شكا الناس أحد العارفين بالله ارتفاع الأسعار.. فرد رداً شافياً بقوله: خفضوها بالتقوي.. فقد أصاب الرجل الصالح كبد الحقيقة بكلمة بليغة وهي التقوي فبتقوي الله يمكن فعل كل شيء ينهي متاعبنا ومشاكلنا الحياتية ومواجعنا فلو اتقي كل منا الله لصارت حياتنا سلسه وبسيطة وهادئة دون منغصات خاصة التاجر لأنه هو المعني وسبب ما نحن فيه إلا من رحم. ولو يعلم كل تاجر أن سابقيه من التجار كانوا السبب في انتشار الإسلام إلي ما وراء النهرين ووصل الإسلام حتي البلاد التي تركب الافيال في الهند والصين وأندونيسيا وماليزيا في اقصي شرق المعمورة.. فما السبب؟ السبب هو أمانة التاجر في البيع والشراء عندما ارتحل ببضاعته إلي اقاصي البلاد فكان لا يغش ولا يزايد في المعاملات ولا يبالغ في الأسعار فما كان من الذين يتعاملون معه إلا ان اعجبوا واقتدوا به بلا غش في البضائع ولا ضحك "علي الذقون" كما هو حاصل الآن ولا اخفاء للمعيب منها ولا احتكار لسلعة مهما كانت ولا استغلال للظروف لذا عندما عرض التجار علي هؤلاء الاعاجم الإسلام رحبوا به بسرعة دون تردد لأن العنوان "باين" أمامهم والأمانة كانت سبباً في زواج ابنة بائعة اللبن من عاصم بن الفاروق عمر عندما سمعها من خلف الجدر تقول لأمها عندما طلبت منها خلط الماء باللبن لمزيد من الربح وقالت لها عندما اعترضت علي ذلك ان عمر لا يرانا فردت عليها قائلة إذا كان عمر لا يرانا فرب عمر يرانا وانجبت منه أولاداً كان منهم الحفيد التقي خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبدالعزيز. إذن فالتقوي في كل شيء تفيد صاحبها وتزيد من البركة في رزقه وأمواله وهذا ما لا يعرفه كثير من تجار هذا الزمان فهم يعتقدون ان البيع والشراء فهلوة ومزيد من المال ناسين مقولة : "من غشنا فليس منا" أي خارج عن ملة الإسلام وناسين ان عقاب الله شديد فقد يسلبه الله ماله الحرام بمرض له أولاده فينفق ما كسبه علي العلاج. ناهيك عما ينتظره يوم الحساب فالصحة رزق والحواس رزق وراحة البال والاستقرار ايضا رزق. فالرزق ليس مالا كما يعتقد هؤلاء الجشعون والمحتكرون في العمل. العمل هو الرجوع إلي الله واتباع أوامره ونواهيه وان يتقي كل من في منصبه الله في معاملاته الدنيوية ليس في البيع والشراء وانما في العمل سواء العام أو الخاص وان تكون عند كل منا القناعة بأن التجارة مع الله أكثر ربحاً من الدنيا ا لزائلة وكم من تجار في صدر الإسلام كانوا سبباً في انتشار الإسلام مثل ذي النورين عثمان بن عفان وثاني اثنين في الغار الصديق أبوبكر وعبدالرحمن بن عوف الذي كان لا يعرف حجم تجارته وأمواله من كثرتها بسبب البركة التي احلها الله علي تجارته وطالما غالبية تجار هذا الزمان يتجاهلون تلك النماذج الإسلامية المشرفة ولا يتقون الله فعلي الحكومة ان تلاحقهم بالرقابة وبالضرائب التي يخفونها وان تفرض أسعار إجباريه كما هو حادث في دول الخليج فنحن نتعامل للأسف مع كثير من عديمي الضمير الذين لا يقدرون ظروف المحروسة ولا يرحمون ومن لا يرحَم لا يرُحم لأن في الأرض ولا في السماء وصراحة الطبطبة الزائدة وغض طرف الحكومة عن ممارسات هؤلاء الجشعين تجعلهم أكثر شراسة وتغولا وتحكماً في رقاب العباد خاصة الفقراء مع ان دور الدولة هو العمل علي راحة مواطنيها وتوفير المعيشة الهانئة لهم مثل بقية دول العالم وإلا فلترحل غير مأسوف عليها. وليرحل البرلمان الذي فكر في نفسه قبل ان يفكر في الشعب بزيادة مخصصاته وكأن النائب من طينة أخري ولم يتصد لتلاعب التجار ورمضان كريم! وأخيراً: * في رمضان الغش علي عينيك يا تاجر. * حتي ذبح الحمير مستمر دون استحياء من الشهر الفضيل. * ولحومها تصل إلي السلاسل التجارية الكبيرة والفنادق الفاخرة والمطاعم المشهورة ولا رقيب ولا حسيب. * إعادة الامتحانات في بعض المواد بثانوية شاومينج.. لا يكفي. * وما يحدث في لجان أسيوط الملاكي.. يتطلب إلغاء امتحاناتهم مهما كانوا مسنودين! * تركيا وإسرائيل.. وجهان لعملة واحدة. * صرف المعاشات قبل العيد بدون العلاوة.. قلة أدب!!