سعر الريال السعودي اليوم الثلاثاء 23-4-2024 في بداية التعاملات    انخفاضات ملحوظة في أسعار السلع والمنتجات الغذائية في السوق المصرية بعد تدخل حكومي    أسعار الأسمنت اليوم الثلاثاء 23 - 4 - 2024 في الأسواق    آخر مستجدات تطور العلاقات المصرية الفرنسية في عهد السيسي وماكرون    مقتل 10 أشخاص إثر تحطم مروحتين في شمال غرب ماليزيا    وزير خارجية إيران: نأسف لقرار الاتحاد الأوروبي فرض قيود "غير قانونية" على طهران    عصابة القتلة تضحى برئيس الاستخبارات.. استقالة أهارون حاليفا معترفا بالفشل    الجيش الأوكراني: خسائر روسيا القتالية في أوكرانيا ترتفع إلى 461 ألفًا    موعد مباراة الزمالك القادمة والقنوات الناقلة    محافظ شمال سيناء يستقبل وزير الشباب والرياضة    الإسماعيلي: ندفع بأحمد الشيخ تدريجيا لهذا السبب.. ونجهز اللاعبين للأهلي    الثانوية العامة 2024.. تعرف علي مواصفات ورقة امتحان اللغة الأجنبية الثانية    «الأرصاد» تحذر من حالة الطقس اليوم الثلاثاء 23-4-2024 والموجة الحارة لمدة 72 ساعة    حالة الطرق اليوم، زحام مروري بشوارع ومحاور القاهرة والجيزة    بعد قليل.. استكمال محاكمة المتهمين في قضية فساد الري    ندوة بجامعة القاهرة لتشجيع وتوجيه الباحثين لخدمة المجتمع وحل المشكلات من وجهة نظر جغرافية    التهاب الجيوب الأنفية الحاد: أعراض ووقاية    وول ستريت تتعافى وارتفاع داو جونز 200 نقطة وخروج S&P500 من دائرة الخسارة    أزمة لبن الأطفال في مصر.. توفر بدائل وتحركات لتحديد أسعار الأدوية    مصرع عامل غرقًا بمياه الترعة في سوهاج    مُسن يطلق النار على عامل بسوهاج والسبب "مسقى مياه"    مصر تستهدف زيادة إيرادات ضريبة السجائر والتبغ بنحو 10 مليارات جنيه في 2024-2025    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 23-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    بدرية طلبة تشارك جمهورها فرحة حناء ابنتها وتعلن موعد زفافها (صور)    نيللي كريم تظهر مع أبطال مسلسل ب100 وش.. وتعلق: «العصابة رجعت»    الإفتاء: لا يحق للزوج أو الزوجة التفتيش فى الموبايل الخاص    بالأرقام.. تفاصيل توزيع مخصصات الأجور في الموازنة الجديدة 2025 (جداول)    45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الثلاثاء 23 أبريل 2024    إزالة 14 حالة تعد بمركز ومدينة التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية    لبنان.. شهيد جراء قصف طيران الجيش الإسرائيلي سيارة في محيط بلدة عدلون    ملتقى القاهرة الأدبي.. هشام أصلان: القاهرة مدينة ملهمة بالرغم من قسوتها    مصرع عامل دهسه قطار الصعيد في مزلقان سمالوط بالمنيا    الرئيس البولندي: منفتحون على نشر أسلحة نووية على أراضينا    اتحاد الكرة يوضح حقيقة وقف الدعم المادي لمشروع «فيفا فورورد»    أستاذ مناعة يحذر من الباراسيتامول: يسبب تراكم السموم.. ويؤثر على عضلة القلب    إجازة كبيرة للموظفين.. عدد أيام عطلة شم النسيم 2024 للقطاعين بعد ترحيل عيد العمال    بلينكن ينفي "ازدواجية المعايير" في تطبيق القانون الأمريكي    رئيس الوزراء يهنئ وزير الدفاع بعيد تحرير سيناء سيناء    بشرى سارة لجمهور النادي الأهلي بشأن إصابات الفريق    عاجل.. صفقة كبرى على رادار الأهلي الصيف المقبل    بعد وفاته في تركيا، من هو رجل الدين اليمني عبد المجيد الزنداني؟    