هل يمكن لنا أن نصل إلي "مجتمع متصالح" قبل نهاية شهر رمضان؟ .. وإذا تعذر ذلك الآن.. هل يمكن وضع خطط وآليات هذا التصالح قبل نهاية هذا العام؟ .. إنها ليست أضغاث أحلام.. ولا مجرد أمنيات تحلق فوق السراب.. لكن هذا التصالح المجتمعي في رأيي إن تحقق سوف يختصر الكثير من الزمن.. ويضاعف قدرة مصر علي تخطي المصاعب والآلام والمشكلات.. ويؤكد جدارتنا ببناء المستقبل الأفضل لأبنائنا وأحفادنا. .. التصالح يبدأ بين الإنسان ونفسه.. فلابد إذن من تصالح الفرد مع ذاته.. أملاً في تحقيق سلام نفسي ينعكس إيجابا علي حياته وصحته وأسلوب تعامله مع الآخر.. ويثمر إنسانا سويا يعمل جنبا إلي جنب مع شقيقه وجاره وشركاء الوطن نحو تنمية هذا البلد.. وتحقيق الانطلاقة المنشودة. .. التصالح مع الأسرة بين الرجل وزوجته.. وبينهما وبين أبنائهما وبناتهما.. فإن مسلسلات رمضان ومقالب أشباه الداعشيين واللاعبين بالنار قد فرقت بين الرجل وزوجه.. وبينهما ومن الأولاد والبنات. .. التصالح مع الجيران مازال جبريل يوصيني بالجار حتي ظننت انه سيورثه.. فإنهم عيونك حين تنام.. وسند أولادك حين تغيب.. وشركاء سعادتك.. وحزنك.. همك وأفراحك.. نجاحاتك وفشلك.. التصالح مع الله.. فالخوف من العلي القدير يلزمنا جميعا بالصدق.. وعدم الكذب.. وحسن التعامل مع الآخر.. أيا كان لونه أو دينه أو جنسه أو عقيدته.. .. التصالح تقوي.. تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك حين تقوم.. وحين تقعد.. وحين تعمل.. وحين تنام. .. التصالح مع الوطن.. إذ بدلاً من البكاء علي اللبن المسكوب والاستمتاع بمقاعد المتفرجين.. فإن الوطن يحتاج للمشارك الفاعل.. وبدلاً من الدموع لماذا لا نتسابق في بذل العرق.. نبتغي به وجه الله وصالح هذا الوطن.. وبدلاً من الزوغان.. والفهلوة لماذا لا نعقد صلحاً مع مصالحنا فنعطي للعمل حقه.. إننا إذن بعد ذلك سنكون من المتميزين الذين يدفعون بأوطانهم إلي الأمام.. وليس ممن يستهويهم جر عجلة الوطن إلي الخلف. .. التصالح سلوك وعمل لا منظرة ولا كلام انه يحتاج إخلاصاً في النية.. وإرادة فولاذية لتحقيقه ومجتمعا يساعد علي إنجازه. .. التصالح المجتمعي هو اللبنة الأولي لبناء هذا الوطن وقهر كل المعوقات.. والتغلب علي كل المؤامرات.. وبث الأمن والأمان والطمأنينة والحياة الأفضل للأجيال القادمة.