لست مع تطبيق الخطبة المكتوبة لاسباب ذكرتها في مقالين سابقين لكن بيان هيئة كبار العلماء الذي يتعلق برفض تطبيق الخطبة المكتوبة باعتبار الازهر هو المسئول دستوريا عن الدعوة في مصر استوقفني فيما يتعلق بالحديث عن وعاظ الازهر فبدا ان المقصود هو التهوين من مستوي الامام وجهود الاوقاف في تطوير أدائه ووضع البرامج والاليات للارتقاء بمستواه العلمي ومهارات الاداء وهو أمر ازعجني كمتابع وكمؤمن بأن العمل الدعوي الجاد هو سبيلنا لعلاج الجهل بجوهر هذا الدين من قبل بعض المتحمسين له فيسيئون إليه من حيث اتجاههم إلي نصرته. اما مبعث انزعاجي فيتمثل في الاشادة باداء الوعاظ في غير محله فبدا البيان في جزئه هذا وكأنه حلقة في صراع قائم بين جهتين متعارضتين تذري إحداهما من امكانيات الاخري وليس الامر السعي إلي تصويب خطأ رأته. لذا فإنني وجدتني مدفوعا للتوقف عن توضيح رأي المعارض للخطبة المكتوبة للحديث عن جهود متراكمة في تطوير الاداء ليست هي مبلغ المني ولكن من الانصاف ألا يتجاهلها المتحدث خاصة وانه التفت إلي الاشادة بجهود الازهر ووعاظه وهو أمر يحتاج إلي كلام في مقال آخر. ان المتابع لجهود المخلصين من أيام الراحل الجليل الشيخ الغزالي حيث وضع جدول الدروس بالمسجد فيما بين المغرب والعشاء بطريقة أشبه بالمدرسة التي تدفع المدرس إلي الاستمرارية في القراءة في علوم مختلفة وتمنح مرتادي المسجد ثقافة صحيحة في الفقه والتفسير والحديث والسيرة مرورا بالراحل الدكتور الاحمدي أبوالنور الذي رفع شعار كفاية الامام ماديا وعلميا فحاول زيادة دخله باعتباره اعلاميا. كما قرر الا يضم مسجدا دون سكن للامام ثم الدكتور محمد علي محجوب متعه الله بالصحة الذي أضاف علي جهود سابقية الشيء الكثير فأقام مستشفي الدعاه وكان يبتكر الحجج "إن صح التعبير" لمنح الائمة المكافأت وحثهم علي الاجادة. حتي اصبحت زيارة المحجوب لمديرية من المديريات صرف مكافأة للعاملين فيها كما كان صاحب فكرة التدريب العلمي والمنظم للائمة فضلا عن اقامة مسابقة القران العالمية وتكريم قدامي الائمة في احتفال المولد النبوي. ثم كان الدكتور محمود حمدي زقزوق الذي ارتقي ببرمج التدريب واستطاع ان يحدث طفرة واضحة في مستوي امام الاوقاف من خلال تعيين الائمة بمسابقة قدمت للعمل الدعوي عددا كبيرا من نجوم الدعاة ان صح هذا التعبيربل انه دفع بمجموعة نابهة من شباب الدعاة إلي كبريات. المساجد اثبتوا جدارتهم وصاروا الان نجوما في مجالهم. وما كان يستطيع انجاز هذا النجاح الا بجهد سابق للامام الاكبر جاد الحق الذي نشر الكتاتيب في انحاء مصر وأحيا المصدر الاساسي لطلاب الازهر المؤهلين لتلقي علومة كما دعت الطبيعة الفلسفية للدكتور زقزوق إلي وضع مجموعةمن الموسوعات العلمية من خلال عمل جماعي جيد. كما رفع المستوي المادي للائمة بحافز بلغ 200 جنيه وكان رقما جيدا في حينه حتي وصلنا إلي الدكتور محمد مختار جمعة الذي يحاول الاضافة علي جهد سابقية والستطاع ان يقنع الدولة بمنح الامام 1000 جنيه زيادة تعينه علي اعباء الحياه كما اقام مسابقة للمجيدين للغات من ابناء الازهر ليتحملوا هم مسئولية الدعوة بالخارج لكي يكون المبعوث مفيدا عارفا بثقافة ولغة من يتعامل معهم واعتقد ان لهذا الامر نتائجه الجيدة في قابل الايام. كما تفاعل في عمله الدعوي بمنطق الامام المشتبك دائما مع جمهورية. وليس بمنطق الاكاديمي الذي يحسب حساباته دائما. انني لا أحصي الجهود التي جعلت امام الاوقاف بهذا المستوي الذي أراه وأتابعه وهو امر جيد لكن الامل في المزيد قائما. اقول: انني لا احصي الجهود المتتابعة وانما اخترت علامات فقط تؤكد ما اقول وتدعو هيئة كبار العلماء ألا تتجاهل مستوي الائمة.