لا أجد أهم من هذا الخبر. فهو يروي ويشرح كل الحكاية. حكاية الانفلات والفوضي والناس التي لم تعد تعرف ما لها وما عليها. فعلي ¢الإنترنت¢ ظهرت صفحة بعنوان ¢السراج لأعمال البلطجة واستخلاص الحقوق¢..! وفي هذه الصفحة فإن أصحابها يعرضون تقديم خدماتهم لمن يبحث عن تأديب غريمه ومن يريد الحصول علي ما يعتقد أنه حقه ومن يريد اظهار قوته علي جيرانه والحي الذي يقيم فيه..! وتقول الصفحة المثيرة إنها تعرض خدمة ¢تهزيق¢ دكتور الجامعة ب 500 جنيه. وتكسير سيارة بألف جنيه.. والقائمة طويلة والأسعار قابلة للتفاوض والبلطجية تحت الطلب..! وهذا كلام خطير. وهذا انفلات من نوع جديد وعودة بالفعل إلي عصر الفتوات ووداعا للقانون والداخلية ولكل المؤسسات الأمنية. وما هذه الجرأة التي انتابت أصحاب هذه الصفحة والتي دفعتهم إلي الإعلان عن أنفسهم دون خوف من عقاب أو ملاحقة بعد أن تصوروا أنهم القانون وأنهم الحكومة. وما قاموا به لا يعكس إلا بعدا واحدا وهو أن كل المفاهيم قد ضاعت و¢السوشيال ميديا¢ هاتدمر فعلا المجتمع. *** ونذهب إلي السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة. وإعجابنا يتزايد بهذه الوزيرة التي ستتفوق في رحلاتها الخارجية علي وزير الخارجية..! فالوزيرة التي سافرت من قبل إلي إيطاليا والتقت بالجالية هناك وزارت بعض الأطفال المصريين من المهاجرين والمحتجزين هناك واستمعت إلي مشاكلهم وتعرفت عليها تعاود الزيارة مرة أخري ولنفس الهدف ومع نفس الأشخاص. وياسيادة الوزيرة.. مشاكلهم معروفة من مصر وفي مصر دون الحاجة إلي السفر لايطاليا للالتقاء بهم والاستماع إليهم. والقري التي يخرجون منها معروفة. والسماسرة الذين يتولون تسفيرهم يتواجدون علي المقاهي وكل شيء معروف لدي أصغر طفل في محافظات بحري وقبلي..! أما حكاية الجاليات ومشاكل الجاليات والترويج لشهادة بلادي وما إلي ذلك من تصريحات وأسباب للسفريات المتكررة. فهي حكايات لم تعد مجدية أو مقنعة.. فكم عدد المصريين في كندا علي سبيل المثال الذين قاموا بشراء شهادات بلادي التي روجت لها الوزيرة.. وهل تعتقد الوزيرة أن من هاجر إلي أمريكا أو كندا أو أوروبا سوف يفكر في شراء شهادات ادخار في مصر..! ياسيادة الوزيرة.. نحن نحتاج إلي تواصل من نوع آخر مع الجاليات المصرية في الخارج.. نحتاج للتعرف عليهم وعلي امكانياتهم. ونحتاج لربطهم بشكل احترافي محترم بالوطن الأم.. فهؤلاء هم قوة مصر الناعمة في الخارج.. وهؤلاء لهم لغة خاصة في التعامل والخطاب الاعلامي وفي حثهم علي المشاركة والتفاعل. *** ويوم الأحد القادم يتسلم السيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية السابق منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية وهي الوظيفة التي تمثل أفضل نهاية في تاريخ أي دبلوماسي عربي. وسيقود أبو الغيط الجامعة العربية في ظروف بالغة الصعوبة وأسوأ ما فيها هو تنامي مشاعر فقدان الثقة في الجامعة وفي دورها وفي قدرتها علي ايجاد حلول للمنازعات والقضايا العربية. وتتزامن فترة أبو الغيط ايضا مع تزايد الانتقادات للتجمعات الاقليمية الوحدوية ورغبة الشعوب في اتخاذ قرارتها وفقا لمصلحتها الوطنية بعيدا عن الالتزام بالمصالح الوحدوية كما حدث في التجربة الأوروبية والانسحاب المفاجئ لبريطانيا. ولأن ميثاق جامعة الدول العربية يتطلب تعديلا لابد أن يوافق عليه القادة العرب حتي يكون للجامعة صلاحيات تتجاوز الدول الأعضاء. ولأن تغيير هذا الميثاق بالغ الصعوبة. ولأن الحال سيبقي علي ما هو عليه. فإن أبو الغيط لن يكون في مقدوره أن يحدث الفارق والتغيير. وستظل الجامعة كيانا يرمز للعروبة وامكانية التعاون العربي دون أن تكون التكتل القادر علي حماية العرب ومصالحهم. *** وصندوق النقد الدولي يقول إنه لم يتسلم طلب قرض من مصر ولكنه مستعد للمساعدة. والحكومة المصرية بالفعل لم تتقدم بأي طلب لصندوق النقد الدولي للحصول علي قرض جديد بأكثر من خمسة مليارات دولار كما ذكرت وكالة رويترز للأنباء نقلا عن مصدر وزاري. ونحن نأمل أن يكون هناك بدائل تمنع اللجوء إلي صندوق النقد الذي لا يقدم ولا يوافق علي قروض جديدة إلا بتطبيق حزمة من الإجراءات الاقتصادية التي ستعني مزيدا من انخفاض قيمة الجنيه المصري رسميا ومزيدا من رفع الدعم عن الوقود.. ومزيدا من ارتفاع الأسعار. إننا في حاجة إلي السيولة الدولارية.. وربما كنا فعلا في حاجة ماسة لهذا القرض الذي يعني الحصول علي الثقة في قوة الاقتصاد المصري ولكن الاستمرار في الاعتماد علي القروض سيزيد من تفاقم أزماتنا مستقبلا ولن نخرج من دائرة الديون أبدا. *** وتعالوا نذهب إلي الريف وبعد كل الحملات التي تحث علي عدم الاستحمام في الترعة و¢ادي ضهرك للترعة¢. فإن الترع تمتلئ بعشرات من الذين يستحمون فيها.. والذين يغسلون فيها ¢الصحون¢.. أيضا.. و¢البلهارسيا¢ صديقة البيئة..! *** وأخيرا.. مشهد السيدات اللاتي يقمن بتدخين ¢الشيشة¢ علي المقاهي لا علاقة له بالحرية الشخصية.. منظر مقزز ومقرف..!