نصائح مهمة لمرضى الجهاز التنفسي والحساسية خلال الطقس اليوم    الكونجرس يشعر بالخطر.. أسامة كمال: الرهان على الأجيال الجديدة    اتحاد عمال مصر ونظيره التركي يوقعان اتفاقية لدعم العمل النقابي المشترك    خلال ساعات العمل.. أطعمة تجعل الجسم أكثر نشاطا وحيوية    عبدالجليل: دور مدير الكرة في الأهلي ليس الاعتراض على الحكام    «فلسطين توثق المجازر».. فعاليات متعددة في رابع أيام مهرجان أسوان (تعرف عليها)    علي هامش انعقاد مؤتمر الاتحاد العربي.. 11 دولة عربية في ضيافة النقابة العامة للغزل والنسيج بالقاهرة    عامر حسين: الأهلي احتج على مشاركة حارس الاتحاد السكندري    الشرطة تداهم أوكار الكيف.. سقوط 85 ديلر مخدرات في الإسكندرية    "بأقل التكاليف"...أفضل الاماكن للخروج في شم النسيم 2024    علي جمعة عن سبب تقديم برنامج نور الدين: ربنا هيحاسبني على سكوتي    دعاء في جوف الليل: اللهم اجمع على الهدى أمرنا وألّف بين قلوبنا    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 23 أبريل في محافظات مصر    مصرع شخص وإصابة 2 في تصادم 3 تريلات نقل بالوادي الجديد    الإفتاء: التسامح في الإسلام غير مقيد بزمن أو بأشخاص.. والنبي أول من أرسى مبدأ المواطنة    علي جمعة: منتقدو محتوى برنامج نور الدين بيتقهروا أول ما نواجههم بالنقول    مستدلاً بالخمر ولحم الخنزير.. علي جمعة: هذا ما تميَّز به المسلمون عن سائر الخلق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحلقة الثانية
الرئيس في حوار مع رؤساء تحرير "الجمهورية" و"الأخبار" و"الأهرام"
نشر في الجمهورية يوم 23 - 08 - 2016


فكرة بسيطة وفرت 10 مليارات جنيه لقطاع الصحة
العاصمة الإدارية والمدن الجديدة.. متنفس للكتل السكانية
القوات المسلحة عقل يدير العمل ويشرف علي تنفيذ المشروعات القومية
الشركات العامة والخاصة تنفذ المشروعات الكبري بإشراف القوات المسلحة
القوات المسلحة ضبطت الأسعار وحدت من الغلاء
2 إلي 5.2% فقط من الناتج القومي مخصصات القوات المسلحة في الموازنة
تأخرنا كثيرًا في إنشاء وكالة فضاء.. وحان الوقت لإنجازها
وفرنا 10 مليارات جنيه للصحة من المستلزمات والمعدات الطبية
لابد أن نفصل بين الإصلاح الاقتصادي وقرض صندوق النقد
لدينا خبراء قادرون علي وضع مسار الإصلاح
لا وقت لتأجيل خطوات الإصلاح الاقتصادي التي تأخرت كثيراً
800 مليار جنيه الدين الداخلي قبل ثورة يناير وصل إلي 3.2 تريليون جنيه
عجز الموازنة بلغ 300 مليار جنيه نسده بالاقتراض
500 مليار جنيه حجم الإنفاق علي شبكة الطرق ومحطات الكهرباء
لا غني عن مشروعات البنية الأساسية لجذب الاستثمارات
نشجع القطاع الخاص لزيادة الإنتاج والصادرات
أعترف بوجود معوقات للاستثمار أهمها سعر الدولار.. وستنتهي خلال شهور
قريباً.. كل من لديه دولارات سيحولها إلي الجنيه المصري
الإصلاح بدأ متأخراً جداً.. وتكاليف الانتظار لن نتحملها في المستقبل
الطبقات محدودة الدخل أكثر استفادة من دعم الكهرباء
لا تسمعوا الشائعات.. ولا تصدقوا أن الحكومة ستستغني عن 100 ألف عامل
كيف أكون مسئولاً وأترك 100 ألف أسرة في الشارع؟!!
