الإعلام في أي دولة في العالم هو منبر الحرية وصوت الشعب وفكر الحكومة ونبض المجتمع فإذا نجح في القيام بدوره الحقيقي علي أكمل وجه واثبت وجوده كانت الدولة آمنة ومستقرة مرفوعة الرأس فيزداد الشعور بالانتماء والولاء والتفاخر والاحترام. ايضاً الدراما ينطبق عليها نفس الكلام والإعلام له دور هام وهو أداة للتوعية وبناء العقول وليس آلة للهدم أو تجريف الثوابت المصرية الوطنية منها القيم والأخلاق والدين والتربية. قد يستغرب البعض عند قراءة هذا الكلام وخصوصاً ان أزمة نقابة الصحفيين ينتابها الهدوء وكذلك قانون الإعلام وتشكيلات الدور الصحفية. ولكن تذكرت هذا اليوم في احتفالية المجلس القومي للسكان بمنح جوائز للصحفيين الذين تفوقوا في مجال الكتابة الصحفية أو في مجال الإذاعة ومجال التليفزيون. ودور الإعلام مهم جداً لحل مشاكلنا القومية العديدة مثل محو الأمية وتنظيم الأسرة والتنمية وحل العشوائيات وغلاء الأسعار والمشاكل الاقتصادية بوجه عام. هكذا أكدت أكثر من مرة د.مايسة شوقي نائب وزير الصحة للسكان من خلال حواراتها كلها وهكذا عظم أمس د. طارق توفيق المقرر الجديد للمجلس القومي للسكان دور الإعلام. وقد شعرت هذا الأسبوع بالفخر لصحيفة الجمهورية التي قضيت فيها تقريباً عمري كله عندما تم الاشادة بالاستاذ فهمي عنبه رئيس التحرير للمبادرة التي قام بها وهي تخصيص أول صفحة للسكان التي قدمها كمنوذج جديد تقتدي به جميع الصحف سواء القومية أو الخاصة. وقد تم تكريم كل من رئيس التحرير بدرع المجلس القومي للسكان وهو يمنح للشخصيات الرائدة التي تلعب دورا في مجال السكان وقد تم ايضاً الحصول علي جائزة مالية وشهادات تقدير لكل من سعيد الفرماوي رسام الكاريكاتير المعروف لاسهامه برسوم طوال عام وستة شهور لصفحة السكان والمستقبل وحصل كل من الزميلات اللاتي يقمن بعملهن علي الوجه الأكمل في هذه الصفحة المتخصصة وكان من نصيبهن الجائزة هبة الشرقاوي وأزهار عبدالقادر وكاتبة هذه السطور. كذلك تم في هذا اليوم تسليم الجوائز للفائزين في مسابقة راديو مصر وهي عن أهم الشخصيات التي تناولت موضوع تنظيم الأسرة وقضايا الشباب والعنف ضد المرأة والطفل والصحة العامة كلها موضوعات للتوعية بعنوان "اسمه ايه" والمسابقة كتبها ماهر مصطفي وقدمتها الإذاعية هدي عبدالعزيز. المهم ان هناك حراكاً في المياه الراكدة لجعل المشكلة السكانية تظهر علي السطح بشكل جديد وهذا بالطبع هو دور الإعلام توعية الناس وتغيير بعض العادات والتقاليد والعرف التي تضر المجتمع وبعيدة كل البعد عن أصول الإسلام وتناول المشكلات التي تواجه حل هذه القضية في مصر لان الأزدحام أصبح لا يطاق والتنمية مازالت لم تصل إلي أضعاف الزيادة السكانية وخصوصاً ان في هذا الزمان لم يعد هناك أفلام أو دراما تنشر الوعي أين هي أفلام زمان مثل أفواه وأرانب لفاتن حمامة وفيلم "اريد حلا" لحسن شاه وايضاً فاتن حمامة وهي تحاول إصلاح قانون الأحوال الشخصية ثم الاستاذة فاطمة في الستينيات عن عمل المرأة كمحامية ولم تكن الفكرة يستسيغها الرجال. والعجيب ان أكثر تلك الأفلام للفنانة فاتن حمامة التي لم تقدم أبداً اسفافا في أفلامها نريد من الفنانات ان تكون الراحلة فاتن حمامة قدوة لبعض الفنانات المعروفات لتظهر أفلام تحمل رسالة قومية. أعود مرة أخري نحن نستطيع ان نرتقي بالاعلام السكاني لوعرف كل أعلامي دوره للانتماء للوطن وأصبح لديه وعي وضمير بضرورة العمل علي حل مشكلات مصر الهامة التنمية- المحليات- محو الأمية- المشكلة السكانية. وضروري جداً استمرار الحملات الإعلامية وضروري ان يجد الإعلامي في الواقع أحداثاً ونشاطاً يشجعه علي العمل المستمر.