الناس تشكو من موجة الغلاء التي تجتاح البلد الآن.. بل ومرعوبة مما يسمونها قرارات اقتصادية صعبة في الطريق وهو كلام غريب يدين الحكومة عموما ووزارة التموين بالذات. مثلا.. من زمان كنا نسمع عن مشروع البتلو.. تم خفض سعر اللحمة إلي أدني مستوي وأي لحمة.. افخر انواع اللحوم ثم فجأة في عهد مبارك ويوسف والي ألغي المشروع وقامت ثورة في البيوت حتي قررت ربات البيوت مقاطعة اللحمة والجزارين ونجح الاضراب عن شراء اللحوم بأنواعها وكالعادة بمضي الأيام والشهور عاد الناس لشراء اللحوم التي وصل سعرها الآن 150 جنيها والله يرحم ايام "من ده بكرة بقرشين" حينما كان الجزارون يسوقون البقر أمامهم في الشوارع وينادون "من ده بكرة بقرشين" يعني بجنيه واحد ممكن تشتري اما البقرة كلها أو تشتري خمسين كيلو بالجنيه!! في عهد مبارك ويوسف والي اكتشفوا الكانتلوب!! وقاموا بزراعته بدلا من شمام الاسماعيلية الرائع ثم توسعوا فزرعوه بدلا من القمح وبدأنا نستورد القمح حتي اليوم. يوم حولت المملكة السعودية صحراءها إلي مزارع للقمح بلا نهر ولا نيل وارسلت سفينة مليئة بالقمح إلي السويس هدية لمصر!! يومها طالبت بمحاكمة يوسف والي في ميدان التحرير!! وبدلا من البكاء علي اللبن المسكوب وهو كثير.. تعالوا ننسي الماضي ونسأل وزير التموين ونسأل الوزارة كلها: اين مشروع البتلو؟ إذا لم تكونوا تعرفونه أو تسمعون عنه تبقي كارثة اسألوا من سبقوكم وارحموا معاناة الناس التي نسيت شكل اللحم ونحن علي أبواب العيد الكبير القائم علي الفداء والتضحية!! *** بلاها اللحوم.. عندما بدأ التفكير.. مجرد التفكير في السد العالي قالوا ان البحيرة ستحتوي علي كل اصناف السمك من بحيرة فيكتوريا في قلب افريقيا إلي اسماك البحر الابيض المتوسط وتم إنشاء شركات اسوان للأسماك وقيل لي انها موجودة حتي الآن موجودة منذ الخمسينيات وقيل ايامها ان ارخص اكلة في مصر ستكون أكلات السمك بكل انواعه واشكاله ثم اسمع الآن ان السمك اصبح أغلي من اللحم!! قاطع الناس اللحم فترة فارتفعت اسعار الاسماك والطيور وبالتدريج اصبح السمك أغلي من اللحم تصوروا!! كان مقررا منذ الخمسينيات - ان تشتري شركات اسوان قطارات مكيفة كلها فريزر تقوم بتجميد السمك بكل انواعه وتقوم بتوزيعها علي المدن حتي القاهرة والاسكندرية بأرخص الاسعار.. لا أدري ماذا حدث ولكن قيل ان الاسماك من طول وجودها في البحيرة تحولت إلي حيتان وحشية لم يجرؤ أحد الاقتراب منها!!