كثر الحديث عن ضرورة تطوير المناهج الدراسية لكي تلائم العصر. ومن بينها مناهج التاريخ التي يدرسها الطالب المصري في المراحل الدراسية المختلفة. وكل الحديث ينصب علي هدف أساسي يجب أن يحققه المنهج المطور. وهو زيادة الانتماء الوطني لدي الطالب عن طريق دراسة أكثر عمقا وتفصيلا وشمولا لكل حقب التاريخ المصري. بالصدفة وأثناء البحث عن أحداث شهدها التاريخ المصري في شهر يوليو. وجدت مناسبات تتعلق بهذا الهدف يمكن أن يستفيد منها واضعو المناهج الجديدة. ونبدأ بيوم 2 يوليو 1994. حيث وفاة المؤرخة إيريس حبيب المصري التي أرخت لأحداث وشخصيات تتعلق بالجانب المسيحي من التاريخ المصري. فألقت الضوء علي ما هو مجهول منه. الذي يمكن أن تستفيد منه المناهج الدراسية المطورة بهدف زيادة الانتماء لدي الطلبة. وفي 9 يوليو 2003 تصادف ذكري وفاة الموسيقار كمال الطويل. صاحب الباع الكبير في تطوير الموسيقي المصرية الحديثة. سواء في مؤلفاته العاطفية لكبار المطربين والمطربات. أو مؤلفاته الوطنية خصوصا مع كلمات صلاح جاهين وصوت عبد الحليم حافظ. وبصفة خاصة الألحان التي وضعت قبل نكسة 1967. وهي النكسة التي شكلت لحظة فارقة في حياة وموسيقي الطويل. دفعته إلي مراجعة أفكاره وانتماءاته السياسية. ورغم ذلك تظل أعماله خالده في تاريخ الموسيقي المعبرة عن الهوية المصرية. وفي 21 يوليو 1914 يتوفي الصحفي والكاتب ورائد المسرح التاريخي العربي جورجي زيدان. وهو وإن كان لبناني المولد والنشأة إلا أنه بحكم اقامته وعمله في مصر. واصداره مجلة الهلال المستمرة منذ عام 1892. يعتبر من رواد الثقافة المصرية والعربية وواحد من المدافعين عن الثقافة واللغة والتاريخ العربي والإسلامي. ثم نأتي إلي اسم ربما يجهله كثير من المصريين. رغم ما آثاره من جدل في حياته حول أفكاره عن الهوية المصرية أتحدث عن المفكر والكاتب الصحفي. الباحث في اللغويات. الصديق الراحل بيومي قنديل ¢31 يوليو 1942 - 8 اكتوبر 2009¢ الذي أفني عمره في البحث عن الهوية المصرية. يعتبر قنديل بما نشره وأثاره من أفكار. واحد من أهم المفكرين المصريين المعاصرين. حيث دعا للتمسك بالثقافة المصرية. وما تتضمنه من تعددية وتسامح عرف بهما المصريون من آلاف السنين. كما كان من أكبر المدافعين عن ¢القومية المصرية المضطهدة¢. حسب تعبيره في مؤلفاته العديدة التي يعتبر كتابه ¢حاضر الثقافة المصرية. في ضوء علمي اللغويات والمصريات¢ من أهمها علي الاطلاق. وقد طبع منه أربع طبعات. يمكن تلخيص مشروع بيومي قنديل الفكري الذي أثار كثيراً من الجدل بين مؤيد ومعارض ¢اتفق الجانبان علي احترام مجهوده الفكري ودفاعه عن قناعاته¢. هو الايمان بفكرة القومية المصرية التي تقول إننا مصريون ولسنا عربا. واعتمد في إثبات مقولته علي التسلح بعلمي اللغويات والمصريات اللذين تعمق كثيرا في دراستهما. ودلل بيومي علي مقولته بالتأكيد علي أن الثقافة القومية المصرية تختلف عن الثقافة العربية لأنها قائمة علي التعددية. كتعددية الآلهة في مصر القديمة. موضحا أن هذا ما يبرر ولع المصريين ¢مسلمين ومسيحيين¢ بالاحتفال بالأنبياء والقديسين والأولياء. هذه اطلالة سريعة جدا - ربما تكون مخلة - علي شخصيات تاريخية يمكن الاستفادة من جهودها الثقافية في تحقيق هدف وضع مناهج عصرية لدراسة التاريخ المصري.