الإقدام علي تزويج الصغيرات بفتيان أو تزويجهن بشيوخ وكهول في عمر الآباء. أو كالأجداد. وهن أقرب الي الطفولة ينتج عنه مساوئ أو مآس تقع علي رأس الفتاة. وتتحمل أوزارها وهي وحدها بعيدة عن أسرتها التي ساقتها الي مصيرها المحتوم. ومنشأ الاشكالية في هذا الزواج. عدم التكافؤ العمري بين الزوجين. بحسب الفطرة المحكومة بحساب الزمن. مما يحدث فجوة نفسية وعاطفية واجتماعية في علاقتهما الحياتية في جوانبها المادية والمعنوية ويصير الالتقاء بينهما يتسم بالشهوانية من طرف والانبطاح من الطرف الآخر. في عملية مجردة عن الاحساس الانساني والاندماج الحميمي المفترض في اللقاء الزوجي. وهذا الخلل الزوجي يتم تغليفه باحترام شكلي تلقنه الاسرة لفتاتها ترسم بها طريقة التعامل مع هذا الزوج الطاعن. بضرورة تقديم فروض الولاء والطاعة له. للحفاظ عليه. فهو رجل مقتدر وذو مكانة يجب تقديرها حق قدرها يستوجب عليها شدة الخضوع له والائتمار بأوامره. والانصياع لما ينهي عنه. بلا مناقشة ولا اعتراض. لأنه الزوج والقيمة موفور المال. قوي البأس والنفوذ. علي هذه الوتيرة يحيا السواد الاعظم من هذه الزيجات. وعلي ذلك النمط الروتيني اليومي. تعيش الفتاة في خواء وجداني وعاطفي واجتماعي. مفتقدة اخص خصائص الزواج في الالفة والسكينة والحنو بين شريكي الحياة. وهو ما يفرز اشكالا من الفواجع والمظار نوجزها في الآتي: قصور الثقافة الدينية لدي القائمين عليه: فتتولد هذه الثقافة المغلوطة من اعتقاد خاطئ لدي بعض الاسر. ان تزويج الفتاة وهي صغيرة هو حكم الدين يوجبه علي الاب والام في هذه السن المبكرة من حياة البنت والابن في غفلة عن التوجيهات الاسلامية بضرورة استكمال تربية البنين والبنات علي اصول التهذيب والتعليم. ونسي الآباء واجب تربية البنات والآبناء. فهي النعمة الحقيقية التي تصاحب الصغار حتي سن البلوغ والرشد. وبسببها يترحم الاولاد عليهما: "وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا "الاسراء"24 تكتمل هذه الرسالة التربوية بوجوب تعليمها آداب السلوك. والتواصل الاجتماعي لقوله تعالي: "واذا بلغ الاطفال منكم الحلم فليستئذنوا كما استئذن الذين من قبلهم" النور 59 فالنص يعتبر ان الاولاد في سن ما قبل البلوغ هم في مرحلة الطفولة وهي مرحلة التكوين والاعداد الديني والحياتي لتحمل مسئوليات الحياة بعد البلوغ في مرحلة تحمل المسئولية تحتاج الي النضج والرشد. ويجب ان يقترن بهذه التربية الابوية التأديب والتهذيب لينشأ البنات والبنين تنشئة سوية تقودهما الي صالح الاعمال فهم الذين يتحملون مسئولية الاسرة في المستقبل القريب. كما ارشد الرسول - صلي الله عليه وسلم - لاعب ولدك سبعا وادبه سبعا وآخه سبعا وهي مراحل تستتبع المضي قدما في اعداد وتكوين الشخصية لمرحلة تحمل المسئولية. فكيف يمكن تفويت هذه الواجبات وحرمان الناشئة منها. اذا ما عجل الآباء تزويج البنات والبنين وقادوهم الي هذا المعترك الصعب الذي يجب ان يسبقه تربية وتوجيه وتعليم.