وزير التربية والتعليم.. بحسب تصريحات منسوبة إليه.. قرر الاستعانة بأساتذة جامعات أجلاء للنظر في تطوير المناهج.. فلماذا لم يستعن معهم بالخبراء التربويين وما أكثرهم في وزارته رغم أنهم الأكثر دراية بكوارث المناهج الحالية التي وضعها أساتذة جامعات أيضاً؟.. هل يري أن الميدان التربوي لا يوجد به من يصلح لهذه المهمة؟.. إن كانت الإجابة بنعم فهذا يعني أن مستقبل أبنائنا في أيدي من لا يجب أن يؤتمنوا عليه.. ويجب الاستغناء عن خدماتهم والاستعانة بأساتذة الجامعات للقيام بمهامهم جنباً إلي جنب مع تطوير المناهج. والأمانة تقتضي أن نطرح نفس السؤال علي رئيس مجلس الوزراء: لماذا اختيار وزراء التربية والتعليم والصحة وآخرين.. من بين أساتذة الجامعات وليس من العاملين في الوزارات المعنية.. لماذا لم يقم باختيار وزير تربية وتعليم من بين العاملين في الوزارة.. ولماذا اختار أستاذاً جامعياً لتولي حقيبة الصحة رغم وجود كوادر عالية المستوي في الوزارة نفسها نذكر منهم علي سبيل المثال لا الحصر قيادات في قطاع التأمين الصحي الذي يستحق عن جدارة وصف قطاع طب الغلابة.. نجحوا حتي الآن في الصمود وتقديم قدر مناسب من الخدمات الصحية رغم عمليات التعطيش والتجويع التي يتعرض لها القطاع.. حتي أصبح ينطبق عليه المثل الشعبي "الشاطرة تغزل......" وشاطرة التأمين الصحي تعالج أكثر من نصف شعب مصر بإمكانيات لا تكفي لعلاج عُشر الشعب.. وأطباؤها هم الأدني أجراً علي الإطلاق رغم أنهم الأكثر عملاً وإنتاجاً وتفانياً في الغالب الأعم؟ وزير من خارج الوزارة.. يحتاج إلي شهور حتي يعرف أسرارها ويتعرف علي إمكانيات العاملين فيها.. وقد يضطر للاستعانة بمن يعرفهم من زملاء العمل الجماعي.. لنجد أنفسنا أمام نموذج مؤسف مثلما حدث في الصحة من أستاذ كان فاضلاً في الجامعة وأصبح مرتشياً في الوزارة وسبب حرجاً هائلاً للوزير رغم أنه هو من أبلغ عنه. لقد شاءت المصادفة أن أجلس مع عدد من التربويين الذين أفنوا عمرهم في دهاليز الوزارة ومناطقها وإداراتها ومدارسها.. استمعت منهم إلي تشخيص دقيق لمشاكل نظامنا التعليمي العام.. ووجدت عندهم أفكاراً تستحق الدراسة تكفي لحل معظم مشاكله وعلي رأسها كارثة الثانوية العامة وامتحاناتها المعيبة ونظام التنسيق الهزلي العبثي.. فلماذا الإصرار علي تجاهل من يعرف واللجوء إلي من لا يعرف لنصل إلي ما نحن عليه الآن من تخبط وتدني الإنجاز؟