذي انتشر بين الشباب وكبار السن وبدأ البحث عن علاج جديد أكثر فاعلية مهما كانت تكلفته وتحملت ميزانية الدولة العلاج كاملا دون تحميل المرضي أي تكلفة وتحمل صندوق تحيا مصر النصيب الاكبر من تكلفة العلاج فتقدم آلاف المصابين عبر مراكز خصصتها الدولة ووضعتهم علي قائمة الانتظار من خلال قرارات العلاج والتأمين الصحي والمستشفيات الحكومية حتي انتهت قوائم الانتظار في وقت قياسي واعلنت وزارة الصحة انه خلال عام 2018 لن يكون هناك مريض بفيروس سي كما اتخذت وزارة التعليم العالي قرار إلزام طلبة الجامعة هذا العام بالكشف الطبي واجراء تحليل الفيروس ومنحهم العلاج مجانا وقد وصلت تكلفة العلاج لهذا المرض حتي الآن 3 مليارات جنيه علي نفقة الدولة. وأشادت منظمة الصحة العالمية بالتجربة المصرية في علاج فيروس سي وأن مصر من أكثر الدول التي وضعت سياسات واضحة لمقاومة المرض سواء علي المستوي الشعبي أو الإعلامي أو الحكومي. وأن الخطوات التي قطعتها مصر تعتبر نموذجًا يحتذي به لعلاج فيروس سي في العالم. ومع هذه السياسة الناجحة تراوحت نسبة الشفاء من المرض في مصر ما بين 97- 98% للمرضي غير المصابين بالتليف الكبدي. وحوالي 90% في المرضي المصابين بالتليف فقد قامت وزارة الصحة بعلاج 580 ألف مريض. و422 ألف مريض في المراكز التابعة للجنة القومية عن طريق قرارات العلاج علي نفقة الدولة. وحوالي 160 الف مريض في مراكز التأمين الصحي بالإضافة للمرضي الذين عولجوا علي نفقتهم الخاصة وبذلك قد وصل عدد المرضي الذين تم علاجهم إلي مليون مريض الذين أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي أنهم سيُعالجون من فيروس سي.