إجراءات حمائية تحقق التوازن وتقلل الضغوط علي محدودي الدخل
لابد من تحقيق الإصلاح الاقتصادي.. رغم الدواء المر
المقاتل يحتاج إلي شعب وراءه
مليون شقة لمليون أسرة تتكلف 170 مليار جنيه
ندرس تطوير الوجبات المدرسية والتوسع فيها
المشروعات الكبري خفضت البطالة من 8.13 إلي 5.12%
توفير السلع الأساسية للمواطنين بأسعار مناسبة
بدأنا جهود السيطرة علي الأسواق وضبط الأسعار
مشروع القضاء علي "فيروس سي" يهدف للوصول إلي المعدلات العالمية
انتهينا من قوائم أسماء المصابين بفيروس "سي" وبدأوا العلاج
المشروعات القومية استوعبت العائدين من ليبيا
المشروع القومي للغذاء يتضمن 100 ألف صوبة ومليون رأس ماشية
ملزمون بتنفيذ برنامج الإصلاح بعد أن وافق عليه صندوق النقد
تناول الجزء الأول من الحوار.. القضايا العربية والإفريقية والدولية وعلاقة مصر بالعالم
وبعد أن انتهت الاستراحة التي التقي خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي مع المبعوث الياباني والفريق مهاب مميش.. تواصلت أسئلة رؤساء تحرير "الجمهورية" و"الأهرام" و"الأخبار" لتشمل الشأن الداخلي وخطط الإصلاح الاقتصادي وقرض صندوق النقد.. وشرح الرئيس بالتفصيل الواقع الذي نعيشه.. والتحديات الصعبة التي تواجهنا.. والخطوات التي تقوم بها الدولة في مجالات الكهرباء والطاقة والاستثمار والعمل علي إيجاد فرص عمل مما ساهم في تخفيض حجم البطالة من 8.13% إلي 5.12% خلال عامين.. مما يعني أننا نسير علي الطريق الصحيح.
.. وقال إن المصريين أذكياء بطبعهم.. ولديهم ميراث إنساني وحضاري وعقلي يجعلني أراهن علي وعي الناس.. وفي نفس الوقت أطالبهم بالصبر علي نضج التجربة التي بدأناها خاصة وأن التحديات الداخلية والخارجية كبيرة.. وقوي الشر لن تتركنا.. وعلينا التمسك بالقيم الأخلاقية لأننا لو تخلينا عنها نكون قد فقدنا أهم شيء في الشخصية المصرية.
وعندما يستقطع رئيس الدولة 7 ساعات من وقته ليجيب عن الأسئلة التي تدور في ذهن كل مواطن.. فإنه بالتأكيد يوجه رسالة للشعب بأنه يعطيه الأولوية في المعرفة ويؤمن بحقه في الحصول علي المعلومات من مصدرها.. وفي نفس الوقت يمنح الثقة في المنبر الذي ينقل عنه والمتمثل في الصحف القومية المملوكة للشعب والتي تعبر عن نبض الشارع وتعتبر رمانة ميزان الإعلام المصري.. كان الرئيس يطرح أفكاره ويقدم الحقائق بالأرقام وهو جالس وعلي يمينه علم مصر وكأنه شاهد علي ما يقول.. وكان الأستاذ ياسر رزق رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير "الأخبار" والأستاذ محمد عبدالهادي رئيس تحرير "الأهرام" وفهمي عنبه رئيس تحرير "الجمهورية" يتابعون باهتمام ويستعدون لطرح أسئلة جديدة ننشرها غداً بإذن الله في الجزء الثالث والأخير من حوار ال 420 دقيقة مع الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وفيما يلي نص الجزء الثاني من الحوار:
* سيادة الرئيس: بعد 26 شهراً من توليك منصب رئيس الجمهورية.. كيف تري الصورة في مجملها بمصر؟
** الرئيس: لا أعتبر نفسي رئيساً أو حاكماً.
أنا أنظر لنفسي كمواطن يحب بلده. وخاض من أجلها 3 تحديات ضخمة. مرة في عهد المجلس العسكري حتي لا تسقط الدولة. بالعمل علي محاولة استيعاب الحالة. ومرة في عهد الإخوان بممارساتهم التي تكشف عن عدم تفهمهم لحجم التحدي والمسئولية الوطنية. ومرة ثالثة حين لبي نداء استدعاء المصريين.
