الاسم: طاهر الفخراني الوظيفة: ضابط شرطة.. مدير وحدة مرور إيتاي البارود - محافظة البحيرة. هذا الضابط لا أعرفه ولم يقدر لي مقابلته أو التعامل معه أو الاتصال به.. لكن كلما سافرت إلي بلدتي "نكلا العنب - بحيرة".. كلما سمعت كلاما طيبا عنه يصحح الصورة المغلوطة المرسومة في أذهان كثير من الناس عن ضباط الشرطة وأسلوب تعاملهم مع الجماهير. خلال زيارتي الأخيرة للقرية حدثني أحد الأصدقاء عن "طاهر الفخراني" ضابط الشرطة "النموذج" وطلب مني الذهاب متخفياً إلي وحدة المرور التي يعمل بها.. وهي بطبيعة الحال وحدة مزدحمة للغاية حيث تغطي مركزاً بأكمله يزيد عدد سكانه علي ثلاثة ملايين مواطن وتسير السيارات علي طرقه الرئيسية والفرعية كخلايا النحل. قال صديقي: زيارة واحدة تكفي لكي تقف بنفسك علي أسلوب تعامل هذا الضابط مع الجماهير الغفيرة التي تتردد علي وحدة المرور وكيف يطلب من المواطنين واحدا واحدا أن يقضي مصلحته في الإدارة وينتهي من المهمة التي جاء من أجلها دون أن يفكر في تقديم "رشوة" أو "إكرامية" لأحد من العاملين بها.. ومن يشعر بتراخي الضابط أو الموظف أو الأمين أو المجند في التعاون معه وإنجاز مهمته بالسرعة والكفاءة المطلوبة يعود إليه فوراً لكي يصطحبه إلي حيث يوجد الموظف المتراخي عن أداء مهامه أو الذي يعقد الأمور دون أن يستدعي الأمر ذلك ويأخذ له حقه. هذا الإخلاص في العمل والتفاني في خدمة المواطنين ومواجهة كل صور الفساد دفع قيادات الشرطة في البحيرة إلي الاستجابة لمطالب الجماهير وإعادة هذا الضابط المحترم إلي إدارة مرور إيتاي البارود بعد نقله إلي إدارة أخري. بالتأكيد.. هناك مئات من ضباط الشرطة الذين يعملون بحماس ووطنية وشفافية طاهر الفخراني ولكنهم لم يستطيعوا أن يوصلوا رسالتهم للمواطنين كما فعل هذا الضابط الذي يتحدث عنه كل من يتعامل معه من الناس - وأغلبهم بسطاء - بكل حب واحترام وتقدير لما يفعله أو يتخذه من إجراءات تعطي لكل ذي حق حقه وترسم صورة مشرقة لضباط الشرطة وتصحح صورتهم المغلوطة في أذهان كثير من الناس. من واجب كل ضباط الشرطة أن يكونوا عند حسن ظن الناس بهم ليؤكدوا عملياً أن "الشرطة في خدمة الشعب" وأن ضباط الشرطة من صفوفهم وحريصون علي مصالحهم وليسوا بالصورة السيئة التي تجسدها لهم الجماعات الخارجة علي القانون والعناصر الفوضوية التي تملأ الدنيا صراخا وضجيجا مع كل تجاوز فردي من ضابط أو فرد شرطة لتضع الجميع في السلة السيئة وتشوه صورتهم وتلحق بهم كل المصائب. منذ أيام اتصل بي أحد الأصدقاء يسألني عن "واسطة جامدة" لكي يلحق ابنه بكلية الشرطة ومستعد أن يدفع من ألف لمائة ألف لمن يساعده في تحقيق حلمه بإدخال ابنه كلية الشرطة؟ بعد أن تخلصت من الصدمة سألته: لماذا غير رأيه في الشرطة؟ وكيف يلحق ابنه بجهاز سبق وهتف ضده مع الفوضويين؟ وكيف يختار لابنه الوحيد العمل مع البلطجية؟ رد علي بخجل: يا صديقي العزيز: كل مهنة فيها الصالح والطالح وأنا لم أهتف ضد ضباط الشرطة الشرفاء الذين يخدمون الوطن ويضحون بأرواحهم من أجل أن نعيش نحن في أمان.. لكن هتفت ضد الفاسدين والمنحرفين!! سألت: هل مهنة التجارة التي تعمل بها ليس بها غشاشون ومحتكرون ونصابون.. فهل نخرج جميعاً إلي الشوارع لنهتف ضد التجار الذين يتسابقون في رفع الأسعار ويبيعون لنا سلعا "مضروبة" ويستنزفون ما تبقي في جيوبنا.. ثم ختمت عتابي له ساخراً "تسعيرة كلية الشرطة الآن 300 ألف" فرد علي بكل تلقائية: كتير.. شوف لنا حد يأخذ نصف المبلغ ويكون مضموناً!! هكذا تختلط الأوراق في أذهان كثير من المواطنين عن الشرطة والعاملين فيها.. هم لا يصدقون ان هذه الكلية لا يدخلها طالب الثانوية إلا بعد تحريات دقيقة للغاية عنه وعن أسرته وكل من يرتبط بهم من صلة قرابة حتي ولو كانوا من الأموات.. لا يدخلها أحد إلا بعد "فلترة" دقيقة للغاية والوقوف علي حالة أسرته الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية فضلاً عن المجموع والسمات الشخصية لكي تضمن الكلية له عوامل الاستقرار بعد تخرجه حيث لا يكفية راتبه وتتكفل أسرته بالإنفاق عليه وعلي أسرته مدي الحياة. كل أسرة يعمل ابن لها في وزارة الداخلية تداين الوزارة بمئات الآلاف من الجنيهات التي أنفقتها علي ابنها منذ التحاقه بالكلية وبعد تخرجه لكي تساعده علي حياة نظيفة وتضمن له الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في ظل دخل متدن لا يكفي ضابط الشرطة لنصف الشهر.. وربما لربع الشهر.. صححوا مفاهيمكم المغلوطة عن الشرطة والعاملين بها.