تتعدد نماذج النساء ولكن لهذه المرأة تصرفات تظهر نموذجا رفيعا وصفات يجب أن تتحلي بها المرأة مثل الحياء والتلطف والعمل والرأي إن لم يكن لها عائل فالعمل شرف وكرامة ومن صفاتها أيضا رجاحة العقل وحسن التصرف حتي في اختيار الزوج إنها "صفوراء" زوجة موسي عليه السلام.. فبعد خروج موسي من مصر خائفا بلغ "قوم مدين" وهناك كان بئر يسقي منها القوم الدواب وتقف امرأتان تمنع غنمهما عن الماء حتي لا تختلط غنمهما بغنم القوم ولضعفهما أيضا في وجود من هو أقوي منهما علي الماء إلي جانب أنهما كانتا تكرهان مخالطة الرجال.. ورأي سيدنا موسي هذا فتقدم إليهما وسأل "ما خطبكما" وكان الرد لا نستطيع أن نزاحم الرجال وأبانا شيخ كبير وهذه دلالة علي حسن التربية وتقدم موسي لمساعدتهما وسقي لهما وتركهما. وذهبت الفتاتان وحكيتا لأبيهما ما حدث فطلب منهما استدعاء موسي وأبلغته "صفوراء" رسالة أبيها دون إيجاز أو تطويل وهذا يدل علي التربية المستقيمة القوية وفي هذا يقول القرآن الكريم "قالت إحدهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين" صدق الله العظيم "القصص الآية 26" وعللت لموسي عليه السلام دعوة أبيها بأنه يريد إعطاءه الجزاء نظير ما فعل وهذا ما قالته أيضا لأبيها بنص الآية ولكنها ذكرت لأبيها صفتين وهما القوة والأمانة وقصت علي أبيها قصة موسي عند البئر وعند تلبية الدعوة بأن قال لها سيري خلفي ودليني علي الطريق وهذا أبرز حسن خلق الأنبياء واستجاب والد "صفوراء" للعرض المبارك الذي أدلت به ابنته ولم يرفض طلبها وهنا يبرز الموقف أن الأب لا يحرم ابنته من إبداء رأيها مادامت التربية سليمة وهي أيضا لم تخش من سوء الظن وعرضت لأبيها ما حدث وهناك قال شعيب لموسي عليه السلام "إني أريد أن أنكحك إحدي ابنتي هاتين" "القصص الآية 27" ولعله أراد بقوله هذا ابنته صفوراء التي قالت "يا أبت استأجره" واختار موسي صفوراء لخلقها ومضي في مدين عشرة أعوام أجير عند والدها مهر "صفوراء" وبعدها قرر العودة إلي أهله بمصر وفي الطريق حدثت المفاجأة الكبري باختياره نبي الله حين قال: "قال لأهله امكثوا إني آنست نارا" ولأن رسالة موسي عليه السلام كانت صعبة وشاقة أعطاه المولي زوجة تتحلي بصفات رائعة لتكون سندا وعونا له فيما يواجه من صعوبات ومشقات.