القراءة متعة ما بعدها متعة.. ويقال: قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت أي ان القراءة هي التي تحدد شخصية الفرد وكنهه وبدونها نكون لا شيء فهي توسع المدارك وتجعل للقاريء فلسفة في الحياة. ولولاها ما تقدمت الأمم وارتقت وهي سبب ما فيه أوروبا من تقدم ورقي ولولا شامبليون وقيامه بفك الرموز الهيروغليفية بحجر رشيد الذي عثر عليه أيام الحملة الفرنسية. ما عرفنا شيئاً عن أجدادنا العظماء وسر حضارتهم رغم أننا امتداد لهؤلاء الفراعين ونحن أولي بهم. ولكنه الجهل بتعاليم الله وأوامره بالقراءة في أول سورة العلق بقوله "اقرأ" ولأن القراءة تبدأ من الصغر فقد أنشئت المدارس وقبلها الكتاتيب لتعليم الأطفال. حيث من السهل علي الطفل أن يتعلم لأن التعليم في الصغر كالنقش في الحجر وفي الكبر كالنقش في الماء أي دون جدوي.. فماذا فعلنا مع أطفالنا في ظل التطور التكنولوجي الهائل الذي ألهاهم عن القراءة الا من رحم؟ أقول.. لا شيء سوي النذر اليسير وهذا سبب الأمية الفكرية لأطفالنا الذين هم مستقبلنا والدليل اجلس مع ابنك وناقشه ستجد معلوماته ضحلة رغم الامكانيات الهائلة الي يمتلكها من خلال النت فهو يجيد الالعاب والتواصل الاجتماعي ولكن لا يعرف شيئاً عن تاريخ بلاده أو عن الحكايات الخرافية أوحتي الشعبية والاساطير التي كنا نحرص عليها عندما كنا صغاراً قبل مجييء التكنولوجيا وأؤكد أنني عندما كنت صغيراً قرأت أساطير من الشرق وأساطير من الغرب وألف ليلة وليلة وحكايات السندباد وعلاء والمصباح وعقلة الاصبع والأميرة ذات الهمة وغيرها بالاضافة الي ما كنت تزودنا به الجدات والامهات بالحواديت في العصاري أو أمسيات الصيف أمام عتبات بيوتنا الوادعة في أحضان الريف. أو حول مواقد الشتاء حيث كنا نستدفيء بما يحكي أنه كان ياما كان بعد الصلاة علي النبي العدنان كان فيه الشاطر حسن وست الحسن والجمال وكان فيه تنين وأبورجل مسلوخة وغيرها وكنا نصغي باذن واعية ونطلب المزيد حتي يغالبنا النعاس وننام قريري العين وفي رضا وصفاء وكنا نغار من أبطال تلك الحواديت ونكره الساحرات ونخاف من نزول الترع كي لاتغرقنا الجنية وأم الشعور باختصار تعلمنا من الحواديت وقصص الاطفال الكثير من المثل والترابط الاجتماعي والالتزام الاخلاقي ورهافة النفس وحب الخير والفضيلة وغيرها. الغريب ان طفل هذه الايام يمكنه بضغطة ذر الحصول علي ما كنا نذهب من أجله الي المكتبات أو ما كنا نشتريه من مصروف الجيب. أو حتي ما كنا نسمعه من الحواديت وأكثر ولكن للأسف حدث تراجع في عمليات التأليف للاطفال بما يساير زمانه واحتياجاته الذهنية ولم يخرج لنا أمثال الشاروني والكيلاني والغضبان ولكن أفلام الخيال العلمي والعنف وألعاب الجاتا "لحست عقله" وأثرت علي مفاهيمه تجاه المجتمع فصار أكثر عنفاً وعراكاً مع أقرانه حتي مع اخوته لاختفاء الرمز والقدوة والقيم التي كنا نستمدها من حواديت الجدة. ثقافة أطفالنا مسئولية مجتمعية تبدأ من الأسرة لذا علي الآباء تشجيعهم علي قراءة أدب الاطفال أو اعادة مخزون الحواديت التي ورثناها وروايتها لهم وتزويد مكتبة البيت بكل ما يهم الطفل والقراءة معهم ومناقشتهم بعد القراءة وتشجيعه علي التأليف ثم يجييء دور المدرسة ومراكز الشباب كمنابر للتنوير واقامة مسابقات صراحة الطفل أمانة في أعناقنا ولو تركناه هكذا سيضل الطريق وسيكون أكثر عنفاً وابتعاداً عن مجتمعنا الشرقي وقيمنا التي ورثناها وبالتالي سيكون أقل انتماءً للوطن الذي نعيش فيه ويحتاج إليهم مستقبلاً. ** وأخيراً: * الطفل عجينة يسهل تشكيلها وسنحاسب علي تقصيرنا في حقهم * بعد اعتراف بلير وبوش بالذنب تجاه العراق.. يجب تقديمهما للمحاكمة * دمروا شعباً وتركوا أطفال أكثر نقمة وحقداً وتمزقاً * انفراجة في أزمة سد النهضة.. نكته * عدادات الكهرباء الذكية.. كمين للمستهلكين * وتطبيق الزيادة سيكون وبالاً علي الغلابة