تشهد تركيا هدوءا حذرا. رغم تأكيد الحكومة فشل الانقلاب العسكري. حيث مازالت ذيول للانقلاب قائمة وسط استمرار جهود السيطرة علي بقايا الانقلابيين فيما دعت الرئاسة التركية المواطنين الي البقاء في الشوارع لمنع أي محاولة تمرد أخري. أشارت الأنباء إلي أن جيوب الانقلاب لم تنته تماما. إذ أن بعض الوحدات العسكرية خارج المدن مازالت طليقة ولم تحدد موقفها الذي يكتنفه الغموض. ذكرت مصادر تركية في أنقرة ان إطلاق نار حدث داخل مقر وزارة الداخلية ورئاسة الأركان. وبعد ساعات قليلة من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعادة السيطرة علي الوضع. تمكنت القوات التركية من إنهاء مقاومة آخر الجيوب الانقلابية بأنقرة. فقد ذكرت وكالة الأناضول أن مائتي عسكري انقلابي كانوا متحصنين في مقر هيئة الأركان بالعاصمة سلموا أنفسهم. كما استسلم نحو 50 جنديا علي أحد الجسور علي مضيق البوسفور في اسطنبول وتركوا دباباتهم رافعين أيديهم في الهواء. في الوقت نفسه. غادر عسكريون انقلابيون آخرون قاعدة اكينجي الجوية بشمال غرب أنقرة ويبدو أن القاعدة استخدمت في الهجمات الجوية التي استهدفت مواقع حيوية بأنقرة من بينها مبني البرلمان مما أسفر عن اصابة 12 شرطيا. وكان مبني البرلمان قد تعرض للقصف ثلاث مرات. في حين أسقط سلاح الجو مروحية للمتمردين. في غضون ذلك أعلنت السلطات التركية تحرير رئيس هيئة الأركان الجنرال خلوصي آكار من أيدي عسكريين انقلابيين كانوا يحتجزونه في قاعدة جوية بضاحية أنقرة. ونقله إلي مكان آمن. كانت السلطات التركية عينت قبل ذلك قائد الجيش الأول أميت دوندار الذي أعلن رفضه للانقلاب قائما بأعمال رئيس هيئة الأركان. وضمن عملية تطهير واسعة في الجيش التركي ارتفع عدد أفراد الجيش المعتقلين الي 1563 في مختلف أنحاء البلاد. كما أصدرت نيابة ولاية قرقلر إيلي شمال غرب تركيا مذكرة اعتقال ضد قائد اللواء 55 مشاة الجنرال بكر كوجاك. في إطار التحقيقات بالمحاولة الانقلابية الفاشلة. كما أقيل خمسة جنرالات و34 ضابطا من وزارة الداخلية بأمر من الوزير أفكان علي. من جهته قال إلنور شفيق كبير مستشاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن المحاولة الانقلابية فشلت بشكل كامل ويجري الان اعتقال القادة العسكريين المسئولين عن الانقلاب. أضاف أن الدولة التركية كانت تعرف أن هناك بعض الانقلابيين في قوات الجيش الذين حاولوا استخدام دبابات وطائرات هليكوبتر هجومية. وسيجري الان اخراجهم من الجيش بعد تحديد أسمائهم بشكل دقيق. قال مدير الأمن العام التركي إن الاشتباكات مع الانقلابيين في مقر رئاسة قوات الدرك بأنقرة أسفرت عن مقتل 16 دركيا من الانقلابيين وتم اعتقال 250 آخرين. وكان 17 شرطيا قتلوا حين قصفت طائرة للانقلابيين مقرا أمنيا في أنقرة. وارتفعت حصيلة ضحايا المحاولة الانقلابية إلي 161 قتيلا و1440 جريحا. كما تم القبض علي 2839 عسكريا. حسب تصريح لرئيس الوزراء بنعلي يلدرم. ومع تلاشي آخر جيوب الانقلابيين استؤنفت الرحلات الداخلية من مطار أتاتورك الدولي في اسطنبول جزئيا. من جانبها دعت الرئاسة التركية في حسابها علي موقع تويتر المواطنين الأتراك الي البقاء في الشوارع والميادين حتي المساء تحسبا لظهور بوادر انقلابية جديدة. قالت إنه قد تقع محاولة تمرد أخري في تركيا في أي وقت مضيفة أن من الضروري مواصلة السيطرة علي الموقف في الشارع. وساهم خروج أعداد كبيرة من المتظاهرين استجابة لدعوة أردوغان عبر وسائل إعلام تركية في إفشال المحاولة الانقلابية حيث حاصروا العسكريين الانقلابيين في مواقع من بينها محيط مطار اسطنبول وساحة تقسيم بالمدينة رغم تعرضهم أحيانا لاطلاق النار من الجنود المتمردين. وبدأت المحاولة الانقلابية تترنج مع خروج أعداد كبيرة من المتظاهرين الي الساحات العامة بمختلف المدن. واضطر كثير من الانقلابيين الي الاستسلام تحت الضغط الشعبي حيث أظهرت وسائل إعلام متظاهرين يعتلون دبابات الانقلابيين أو يمنعون الآليات من التحرك. كما أظهرت صور استسلام عشرات الجنود فوق جسر البوسفور في اسطنبول.