القارئ الشيخ على الجندى أحد أبرز أبناء جيله الذين تخطوا اختبارات لجنة الإذاعة مؤخراً بعد نجاحه فى امتحان الصوت ثم الامتحان فى القرآن والأحكام، سمعته على اليوتيوب - صوتاً وصورة - قارىء مجيد يتقى الله فى تلاوته ويصعد إلى دكة التلاوة بدون هتيفة، كما يفعل بعض قراء الزمن الآتى. جدير بالذكر أن هذا القارئ الأزهرى "قارئ ابن قارئ".. كان والده الشيخ سيد محمود من مشاهير قراء الصعيد يقرأ جبناً إلى جنب مع الشيخ صديق المنشاوى الكبير ويصل ليله بنهاره مع كتاب الله العظيم يقرأ القرآن ويعلمه، وعلى يديه تعلمت عدة أجيال القرآن وحفظته، فقد كان الشيخ يمتلك ميكروفناً ويحرص يوم الخميس من كل أسبوع على دعوة عدد من تلاميذه لتجويد القرآن فى حضرته، وصدق أو لا تصدق أنه علّم القرآن وحفظه لمئات الشباب فى محافظة قنا وما حولها، وذات يوم وأثناء عمله فى الكُتاب، إذ به يستمع إلى صوت ابنه الأصغر - على - يتلو ما تيسر من سورة الإسراء فى قوله تعالى: (وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه) وهنا فقط التفت إلى موهبة ابنه القرآنية، ولم يتردد فى رعايته وتنمية موهبته، حيث صحبه للقراءة فى ديوان الفيران بقريتهم، وهو بحد فى الثانية عشرة من عمره، وبعد ثلاث سنوات كان الشيخ الصغير "على الجندى" يجلس على الدكة منفرداً فى عزاء عائلة أبوعزب. على سيد محمود وأحمد الشهير باسم "الشيخ على الجندى" من مواليد قرية الحركى - مركز فرشوط بمحافظة قنا يوم الثالث عشر من نوفمبر عام ، حفظ القرآن وتعلمه بقراءة حفص على يد والده فى الثانية عشرة من عمره، قبل أن يلتحق بالأزهر الشريف ويحصل على شهادة الثانوية الأزهرية، وفى عام يحصل على درجة الليسانس فى الشريعة من كلية الشريعة والقانون بالقاهرة وبعدها بدأ فى إحياء المناسبات الدينية والمآتم وشارك كبار قراء الإذاعة على الدكة وفى مقدمتهم الشيخ محمود المنشاوى والشيخ عبدالعزيز عكاشة، والشيخ محمد أحمد بسيونى، والشيخ حجاج الهنداوى، وعن القراء الذين تأثر بهم وأسهموا فى تشكيل شخصيته القرآنية يقول الشيخ على الجندى: لقد علمنى والدى - رحمه الله - فن الاستماع وبدأ بأصحاب الفضيلة الشيخ محمد صديق المنشاوى، والشيخ عبدالباسط عبدالصمد، ثم ترك إلى الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ كامل يوسف البهتيمى، والشيخ محمود على البنا، وبعدها تنامت ثقافة الاستماع وكثرة البحث عن تلاوات الرواد عبر الأسير وحتى وصلنا إلى الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة. تقدم الشيخ على الجندى لاختبارات الإذاعة فى أكتوبر من عام ، واجتاز امتحانات الصوت من المرة الأولى، وفى أبريل من عام نجح فى اختبارات القرآن وأحكامه، وهو الآن فى انتظار تسجيل نصف الساعة للحكم وأظنه يسير على الطريق الصحيح لا ينقصه سوى الاهتمام بامتلاك ناصية المقامات، وعندها سيكون ملء السمع والبصر ليس فى مصر وحدها، بل فى جميع أرجاء العالم الإسلامى.