أما حجم التحدي فهو فوق التخيل ومسئولية مجابهته لا تقع علي عاتقي وحدي. إنما هي مسئولية المصريين جميعا. أقول بوضوح أن التحدي هائل. وأننا نعيش وقتا من أصعب الأوقات. وأن مستقبل الأمة علي المحك وأقول بتواضع في نفس الوقت أن حجم ما أنجزناه في مصر خلال عامين يفوق الخيال.
الحالة المصرية الآن.. أنه لا يوجد ظهير سياسي للحكم وهو أمر غير مسبوق. إنما يوجد ظهير شعبي يحقق اجماعا وتوافقاً. وتتم الآن محاولات للتعامل معه من أجل اضعافه والحد من فاعليته تمهيدا لفرض أهداف لم تتحقق في الدولة المصرية خلال السنوات الخمس الماضية. الهدف هو شق الكتلة الوطنية من أجل اضعافها نعم أنا مقاتل لكن ظهر المقاتل وسنده هو شعبه. يظل يقاتل طالما الشعب في ظهره فإذا ما تخلي عنه. لا يستطيع القتال. المقاتل عنده كبرياء وعزة وشرف وهذه هي ذخيرته. لا يقبل أن يستمر في القتال إذا ما نزعت منه.
ما يهمني هو أن نجابه التحدي معا كتلة وطنية صلبة. وأن نصبر علي نضج التجربة المصرية لتنهض وتنجح وأنني أسجل كل التقدير والاحترام لوعي الشعب المصري. فقد كشف عن قدرة مذهلة علي الفهم والتقييم والفرز. فبرغم كل محاولات تغييب الوعي وتزييف الحقائق. أثبت المصريون وعيا كبيرا بفضل توليفة أفرزها الميراث الحضاري والانساني والذهنية المصرية المدهشة.
* سيادة الرئيس.. سبق أن تحدثتم عن إجراءات صعبة من أجل تحقيق الإصلاح الاقتصادي. هل يرتبط برنامج الإصلاح بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي. وما طبيعة الإجراءات الصعبة؟
** الرئيس: علينا أولاً أن نفصل بين برنامج الإصلاح الاقتصادي وبين صندوق النقد. فلا يليق بمصر أن يكون عليها وصاية تحدد لها كيف تصلح أحوالها ولكن ما جري مع الصندوق هو إجراء طبيعي متبع مع كل دول العالم أن تتقدم ببرنامجها وتناقشه مع مسئولي الصندوق الذي يقبله أو يرفضه وقد قدمنا برنامجنا ولم يضيفوا إليه شيئاً.
إننا قادرون علي وضع البرنامج وتحديد القرارات الصعبة فلدينا خبراء ومتخصصون يضعون لنا مسار الإصلاح واشكاليات الموقف الاقتصادية ليست غائبة عنا. والموضوع هواتخاذ قرارات الإصلاح أو عدم اتخاذها.. هل نريد إصلاحاً أم لا نريد.
إجراءات الإصلاح كان يمكن اتخاذها من سنين. لكننا فضلنا البحث عن حلول جزئية الآن لا وقت لدينا للتأجيل والظروف لا تسمح. إذا كنا لا نريدها أن تكون أكثر صعوبة.
المسألة أن أي دولة كمصر لها موارد ولها مصروفات. ولا مشكلة في المصروفات إذا كانت الإيرادات تغطيها. لكن عندما تقل تحدث مشاكل وتبدأ الدول في الاقتراض لسد الفجوة بين الايرادات والمصروفات أو عجز الموازنة.
وكلما زادت الفجوة زادت الأعباء علي الموازنة بسبب الفوائد علي الدين أو ما يسمي بخدمة الدين. وقد يكون ذلك مقبولا لفترة لحين تحسن الموقف الاقتصادي وإزالة العوار.
