في مثل هذا اليوم وقبل 3 سنوات كان العالم كله ينظر ويترقب ماذا سيفعل المصريون مع خوارج العصر وقوي الشر أو المحتلين الجدد الذين كانوا يسعون للهيمنة علي مقاليد الأمور في البلاد واقصاء أي فصيل أو تيار آخر يخالف رأي الأهل والعشيرة. ففي يوم 29 يونيو 2013 وقبل ساعات من اندلاع أكبر وأعظم ثورة شهدها العالم عبر التاريخ القديم والحديث كانت تختلف الرؤي والأمنيات بين المصريين في الداخل والخارج وكذلك من يهتمون بالشأن المصري في مختلف بلدان العالم كل حسب أهوائه وأغراضه ومصالحه الشخصية. فالسواد الأعظم من المصريين كانوا علي قلب رجل واحد في هذا اليوم وكانوا يتمنون أن تمر الساعات المتبقية بأسرع ما يكون حتي يأتي يوم الخلاص من العصابة الإخوانية ورئيسها الفاشل في حين كان أعضاء العصابة واتباعهم في الداخل والخارج يمنون النفس بعدم خروج المصريين للميادين والشوارع وأخذوا يطلقون صيحات التهديد تارة والتهوين من الحدث تارة أخري وكعادتهم منذ أن قفزوا علي مقاليد الحكم في البلاد كانوا يعيشون مغيبين عن الواقع ويعولون دائما علي المساندة الخارجية والتلويح بسلاح الميليشيات واشعال النيران في كل مكان من البلاد. الحسنه الوحيدة التي فعلها الإخوان خلال سنة حكمهم السوداء. كانت في تجميع وإجماع المصريين علي اختلاف انتماءاتهم وعقائدهم علي ضرورة الخلاص من هذه العصابة القابعة علي قلب الوطن لمنع سقوط المزيد من الضحايا وإفشال المخطط الإخوامريكي من اسقاط الدولة المصرية وتفتيت الجيش العربي الوحيد الباقي محتفظا بقوته وتماسكه بعد سقوط وانهيار جيوش العراق وليبيا وسوريا واليمن. وكان المصريون كعادتهم عند حسن الظن وفاجأوا العالم من جديد بخروجهم غير المسبوق وفي مشهد لم يره العالم من قبل حيث نزل أكثر من 30 مليون مصري إلي مختلف الشوارع والميادين وكان مطلبهم واحداً هو انقاذ مصر واستعادتها مرة أخري من الاحتلال الإخواني الذي أدي خلال عام واحد فقط إلي ظهور فرق وجماعات وكان يسعي لتقسيم المصريين وتفتيت جيشهم. حيث بدأت تظهر مسميات ومصطلحات لم يعهدها المصريون من قبل فبدأنا نسمع عن المصريين الشيعة والسنة وتغذية روح الفتنة والفرقة الطائفية بل والقبلية ايضا وكانت البلاد علي مقربة من اندلاع حرب أهلية لولا عناية المولي عز وجل في المقام الأول ثم خروج الملايين من المصريين في ثورة أذهلت الجميع وأمام هذا المشهد التاريخي والخطر الداهم الذي كان يهدد البلاد لم يتأخر الجيش المصري كعادته أفرادا وقيادات عن تلبية النداء والنزول لحماية مصر والمصريين. ويبقي التساؤل الأهم. ماذا كان سيحدث لو لم ينزل المصريون إلي الميادين في 30 يونيو ولم يستجب الجيش لمطالبهم باستبعاد العصابة الإخوانية وعزل رئيسها الفاشل؟! الإجابة باختصار.. كنا سنكون صورة طبق الأصل. بل وربما أسوأ مما نشاهده للأسف حاليا في سورياوالعراق وليبيا. ولكنها إرادة الله ومشيئته في حماية مصر الكنانة وتسخير شعبها العظيم وجيشها الوفي في الذود عن وطنهم وإفشال مخططات قوي الشر وأهله في الداخل والخارج. ومع ذلك فالمعركة مازالت مستمرة والمؤامرة علي أوجها ولن يستسلم المتآمرون بسهولة ولذلك علينا جميعا كمصرين مخلصين لهذا الوطن الانتباه والحذر فالطريق مازال طويلا وطويلا جدا.