أزمة امتحانات الثانوية العامة أكبر بكثير مما يحاول البعض علاج تلك الكارثة بطريقة فردية ولكنني اري ان ما حدث يعد من أخطر قضايا الأمن القومي وابعد بكثير مما يفسره البعض لأن هذه المرة نجحت فيها قوي الشر في اصابة شبابنا في مقتبل حياتهم لانهم ذخيرة مصر القادمة. ان واقعة الثانوية العامة تشبه واقعة الثانوية العامة في ستينيات القرن الماضي ولكن كان الفاعل فيها معروفا وهي إذاعة راديو إسرائيل والتي كانت تبث في السابعة من صباح كل يوم اسئلة واجابات امتحانات الثانوية العامة. هذا الفعل الخسيس من قبل إسرائيل جعل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يتدخل شخصيا بقرار رئاسي في الغاء امتحانات الثانوية جميعها واعادة الامتحانات بالكامل بعد شهرين من تاريخ الالغاء. جاء قرار عبدالناصر بالغاء الامتحانات لمدة شهرين وتأجيل الدراسة لمدة شهرين. ياسادة ان قضية الثانوية العامة هذه المرة الفاعل فيها "مستتر" عكس المرة الأولي ايام عبدالناصر لأن كارثة 2016 لها عدة جوانب علي رأسها فساد منظومة التعليم بالاضافة إلي وقائع واخطاء طالت بعض المسئولين ادت إلي تسريب الامتحانات. المهم في الأمر ان ما يحدث في قضية الثانوية العامة وما تم فيها من امتحانات تقودها اجهزة مخابرات غاية في الخطورة تقوم بتنفيذ تلك المهام وعلي أعلي مستوي. وانني علي ثقة من ان مخابرات مصر سواء المخابرات العامة أو الحربية سوف تنجح في اقتلاع جذور هؤلاء لتطهير الوطن من تلك الفئات الضالة حفاظا علي سلامة مصر. من هنا اطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي باتخاذ قرار جرئ لا يقل جراءة عن قرارات سبق واتخذها للحفاظ علي مقدرات الوطن بالغاء جميع امتحانات الثانوية العامة وتحديد موعد آخر لا يقل عن 60 يوما من تاريخ الالغاء وذلك بهدف منح الطلاب فرصة لاسترجاع المناهج واعطاء كل طالب حقه في الامتحانات. الأمر الثاني ان يقوم الرئيس بتكليف احدي الجهات السيادية بالاشراف ووضع الامتحانات للحفاظ علي سريتها حتي لا يحدث ما حدث واعادة هيكلة وزارة التربية والتعليم من جديد واعداد نتائج الامتحانات الجديدة وكذلك رجال التنسيق بالجامعات لقبول الطلبة الجدد بعد اعلان النتائج ايمانا بأن ما بني علي باطل فهو باطل. وبعيدا عن هذا وذاك السؤال الذي يفرض نفسه كيف بقي وزير التربية والتعليم في موقعه حتي الآن ولماذا لم يتقدم باستقالته بعد تلك الوقائع المؤسفة وهو المسئول عن التربية والتعليم وما يقع فيها من اخطاء سواء من صغار موظفيها أو كبارها. وكذلك بقاء وزير الداخلية في موقعه باعتبار وزارته هي المسئولة عن الأمن العام والمفترض فيها منع وقوع تلك الجريمة في حق الوطن. الحكاية ان وزير التربية والتعليم كان متفرغا للاحاديث الصحفية والقاء البيانات والداخلية لا يعنيه سوي الأمن السياسي وليس الأمن الجنائي. كلام في سرك: ما حدث امس الأول في ميدان التحرير وامام وزارة التربية والتعليم من اعمال قسوة وعنف والتي تمت مع طلبة الثانوية العامة المحتجين من قبل رجال الأمن بقيادة مدير أمن القاهرة ومجموعة من ضباط الأمن شيء غاية في الغرابة. المؤسف ان يقوم رجال الأمن بشهر السلاح في وجوه الطلبة امر غير معقول أو مقبول لأن الرئيس السيسي ينادي دائما باحترام حقوق الإنسان لأن عام 2016 هو عام الشباب ياسادة.