وقد كان حجم الدين الداخلي قبل ثورة يناير 800 مليار جنيه بنسبة 75% من الناتج المحلي أما الآن فقد بلغ حجم الدين 2.3 تريليون جنيه بنسبة 97% من الناتج المحلي ولو قلنا أن حجم الموازنة العامة في حدود 850 مليار جنيه وأن هناك عجزا في الايرادات لتغطية المصروفات قدره 300 مليار جنيه. فإننا نسد العجز عن طريق الاقتراض الداخلي وعلينا أن نعلم أن خدمة الدين الداخلي أي فوائد الدين بدون أقساط أصل القرض تبلغ 300 مليار جنيه سنويا وأن حجم الدعم يبلغ في حدود 250 مليارا. والأجور في حدود 228 مليار جنيه. إذا لا يتبقي الكثير للانفاق علي الخدمات والمرافق وأنشطة الدولة والاعتمادات المخصصة للاستثمارات.
لذلك فإن استمرار هذا الوضع وتنامي المصروفات ومن ثم الأعباء يضعنا في موقف في منتهي الحساسية وكلما يزداد الاقتراض تزداد الأعباء ويتوقف الانفاق في المجالات المختلفة.
إذن نحن نريد الحد من عجز الموازنة. ونريد أن نزيد من مواردنا في الصناعة والزراعة وأن نجذب الاستثمارات والمناخ أصبح مهيئا من ناحية توفير البنية الاساسية وعلي سبيل المثال فإن ما انفقناه وننفقه علي الشبكة القومية للطرق بطول 7000 كيلو متر وبعدد من الكباري في حدود 200 كوبري يبلغ نحو 100 مليار جنيه حتي منتصف يونيو المقبل ويبلغ حجم ما أنفقناه وننفقه علي انشاء محطات الكهرباء لإنهاء مشكلة نقص الطاقة وانقطاع التيار التي بدأت منذ 8 سنوات. في حدود مبلغ 400 مليار جنيه.
والبنية من طرق وكهرباء وغيرها لا غني عنها لجذب الاستثمارات وإقامة المشروعات. ولا غني عنها لمعيشة المواطنين. ولنا أن نتخيل ماذا كان الحال لو لم تكن محطات الكهرباء قد أنجزت وانتهت مشكلة الانقطاعات.
يتبقي إذن أن نشجع القطاع الخاص والمستثمرين من أجل زيادة الإنتاج والصادرات. نعم هناك معوقات.. مفيش كلام.. من بينها سعر صرف الدولار.. لكننا نتحرك لإنهاء هذه المسألة خلال شهور.
وكما قلت فإن المصريين سيتحركون لتحويل الدولارات المخزونة لديهم إلي الجنيه المصري بعد أن تحول الدولار إلي سلعة. وسيكون عند المواطن فرصة أن يضع أمواله بالجنيه في البنوك. أربح له من أن يبقيها دولارات في المنازل.
أقول إن الإصلاح بدأ متأخرا جدا وأن التكاليف لو انتظرنا لن نقدر علي تحملها في المستقبل.
* الإجراءات الصعبة بدأت بتخفيض الدعم عن الكهرباء.. وهناك تخوفات من أن الطبقات المتوسطة ستكون أكثر من يعاني من فواتير الكهرباء؟
** الرئيس: أولاً الدعم لم يرفع عن الكهرباء لنحو ثلاثين مليون من المشتركين في المنازل إلا لمن يتجاوز استهلاكهم 1000 كيلو وات شهريا والطبقات محدودة الدخل هي الأكثر تلقيا للدعم. وكان هناك رأي بتحميل دعم الشرائح الثلاث الأولي علي باقي الشرائح. لكن تم رفض الاقتراح. لأنه يشكل عبئا كبيرا علي متوسطي الدخل.
