وحوش الكترونية صغيرة تختبيء في الشوارع والميادين والمنازل يجري وراءها أطفال وشباب وكأنهم فقدوا عقولهم حتي أن بعضهم فقد حياته بضربه من سيارة أو الوقوع من منحدر خطر. أثناء المطاردة يكشف الصياد عن معلومات هائلة عن نفسه وهاتفه بفعل استخدام خواص "جوجل" وخرائط الأماكن والمثير أن مستخدمي هذه اللعبة تفوقوا علي مرتادي "تويتر" فقد حققت اللعبة في أول يومين 5.7 مليار دولار أرباحاً للشركة مما يطرح حولها عدد كبير من التساؤلات أولها ما أعلنته الاتصالات المصرية أن مثل هذه الألعاب تهدد بيانات المستخدمين وحيث أن مصر تمارس عليها الأن حروب الجيل الخامس ويمثل الفضاء الالكتروني فيها رأس الحربة بدأ البعض يتخوف من "البوكيمون" لتصويرها أماكن حساسة فيما رأي البعض فيها مجرد لعبة الجديد فيها الحركة ومزيد من الاثارة. اسرائيل والصين كانت سباقتين في منع اللعبة بعد أن أكد الخبراء أن هناك جانباً خفاً دائما في التكنولوجيا وهناك تطبيقات وبرامج داخل الألعاب تقوم بأعمال أخري. ولأن المنطقة العربية ومصر منها شعوب مستهلكة للتكنولوجيا وبالتالي نسبة الأمية الالكترونية مرتفعة.. وحيث أن موقع اللعبة لم يعد يقبل مشتركين جدد تحول الشباب العربي لقرصنتها عبر موقع جوجل الذي يخزن المعلومات عن صاحب الهاتف ومكان عمله وسلوكياته مما يوجب أن ينشط خبراء الجريمة الالكترونية لكشف ما وراء هذه اللعبة وغيرها خاصة أن هناك ألعابا أكثر خطورة "كالجاتا" و"السيمنز" ظهرت في نهاية التسعينيات وكلها تعتمد العنف طريقا للإثارة حيث تعلم الشباب تصنيع المتفجرات والهروب من الشرطة والتصدي لها وعدم احترام مؤسسات الدولة والصدام معها فضلا عن ضرب القيم الأخلاقية في السلوك اليومي واعتبار الجريمة والسرقة نوعا من الشجاعة وعدم احترام القانون حرية تعبيراً عن الرأي ولعل هذه الألعاب التي يزخر بها موقع "جوجل" العالمي كانت تتنبأ وتعد الشباب لما سيحدث من ثورات الربيع العربي بكل ما حوته من تدمير وكلنا نتذكر وائل غنيم أدمن صفحة خالد سعيد التي فجرت ثورة 25 يناير وموقعه الحساس في شركة جوجل بدبي ثم ما اتضح بعد ذلك من ارتباطه بالتنظيمات العالمية المتطرفة وعلاقاته المتشعبة بالغرب وأمريكا. إذن الألعاب الالكترونية هي الطرف الغائب في معادلة غسيل أدمغة الشباب والذي لم يلتفت اليه خبرائنا حتي الآن رغم أن الكمبيوتر أصبح في يد كل طفل فهي تجردهم من قيم مجتمعهم وتزرع فيهم العنف وتجهزهم في الفضاء الافتراضي للواقع القادم ولا عجب بعد ذلك أن نجد شبابا مستعدين لتقبل أفكار الفوضي الخلاقة وخفايا حروب الجيل الرابع والخامس بلا أي مقاومة.. ولا يجب أن ننظر لأي جديد في الفضاء الافتراضي باستهانة فقد دفعنا ثمنا غاليا لأشياء صغيرة أهملناها.. وعلينا أن نعي الدرس.