شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس الاحتفال بالذكري الأولي لافتتاح قناة السويس الجديدة. والذكري الستين لتأميم قناة السويس. بحضور الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب. والمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء. والمهندس إبراهيم محلب مساعد الرئيس للمشروعات القومية والاستراتيجية. والفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي والفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس. وعدد من الوزراء. ولفيف من كبار رجال الدولة والشخصيات العامة والإعلامية. وقد شاهد الرئيس فيلما وثائقيا عن قناة السويس وتاريخها بعنوان "شعب ينتصر". استعرض حفر القناة بمساهمة مليون مصري حتي تم افتتاحها في 17 نوفمبر 1869 لتساهم في رخاء الإنسانية عبر تسهيل حركة التجارة والعبور بين دول العالم المختلفة. إلي أن تم تأميمها في يوليو 1956. وما شهدته من أعمال تطهير وإعادة افتتاح في عام 1975 بعد انتصارات حرب أكتوبر. فضلا عما شهدته من أعمال للتطوير حتي افتتاح القناة الجديدة في 6 أغسطس 2015 لتقدم مصر هديتها إلي العالم وتحقق إنجازا كبيرا في وقت قياسي ليساهم في عملية التنمية الشاملة. كما شهد الرئيس مرور سفن الحاويات العملاقة من قافلتي الشمال والجنوب من عدد من الدول وعبرت القناة عدة قطع بحرية شملت الفرقاطة "تحيا مصر" من طراز "فريم" وحاملة المروحيات "جمال عبدالناصر" من طراز "ميسترال". فضلا عن عدد من لانشات الصواريخ. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس ألقي كلمة وجه خلالها التحية والتقدير لشعب مصر بمناسبة الاحتفال بالذكري الستين لتأميم قناة السويس وكذا الذكري الأولي لافتتاح قناة السويس الجديدة. حيث تحدث الرئيس عن دعاوي التشكيك والإحباط التي يحاول البعض بثها في نفوس المصريين من خلال التشكيك في الإنجازات التي يتم تحقيقها. ونوه الرئيس إلي أن كافة الإنجازات التي تم تحقيقها لم تسلم من محاولات التشكيك المستمرة مثل التشكيك في العوائد الاقتصادية لمشروع قناة السويس الجديدة. وذلك علي الرغم مما أوضحه الفريق رئيس هيئة قناة السويس من أن القناة الجديدة نجحت في تحقيق زيادة في إيراداتها بنسبة 4% بالدولار الأمريكي و6% بالجنيه المصري خلال العام المالي 2015/2016 مقارنة بذات الفترة من العام المالي الماضي. وذلك علي الرغم من انخفاض حركة التجارة العالمية خلال عام 2015 بنسبة 14% عن عام .2014 وأضاف الرئيس أن دعاوي التشكيك طالت كافة المشروعات القومية مثل مشروعات الكهرباء ومشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان ومشروع شبكة الطرق القومية ومشروع تنمية سيناء. وأكد الرئيس أن الهدف من تلك الدعاوي ضرب إرادة الشعب المصري وتحطيمها. مشددا علي ثقته في وعي الشعب المصري وقدرته علي مواجهة دعاوي التشكيك والإحباط ومواصلة مسيرة التنمية والتقدم. ومؤكدا علي أهمية التكاتف والاصطفاف الوطني. وأكد الرئيس أن محاولات ضرب السياحة المصرية ومحاصرة الاقتصاد المصري تضاعف من صعوبة ودقة المرحلة التي تمر بها مصر. موضحا أن عملية البناء تكون دائما صعبة وتحتاج إلي جهد وصبر وإرادة لا تلين ونوه الرئيس إلي أن الفترة المقبلة ستشهد افتتاح مزيد من المشروعات القومية. موضحا أن حجم ما تحقق من إنجاز كان يحتاج إلي فترة زمنية تتراوح فيما بين 10 - 15 عاما. وأكد أن مصر تتغير للأفضل بفضل جهود أبنائها الذين يصرون علي تحقيق مستقبل أفضل. والذين لن يتمكن أحد من إحباطهم. وأشار الرئيس إلي أن محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها بالأمس فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية سابقا كانت تستهدف النيل من احتفال المصريين بالذكري الأولي لافتتاح قناة السويس الجديدة وإنجازها في زمن قياسي. ولكن إرادة الله أبت إلا أن تحمي مصر ورموزها الأجلاء ومكنت المصريين من الاحتفال بإنجازهم. وشدد الرئيس علي أن إرادة الله سبحانه وتعالي تساند دوما العمل والبناء والتنمية والتعمير. وأكد الرئيس أهمية التفرقة بين النقد البناء والنقد الهدام. داعيا إلي مزيد من التواصل بين المسئولين والمواطنين للتعريف بالجهود التنموية بشفافية كاملة والحيلولة دون محاولات التضليل والتشكيك. ووجه الرئيس الشكر للقوات المسلحة ولكافة الشركات المصرية والعاملين جميعا سواء في مشروع حفر الأنفاق الذي تنفذه 4 شركات مصرية أو في جميع المشروعات القومية التي يجري تنفيذها علي كامل التراب الوطني. مؤكدا أن النصر حليف دائم لدعاة البناء والإصلاح والقائمين عليه. وقد دعا الرئيس في ختام كلمته الحضور إلي الوقوف دقيقة حدادا علي روح فقيد مصر العالم الجليل الدكتور أحمد زويل. ونوه الرئيس إلي أن تكلفة مشروع جامعة زويل تبلغ 4 مليارات جنيه. موضحا أن الفقيد الراحل نجح في توفير 300 مليون جنيه لتمويل المشروع. ومنوها إلي أن التبرع لصالح المشروع سيكون متاحا من خلال صندوق تحيا مصر. أخذا في الاعتبار أهمية المشروع كصرح علمي كبير يتيح مجالات أوسع لمزيد من المعرفة والتكنولوجيا للطلاب المصريين. وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس كان قد كرم عددا من الرموز الوطنية التي كان لها دور محوري في تاريخ قناة السويس. وفي مقدمتهم اسما الزعيمين الراحلين جمال عبدالناصر وأنور السادات. والفريقان محمد عزت عادل. وأحمد فاضل الرئيسان السابقان لهيئة قناة السويس. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس كان قد استمع إلي كلمة رئيس مجلس الوزراء التي تضمنت استعراضا لجهود تنمية مناطق تنمية قناة السويس بما تشمله من موانئ بحرية وطرق ومناطق صناعية وأنفاق وتجمعات سكنية. كما استمع إلي كلمة الفريق رئيس هيئة قناة السويس التي استعرض خلالها الزيادة التي حققتها إيرادات قناة السويس علي الرغم من انخفاض حركة التجارة الدولية. كما عرض خلالها للجهود التنموية التي تقوم بها هيئة القناة لبناء المستشفيات ومراكز علاج الفيروسات وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة. كما سلم الرئيس المصحف الشريف كهدية تذكارية. وقد تفقد الرئيس عقب ذلك مشروع مدينة الإسماعيلية الجديدة وما يتضمنه من وحدات سكنية مختلفة تشمل الخدمات والمرافق. ويمثل المشروع إطلالة جديدة للتنمية العمرانية شرق القناة. حيث تقام المدينة علي أحدث النظم المعمارية والهندسية. وتعد أول مدينة تعتمد علي مصادر الطاقة المتجددة بجانب المصادر الكهربائية. كما ستكون أول مدينة علي مستوي المحافظات في الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة. كما تفقد الرئيس نادي الفيروز الاجتماعي بالمدينة وما يضمه من حدائق ومبان وساحات انتظار للسيارات.