** ثم طلب الرئيس تقريرا وجداول عن قيمة الزيادة في الفاتورة المنزلية بعد التسعيرة الجديدة..
وقال: إن قيمة الزيادة في الفاتورة لمن يستهلك 50 كيلو وات تبلغ 170 قرشا بينما الدعم المخصص له يبلغ 28 جنيها. والزيادة لمن يستهلك 100 كيلو وات تبلغ 4.5 جنيه بينما الدعم 51.9 جنيه. والزيادة لمن يستهلك 200 كيلو وات 14 جنيها بينما الدعم 88.8 جنيه. ثم تتدرج الزيادة لتصل إلي 71.7 جنيه لمن يستهلك 650 كيلو وات. ويصل الدعم إلي 168.9 جنيه. وترتفع الزيادة للشرائح الأكثر بينما ينقص الدعم تدريجيا ليتوقف عمن يستهلك ألف كيلو وات. ويكفي أن نعلم أن متوسط تكلفة إنتاج الكهرباء كان 47.4 قرش للكيلو وات. بينما متوسط سعر بيعه لا يزيد علي 22.6 قرش.. ومع ذلك فإننا نبذل جهوداً كبيرة لتحصيل مخالفات سرقة التيار الكهربائي ونجحنا خلال الشهور الست الأخيرة في تحصيل 802 مليون جنيه.. لكننا مازلنا نعاني من هذه المشكلة وسيتم تكثيف عمليات الكشف عن سرقة التيار.
* مع القرارات الصعبة. هناك إجراءات حمائية مصاحبة للتخفيف من آثارها.. أليس كذلك؟
** دعني أسألكم.. هل يريد أحد سواء أنا أو الحكومة أن يضغط علي أهله أو يتركهم يعانون؟.. إن هناك من قوي الشر من روج شائعات بأن الحكومة ستستغني عن مليون عامل. ومرة عن 100 ألف!.. من قال هذا؟.. ومن يعمل هذا؟.. كيف أكون مسئولا وأترك 100 ألف أسرة في الشارع.. هذا أمر لا يخطر أبدا علي بال الدولة.
اننا ندرس القيام بإجراءات مصاحبة تحقق التوازن وتقلل الضغوط علي الطبقات محدودة الدخل والمتوسطة. والهدف من الإجراءات الحمائية ليس فقط تخفيف الضغط. وإنما ضبط المزاج العام للمجتمع بما فيه الطبقة المتوسطة بما لا يهدده.
وتعالوا نتحدث عن الإجراءات الحمائية..
أولاً: معاش تكافل وكرامة يغطي نصف مليون أسرة تزيد إلي مليون أسرة في ديسمبر المقبل ويستوعب 5.1 مليون أسرة خلال العام القادم في عدد من المحافظات. وسيتم خلال العام المالي الحالي زيادة المستفيدين إلي 1.5 مليون أسرة في 27 محافظة.
ثانيًا: تم رفع الحد الأدني للمعاش من 200 و300 جنيه إلي 500 جنيه. ورفع الزيادة السنوية للمعاش لتكون 125 جنيهاً حد أدني.
ثالثًا: يجري مد مظلة معاش الضمان الاجتماعي الذي يقدم مساعدة غير مشروطة للفقراء والأيتام والأرامل والمرأة المعيلة لتشمل 2.5 مليون مستفيد بتكلفة حوالي 7 مليارات جنيه.
بالإضافة إلي هذا نحن ندرس كيف نقلل التأثيرات الضاغطة لإجراءات الإصلاح علي محدودي الدخل أو متوسطي الحال وأطمئنكم أننا سنظل ندرس اتخاذ مزيد من الخطوات لتحسين أحوال البسطاء ومحدودي الدخل.
أقول صحيح ان الدواء مر المذاق. وانه لابد من حلول مناسبة لتحقيق الإصلاح حتي لو كانت موجعة مؤقتا. لكننا نعمل علي تخفيف العبء عن محدودي الدخل والطبقة المتوسطة من خلال قرارات.
أقول باختصار.. ان المقاتل لا يقاتل وحده إنما وراءه شعب يقاتل.
* قلنا: هناك تخوفات من أن ضغط المصروفات قد يقابله تقليص في خطوات تحقيق العدالة الاجتماعية؟
** الرئيس: من أين يأتي هذا الكلام؟!.. اننا نبني خلال عامين مليون شقة مدعمة من وحدات الإسكان الاجتماعي بالقاهرة والمحافظات لمليون أسرة بتكلفة تصل إلي 170 مليار جنيه. وقلنا إن كل من يتقدم لشقة سيحصل عليها. وندرس قبول طلبات من يزيد دخله علي ألف جنيه. فإذا تقدم لطلب شقة سيحصل عليها. ونبني 175 ألف شقة لإسكان قاطني المناطق الخطرة في العشوائيات يستفيد منها مليون من أبناء الأسر المصرية بتكلفة 17 مليار جنيه. ونقل هذه الأسر من تلك المناطق إلي مساكن لائقة مزودة بكافة الخدمات والملاعب والمدارس والحدائق تحفظ كبرياء مصر وأبناءها.
