نعيش في عالم غريب ليس له أي علاقة بالواقع مسلسلات تمجد البلطجة والخروج علي القانون ومسلسلات أخري مقتبسة من أفلام أجنبية قديمة.. ومسلسلات تمجد العنف والذبح بالسكاكين ولابناء العشوائيات ومسلسلات اخري تظهر المرأة كراقصة أو داعرة.. وليست امرأة عاملة تكد من أجل تربية أولادها.. ثم كانت مسلسلات اخري تترصد للشرطة وضباطها.. وما الهدف من هذا الهراء الآن.. هل قرر المسئولون عن هذه الموجة الجديدة المؤامرة ضد مصر.. هل المسئولو عن الانتاج قرروا ضرب مؤسسات الدولة بدلاً من الصحافة والبرامج التي يتنطط فيها أراجوزات التوك شو. لقد أزعجني في برنامج بيت العائلة للصديقة المهذبة نجوي إبراهيم التي تخرج علي يديها أجيال من الشباب الآن كانوا يشاهدون برامج الأطفال ويتعلمون منها قيم السلوك الإيجابي والأخلاق والمثل والقدوة من خلال شخصيات تاريخية أثرت في مسار مصر.. أزعجني وأقلقني جداً أن تستضيف الاسطورة محمد رمضان وتسأله عن البدلة التي يرتديها بآلاف الجنيهات من اختارها له أو السيارة التي اشتراها بالملايين وفي نفس الوقت تقدم محمد رمضان كقدوة للشباب.. كيف وهو في مسلسلاته عبده موته يقتل ويستخدم كل السكاكين في معاركه وفي مسلسله الاسطورة يقدم نموذجاً لشاب ظلم فأصبح خارج عن القانون ويقوم بالنصب والزواج اكثر من مرة وتجارة المخدرات ياعجبي أن تقدمه "نجوي إبراهيم" كقدوة ومثل علي ماذا ياست نجوي التي تخرج علي يديها شباب ليتصف بالفضيلة هل أجبرت نجوي إبراهيم من معدي برنامجها علي تقديمه. ولكن أندهش كثيراً لأن هناك صحيفة قومية منحته درع المؤسسة علي دورة في تخريب عقول الشباب كل هذا يحدث ثم المفاجأة رفض اطلاق اسم فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية علي احدي المدارس لأن أولياء الأمور قدموا بلاغ بقضية في المحكمة وتم سحب الأسم. ماذا يحدث هل أصبحت المرأة فعلاً في مكانه دونية عند الرجل وبالذات الفنانة المحترمة التي قدمت أفلام أبيض وأسود منذ الخمسينيات كلها تعتبر قدوة للمرأة المصرية بداية من الاستاذة فاطمة المحامية القادرة علي تحقيق العدالة بصورة محترمة للمرأة المصرية 1953 أي منذ 63 عاماً. بعدها نجحت المرأة في اثبات كفاءتها وفي تولي المناصب القيادية فاتن حمامة صاحبة أفلام أريد حلاً الذي يبحث عن حقوق المرأة في قانون الأحوال الشخصية. وفعلاً حصلت عليها بعد ذلك في عهد الرئيس أنور السادات وقدم قانون جديداً للأحوال الشخصية. فاتن حمامة صاحبة فيلم "أفواه وأرانب" الذي يدعو في قصة جميلة إلي تنظيم الأسرة لكي تستطيع الأم أن تربي أولادها أحسن تربية. فاتن حمامة التي قدمت أفلاماً عديدة أبيض وأسود كل فيلم رسالة قومية لإصلاح المجتمع بلا ابتذال أو دعارة أو رقص. بل أفلاماً محترمة تنشد فيها مجتمعاً به نهضة. تدعو للعدالة الاجتماعية حتي في ظهورها في أفلام وهي تمثل بنت الحارة المصرية التي تكافح من أجل اسرتها. هل يتصور أحد أن هذه الفنانة العظيمة ينكر عليها بعض الأهالي اطلاق اسمها علي مدرسة.. في عصر تقدم فيه الراقصات والممثلات في أدوار تدعو للخجل.. بل يمجدون أصحابها من خلال برامج تليفزيونية يتعلم منها ابناؤنا الجريمة.. والمخدرات والمعارك. المرأة أو الأسرة المصرية تواجه الآن معركة حياة أو موت في تعليم وتربية الابناء. ونحن نجر المرأة للخلف لا ليس الخلف.. لأن وضع المرأة في السينما المصرية والمسلسلات كان محترماً وكانت تعلم الفضيلة في الأدوار المختلفة للمرأة كعاملة.. وموظفة.. وحتي كخادمة كانت تقدم بشكل محترم للغاية. وهناك شيء يبشر بالخيرعندما رفضت الرقابة فيلماً الآن أرجو ألا تكون حدثاً فردياً. وأن تفرض الرقابة قيوداً علي الأفلام التي تفسد الذوق العام وتفسد أخلاق أولادنا ولا نختفي وراء الجملة التي يرددها المنتجون "الجمهور عايز كده".