البقاء والاستمرار هدف كل الشعوب ولذلك الفرد يموت والأمة تبقي ولكن المصري لم يرض بهذا فقط ولكنه بحث عن الخلود والمجد حتي بعد موته وهذا ما يفسر طقوسه وعلاقته بالموتي. ولأننا أمه تعيش في خطر ونفتقد الماضي دائماً لان الذاكرة تضرب كل يوم واصعب ما يقابل الشعوب محو الذاكرة وهي العقل الجماعي لتلك الأمم والأمثلة عديدة فكم من امم قيم محيت رغم دوي اسمها في عنان السماء ولكنها لا تمتلك عقلاً جمعياً فلذلك ابيدت مثل "التتار الصليبيين"وليس لهم أثراً أما المصريون فلأنهم موته لأنهم منذ أن وحد مينا القطرين أعطي لجيش هذا الشعب مهنة اخري غير حماية الوطن فقط وإنما ايضا الحفاظ عليه.. وهذا ما حدث للمصريين في ثوراتهم ولأن الثورات في كل مكان فعل قاس وليس مشهداً رومانسياً والهدف منها رفع الظلم والأمساك بروح العصر وجد الشعب المصري نفسه أمام جهاديين الأصعب هو الوقوف في الميدان والأكبر هو بناء الأوطان وكشف الأمراض الاجتماعية لهذا الشعب ولأن نظرية المؤامرة تحيط بهذا الشعب منذ زمن بعيد وجد الآخرين استعمال كلمة الديمقراطية هي المدخل لهذا الشعب لخوفه وفزعه ومحو الشعب الذي يمر النيل في بلاده مثل بلاد عديدة ولكن ليس هناك حضارة علي ضفاف هذا النيل إلا في مصر!!! ولأن الآخر دائماً يخاف من أن تصدر له ثورة يخلق له قضايا حسمت منذ آلاف السنين ولكن لا مانع من عرضها بشكل آخر اليس الليبرالية الدينية أصعب الديمقراطيات في العالم ورغم ذلك المصري حسمها منذ 14 قرناً بقولة "موسي نبي. وعيسي نبي. ومحمد نبي وكل من له نبي يصلي عليه": ولان الإسلام دين عظيم يدفعك للأمام والخطر دائما يأتي من الأطراف لأنه يعلم أن الجوهر سليم فكان الهدف تفكيك العقل الجمعي عن طريق الدين!! ولكن وعي المصريين وحدهم رغم تعدد الأديان وليس المذاهب فقط. واليس المصري هو الشعب الوحيد الذي روض الجغرافيا التي يصعب ترويضها بوجوده علي ضفاف النيل وامتهان أعظم المهن وهي الزراعة التي يكمن في استمرارها ضرورة البقاء ومساعدة كل منا الآخر حتي نستطيع أن نزرع ونحصد ولا يقاتل بعضنا بعض والديمقراطية المصدرة لبلادنا هي الغطاء الزائف للظلم الاجتماعي هكذا يطلق الامريكان عليها عند تصديرها للعالم الثالث!! ولكن بعد مرور 6 أعوام علي الثورة المصرية كيف نخرج من أزمتنا؟ يقول جمال حمدان في كتابة وصف مصر لابد أن يحكم مصر حاكم "مخلص وطني مبدع أردجه يرتدي بدله كاكي" وهذا ما حدث بالفعل بعد أزاحة حكم الاخوان من سدة الحكم وبعد نزيف الدم التي مرت به مصر في شوارعها والتعدي علي مواطنيها وجيشها وشرطتها.. وعلينا أن نسأل هؤلاء ما هي المشاهد التي يتدخل فيها الجيش الامريكي وهي التي تصدر الديمقراطية نجد أن هناك أربع مشاهد وهي:اذا سادت الفوضي في المجتمع. اذا سقط الغطاء الشعبي للحاكم. اذا سقط الدستور اذا سادت المراهقة السياسية.. وهذا ما حدث للمصريين بعد ثوراتهم والحل هنا ضرورة استرجاع ذاكرة التاريخ لاجيالنا وتجارب الماضي بكل قسوتها وكيفية التغلب عليها وليس هناك افضل من تولي محمد علي حكم مصر في العصر الحديث ومعاناه المصريين من مرض الطاعون وموتهم في الشوارع بالمئات في هذا الوقت وبعد 10 سنوات اصبحت مصر بلداً ذات نهضة وحضارة وخلود لأن الموهبة موجودة عند كل مصري تحت جلده.