هناك أيضا موضوع التغذية المدرسية التي ندرس تطويرها والتوسع فيها.
هناك إجراءات توفير السلع الأساسية للمواطنين بأسعار مناسبة. ولقد بدأنا منذ يومين جهودا معتبرة للسيطرة علي الأسواق وضبط الأسعار. وعندما ينضبط سعر الدولار سيحدث ضبط أكثر. كذلك عندما تبدأ المصانع والمشروعات الجديدة في العمل ولابد أن أشيد بمنظمات المجتمع المدني المصرية الوطنية التي تقوم بدور فعال في معاونة الدولة في الاهتمام بمحدودي الدخل وتنفق مبالغ طائلة في هذا الشأن.
ثم هناك مشروع القضاء علي فيروس "سي" الذي يستهدف النزول بمعدلات الإصابة إلي المعدلات العالمية. ونحن قد انتهينا من قوائم الأسماء التي تقدمت إلي وزارة الصحة وتلقي العلاج 800 ألف مواطن وحدث التفاعل وتكاتفت الناس بالأسلوب المصري الرائع لعلاج المصابين بالفيروس. مما أدي إلي تراجع عدد الحالات بشكل كبير. وطلبنا من وزارة الصحة حملة تطوعية كبيرة لنعرف مؤشرات النجاح وحجمه وبدأنا اعتباراً من هذا الشهر حملة توعية للكشف وتحديد الحالات المصابة وتقديم العلاج الفوري لها آملين أن نعلن بإذن الله أن مصر خالية من هذا المرض عام .2018
ودعوني أسألكم: لماذا لم يسأل أحد عن مصير المصريين الذين عادوا من ليبيا وهم في غالبتيهم العظمي من البسطاء.. لقد استوعبتهم المشروعات الكبري ووفرت لهم مصدر الرزق بدل أن يكونوا عبئا اضافيا في أعداد العاطلين ويكفي ان نقول ان المشروعات الكبري أدت إلي خفض معدل البطالة من 8.13% إلي 5.12% ورفع معدل النمو إلي نحو 5.4% وهذا ليس فقط بسبب صناعات التشييد فلدينا صناعة وطرق وموانئ وخدمات وغيرها في هذه المشروعات.
** و يسألنا الرئيس: هل تعرفون تفاصيل المشروع القومي للغذاء؟.. انه يتضمن انشاء 100 ألف صوبة زراعية توفر 500 ألف فرصة عمل ومشروع قومي آخر لإنشاء مزرعة ضخمة للإنتاج الحيواني بإجمالي مليون رأس ماشية بحلول يونيو عام 2018. بهدف توفير الخضراوات والفواكه والألبان واللحوم ويجري الآن دراسة اختيار المواقع لتنفيذ المشروع بالتعاون مع إسبانيا والمجر وهولندا وهذه نتائج جولة وزير الزراعة الأخيرة لهذه الدول.. أيضا سوف ننتهي من أكبر مزرعتين سمكيتين احداهما في بركة غليون بكفر الشيخ الملحق بها 6 مصانع لخدمة المشروع والأخري عملاقة في شرق التفريعة علي مساحة 81 ألف فدان.
* سيادتك أصدرت توجيهات مشددة بعدم الاقتراض لأي مشروع إلا إذا كان قادرا علي سداد قيمة القرض.. لكن هناك تخوفاً من عدم توفر النقد الأجنبي لسداد القرض إذا استمرت الأوضاع الاقتصادية؟
** الرئيس: التخوف ليس من القروض. وإنما من القدرة علي تنفيذ برنامج الإصلاح ولقد قدمنا برنامجنا إلي صندوق النقد الدولي ولم يضيفوا عليه شيئا وبالتالي نحن ملزمون بتنفيذه.
