تكتب ¢بهية طلب¢ طوال الوقت بدفء عن وجع وارتباك وذكري. تكتب عن الحب وحكاياته. عن الأنثي في قلبها التي تقف في مواجهة العالم محاولة فهمه. هي التي بدأت بديوان ¢اعترافات عاشقة قروية¢ منذ أكثر من عشرين عاما حتي ديوانها الأخير ¢ قبل هروب أنجلينا جولي ¢. * حدثيني عن البداية لماذا الشعر؟ * لماذا الشعر! لم أختر كتابة الشعر بل هي التي اختارتني فقد أخذت وقتا طويلا لأعرف ان ما أكتبه يسمي شعرا وخاصة أنه لم يكن ينتمي لأشكال الكتابة الشعرية الموجودة في الكتب المدرسية التي كانت مقررة علي رؤوسنا تحمل أشكالا هندسية أكثر مما تحمل من روح للشعر أعتقد أن الشعر هو الذي اختارني فأبي كان يحفظ كثيرا من المواويل وبعض مقاطع من السير الشعبية هو وجدي وكانا دائما الترديد لهذه الجمل التي تندس في الروح وتعبث فيها وتترك سؤالا ربما يحتاج الكتابة فكان الشعر بداية كتقليد لما أسمعه وأحسه جميلا. * منذ أول ديوان ¢اعترافات عاشقة قروية ¢92 وحتي ¢ ديوان ¢ قبل هروب أنجيلينا جولي ¢ ما الذي تغير فيك علي المستوي الإنساني والفني؟ * حين نشرت أول دواويني اعترافات عاشقة قروية كنت قد جمعت فيه ما كتبته من قصائد أثناء دراستي بالجامعة وكنا مجموعة من الشعراء يجمعنا نادي أدب جامعة المنصورة عماد أبو صالح. محمود الزيات. إيمان مرسال. أمل جمال. صفاء البيلي. أشرف يوسف وكل منا يحاول أن يكتب تصوره عن العالم ولم يكن أيا منا يشابه الآخر في الكتابة وان كنا نتشابه في الوقوف علي أول طرق الكتابة ونجرب وقد جربت الكتابة في قصيدة التفعيلة في ديواني- العاشقة القروية والعشق تميمة جنوبية واكتشفت أنها قصيدة التفعيلة أخذت الكثير مني ولم تفسح الطريق لكتابة أرحب أريدها دون أن ألجأ لحذف حرف أو كلمة ليصح وزنها فاتجهت لكتابة قصيدة النثر وكتبت تفاصيل ضد تفاصيل مع أيام للموتي. تاريخ النعامة. عدسات لاصقة لعبور نهر. قبل هروب أنجلينا جولي كل ديوان من هذه الدواوين كان مرحلة في حياتي ورؤية أوضح للعالم الذي أريد أن أفهمه وكلما تعلمت كلما خصني الشعر بقصيدة. * حتي عام 2007 كنت تفضلين النشر الحكومي ثم تحولت للنشر الخاص.في تقييمك اي تجربة أفضل؟ * لم أكن أهتم بخروج دواويني حين كتابتها لأسجل سبقا فلم يكن يعنيني غير الكتابة ورؤيتي لكتابة فارقة أكتبها ولذلك تركت دواويني للنشر الحكومي الذي كان يتأخر بالسنوات فقد كففت عن النشر مثلا من 1995 منذ ديوان العشق تميمة جنوبية ثم عدت للنشر. 2002 بديوانين شاء لهما القدر أن ينشرا في نفس العام وهما مرحلتين مختلفتين من الكتابة عندي ولم يكن هذا التأخر يضيف الي دعما انسانيا لمواصلة الكتابة فأنا امرأة وام وربة بيت وموظفة وباحثة ولم أر ان علي البحث في المطابع الحكومية وأروقتها لنشر ديوان لي نشرت أول دواويني في النشر الخاص عدسات لاصقة لعبور نهر بمطالبة من دار النشر الخاصة الذي لم يوقف ديواني في طابور الكتب والشعر وطبع الديوان في ثلاثة أشهر وتأخر فقط شهرا لقيام ثورة يناير 2011 ياااااه كم أحسست بأن عبئا انزاح عن مشاعري حين طبع الديوان بهذه السرعة فكررت التجربة في ديوان قبل هروب أنجلينا جولي لأنني أردت أن أتخلص من آثار المرض الذي صبغ كتابتي في هذا الديوان وأبدأ كتابة جديدة ولولا عيوب التوزيع في دور النشر الخاصة لاخترت النشر الخاص دائما. * لك جذور من خارج القاهرة لكنك تعيشين فيها منذ سنوات ما رأيك في فكرة أدباء أقاليم وادباء قاهريين؟ * لا أحب هذه التسميات والتقسيمات لأدباء الأقاليم وأدباء العاصمة الابداع هو الفارق وهو الذي يعول عليه في تقييم اي أديب. * درست الفلوكلور والتراث بشكل أكاديمي هل يؤثر ذلك في شعرك ام انه مجرد عمل؟ * الفولكلور روح أخري أضيفت لي فقد سعيت لمعرفة هذا الابداع الشعبي الذي يثمر في روحي منذ نشأتي وسماعي لأشعار أبي وجدي المحفوظة واكتشاف هذا العالم الثري الذي لابد ان يضيف ابداعيا وانسانيا لكل من يتعامل معه. * قد يري البعض أن ديوانك الأخير تأريخ لإصابتك بالمرض. لكن ملمح كتاباتك عن ذاتك موجود طوال الوقت في معظم قصائدك. أليس كذلك؟ * ليس كل ما كتبته هو ذاتي وأنا لقد عشت في حيوات الآخرين وأضفتهم إلي ذاتي وتحدثت عنهم فأنا شاعرة لا تقرأ الشعر بقدر ما تقرأ الرواية ودائما ما أضيف حيوات لي منها أو من تجاربي الحياتيه وعلاقتي بالآخرين وتأثري بهم وتأثرهم بي فكل من يقرأ لي يجد ملمحا يتقارب معه بشكل أو بآخر حتي ديواني قبل هروب أنجلينا جولي لم أكتب قصائده كلها عن تجربتي المرضية واصابتي بالسرطان ومحاولاتي النجاة منه فقد أسقطت هذه التجربة كل علاقاتي بالحياة والناس وأجبرتني أن أعيد تقييم حياتي ولكن عند الكتابه لم أسقط في فخ البكاء علي ذاتي طوال ديوان كامل بل كتبت عن الحب والثورة وتجنبت الرثاء وتصدير مشاهد البشاعة التي عشتها لقارئ لاذنب له في رؤيتها. * هل نال شعرك ما يستحق من تكريم. وماذا عن حركة النقد؟ * لقد حظيت كشاعرة بدعم كبير في نشر دواويني وحققت تواجدا مؤثرا بين جموع محبي الشعر ومريديه ولكن أعمالي لم تحظي بالنقد الكافي واعتقد ان هذا حال الابداع كله في الوطن العربي سواء كان رواية او شعر او قصة فليس هناك حركة نقدية داعمة للابداع أو حتي لتوضيح سوءاته واصبح النقد علاقات ومجاملات شخصيه لا تقيم فنا ولا ابداعا سواء لي او لغيري. * ما مشاريعك القادمة؟ * تحت الطبع ديوان جديد بعنوان ¢طرق فاشلة لاستعادة الأحبة¢. وأستعد لإصدار كتابين عن دراساتي في مجال الفولكلور عن حكايات الأطفال الخرافية والموال الشعبي.