رحل مارتن يول المدرب الهولندي تاركاً فريق الأهلي في حالة تمزق يرثي لها.. إثر اصابته بأزمة نفسية لما تعرض له من سباب ولعنات.. ليتولي مهمة تدريب الأهلي حسام البدري ابن النادي.. وبقرار صائب من مجلس ادارة الأهلي الذي تعرض في الفترة الأخيرة لغضب جماهيري لسوء نتائج الفريق وتدهور مستواه. الاتجاه للاستعانة بالمدربين المصريين.. يمثل عين الصواب في تلك المرحلة التي تعاني فيها مصر من ظروف اقتصادية قاسية.. تبحث فيها الحكومة عن مصادر لتدبير الدولار والعملات الأجنبية التي ينهار أمامها الجنيه المصري.. كما أنه قد ثبت ان هناك مدربين مصريين أكفاء نجحوا في مهامهم وتفوقوا علي المدربين الأجانب رغم ان مرتباتهم تقل كثيراً عن الأجانب ويتقاضونها بالجنيه المصري.. بل ان بعضهم لا يتجاوز مرتبه 15 في المائة مما يحصل عليه المدرب الأجنبي. الأهلي ناد عريق.. ويري البعض انه والزمالك المنافس العنيد يحتاجان دائماً لمدربين أجانب يتسمون بالكفاءة والجدية.. وتلافي المحاباة والمجاملة في اختيار اللاعبين.. كما ان البعض يري ان المدرب الأجنبي يستطيع ان يسيطر ويحكم الفريق والجهاز الفني المعاون علي عكس المدرب المصري الذي يتأثر بالعلاقات التي تربطه باللاعبين ومعاونيه وهو ما يؤثر سلباً علي اختياراته.. بل انه ينصاع أحياناً لأوامر رئيس النادي الذي يتدخل في تشكيل الفريق.. أو فرض نجوم بعينها خوفاً من غضب الجماهير أو مراعاة لتاريخها الكروي حتي حال هبوط مستواها. في الحقيقة ان تاريخ الكرة المصرية.. يؤكد ان تفوق الفريق الكروي لا يرتبط بالمدرب الأجنبي فحسب.. لأن بعض الأجانب قد حققوا فشلاً ذريعاً مع الأهلي والزمالك وبعضهم هرب من المهمة.. رغم ان هناك مدربين أجانب تفوقوا وابدعوا وتركوا علامة وبصمة مع الأهلي مثل هيديكوتي ومانويل جوزيه.. ولكن لا يمكن ان ننكر ان هناك مدربين مصريين ابدعوا وتفوقوا في مهامهم مثل الجوهري والوحش وحسن شحاتة وغيرهم. بصراحة انتصار أي فريق لا يتوقف علي المدير الفني أو المدرب الكفء فحسب وانما يرتبط بمنظومة متكاملة.. فلا قيمة لمدرب عظيم مع لاعبين ضعفاء عديمي الكفاءة والموهبة.. أو يتسمون بالتراخي والرعونة ويميلون لسهر الليالي في الحانات والملاهي. لا قيمة لمدرب مهما كانت قدرته وكفاءته سواء كان مصرياً أو أجنبياً.. في ظل مناخ سيئ أو لاعبين غير منضبطين.. ومجلس ادارة مهزوز.. وأولتراس يرتعش أمامه رئيس النادي.. أو شلة صوتها عال تسوق الادارة. ان مؤمن سليمان عندما قاد الزمالك أمام الأهلي تفوق علي مارتن يول الذي يتقاضي 120 ألف دولار وقهره.. واعتقد ان الأهلي عندما يختار حسام البدري فان حظه سيكون أفضل مالياً وفنياً.. لأن مرتب البدري لاشك سيكون أقل كثيراً من مارتن وبالجنيه المصري المريض.. وليس بالدولار الذي نبحث عنه لاستيراد سلع أساسية.. أو تسديد ديوننا. اتمني ان يكون كل مدربي الأندية المصرية والفريق القومي.. من المصريين الوطنيين.. مع الاعتذار لكوبر المدير الفني لفريقنا الوطني.. حتي نوفر العملة الصعبة التي تحتاجها حكومتنا المتعثرة.