* نأتي إلي العاصمة الإدارية والمدن الجديدة هناك من يتصور أنها ليست ذات أولوية في هذا التوقيت.. كيف تري سيادتك أهمية هذه المدن لحاضر ومستقبل البلاد؟
** الرئيس: هدفنا من العاصمة الإدارية ومدن العلمين وشرق التفريعة والإسماعيلية الجديدة والسويس الجديدة ومدن الصعيد الجديدة في بني سويف والمنيا وأسيوط وقنا هو إيجاد متنفس للكتل السكانية من خلال تخطيط عمراني مناسب في مناطق لا صلة لها بالأرض الزراعية. ولو تكلمنا عن العاصمة الإدارية فإن الغرض منها تخفيف الضغوط المتزايدة علي القاهرة يوما بعد يوم عندما نخرج بمباني الحكومة منها إلي العاصمة الإدارية ومعها مباني البرلمان وحي المال والأعمال والسفارات وغيرها وبذلك نكون حولنا أرض الجبل والصحراء التي لا يساوي المتر فيها شيئا الآن إلي قيمة حقيقية بحد أدني ألف جنيه للمتر وإذا قلنا ان اجمالي الأرض في هذه المدن يبلغ 2.1 مليار متر مربع يكون اجمالي القيمة أكثر من تريليون و200 مليار جنيه ولنا أن نعلم ان قيمة كل المشروعات الكبري ومشروعات الطرق ومحطات الكهرباء والموانئ وغيرها كانت تقدر في البداية بنحو تريليون و400 مليار جنيه ونجحنا في تخفيض التكلفة إلي تريليون و40 مليار جنيه بحسن إدارة الموارد وضبط الأداء والمتابعة الدقيقة.
اذن قيمة الأرض التي أضفناها إلي أصول الدولة في العاصمة الإدارية والمدن الجديدة أكثر من تكلفة المشروعات التي نفذناها أو نقوم بها.
* ننتقل إلي دور القوات المسلحة في المشروعات الكبري.. هل صحيح أن هذا الدور يطغي علي نشاط الشركات العامة والخاصة. كما يردد بعض رجال القطاع الخاص؟
** الرئيس: أولاً: رجال الجيش ليسوا أنفاراً يعملون في البناء. إنما هم مقاتلون.
ثانيا: دور القوات المسلحة هو إدارة عمل شركات المقاولات وهي ليست شركة تشييد إنما هي عقل يدير العمل ويشرف علي التنفيذ وفق الجداول الزمنية المحددة بهدف سرعة الإنجاز بأفضل جودة وأقل سعر.. يكفي ان أقول ان هناك ألفي شركة من الشركات الخاصة وشركات قطاع الأعمال تعمل في المشروعات التي يجري تنفيذها علي أرض مصر بإشراف القوات المسلحة.. بل إن أنفاق القناة في الإسماعيلية وبورسعيد تنفذها تحالفات من شركات عامة وخاصة بالتعاون مع الخبرة الألمانية.. والقوات المسلحة تراجع عمل المقاولين ولا يتم تسليم أي مشروع إلا بعد التأكد من سلامة تنفيذه بمعرفة لجان من الرقابة الإدارية والهيئة الهندسية والكلية الفنية العسكرية والجهات المعنية بكل مشروع لتلافي أي ملاحظات.
ويجب أيضا ألا ننسي دور القوات المسلحة في ضبط الأسعار من خلال جهاتها المختصة التي تستورد اللحوم الحية والمجمدة والدواجن دون وسطاء وبأسعار أقل لتسهم في محاصرة الغلاء وضبط الأسواق والتخفيف عن المواطنين ومازلنا لم نصل بعد للطاقة القصوي التي نستهدفها في هذا الاتجاه بتوفير الزيوت والسكر والألبان والأرز.
ولابد أن نعلم أن الاعتمادات المخصصة للقوات المسلحة في موازنة الدولة تبلغ نسبتها من 2% إلي 5.2% من الناتج القومي وهي أقل نسبة في دول المنطقة.. وأن ما تقوم به القوات المسلحة من أعمال ومن تحديث للتسليح يتم من خارج الموازنة العامة من خلال حصيلة توفرت لها في موازنتها عن طريق سياسة ترشيد بل تقتير علي مدي 25 عاما مضت من أجل توفير احتياجات خطط التطوير والتدريب والتسليح دون الضغط علي الموازنة العامة للدولة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.