الدول الأوروبية تمر بحالة من الصدمة. فتصويت الشعب البريطاني علي الخروج من الاتحاد الأوروبي بعد 43 عاماً من الانضمام إليه هو زلزال ضرب أوروبا وتجربتها الاتحادية في مقتل ويهدد بانهيار هذا الاتحاد وخروج دول أخري منه. وبريطانيا التي صوتت لصالح الخروج من الاتحاد تري في هذا القرار انتصاراً لحريتها ويعتبره البعض يوماً للاستقلال الوطني يمنح بريطانيا الحق كاملاً في إدارة شئونها وأموالها وحدودها وأن تضع ما تراه مناسباً لها فيما يتعلق بسياسات الهجرة بصفة خاصة وحيث أخفق الاتحاد الأوروبي في تقديم حلول لهذه القضية. وقضية الهجرة ليست هي أكثر ما يزعج الشعب البريطاني الذي عاني من تدفق المهاجرين من جميع أوروبا إليه بما أثر سلباً علي المواطن البريطاني الذي بدأ يشعر بالغربة في بلاده. كما أن وجود المهاجرين بأعداد كبيرة أضاف أعباء مالية علي الخدمات العامة كالتعليم والصحة وقلل من فرص العمل المتاحة أمام البريطانيين. ان الشعب البريطاني في تصويته بالخروج من الاتحاد الأوروبي أراد أن يستعيد سيادته وأن يكون القرار بريطانياً خالصاً حتي وان كلفه ذلك مخاطر فقدان الشركات البريطانية للكثير من الأعمال. ومع حق الشعب في تقرير مصيره. ومع الاحترام لإرادة الشعوب إلا أن بريطانيا جديدة ستولد اليوم أكثر انغلاقاً وعنصرية أيضا. *** وإذا كان الاقتصاد هو محور كل القضايا. والشعب البريطاني في قراره بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي قد صدق لصالح قضايا اقتصادية بحتة فإننا لا ننظر ولا نتعامل هنا مع قضايانا الاقتصادية بالجدية المطلوبة ولا ندرك أننا نسير في نفق اقتصادي مظلم يحتاج إلي معجزات للخروج منه وعبور الأزمة. فرئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان كمال عامر يحذر ويقول إن مصر تواجه مصاعب اقتصادية وأن عجز الموازنة وصل إلي 600 مليار. فالدخل القومي وكل المتحصلات لا يتعدي 623 ملياراً وهناك عجز في المصاريف 377 ملياراً إلي جانب 250 ملياراً لأقساط الديون بما يعني ان العجز الكلي نحو 600 مليار جنيه في الموازنة العامة للدولة. وهو عجز ضخم في مرحلة صعبة. يستدعي إدراك خطورته وتأثيراته وضرورة مواجهته بإجراءات كثيرة للتقشف وضبط الإنفاق وعودة السياحة والاستثمارات الخارجية. والمصيبة أننا لا نهتم كثيراً بالمصاعب الاقتصادية ونعتقد دائماً أن الفرج قادم.. ونتصرف علي أن السماء ستمطر علينا ذهباً.. ولن ننهار أبداً..!! *** وفي الوقت الذي يعاني فيه العالم كله اقتصادياً.. فإن دولة قطر تفكر في تغطية البلاد "بمظلة" لمواجهة أشعة الشمس وحرارة الصيف.. وهناك مقترح آخر بتبريد السماء يتضمن إلقاء عدد من الطائرات لماء بارد علي ارتفاعات كبيرة لتلطيف الجو..!! والله يرحمك يا شيخ زايد يا حكيم العرب. فعندما تطاولت قطر علي الرئيس السابق مبارك فإن زايد نصح مبارك بالترفع عن الرد عليهم قائلاً إنهم لا يزيدون علي سكان فندق في مصر..! وماداموا سكاناً لفندق.. ومعهم الأموال فليفعلوا ما يحلو لهم.. وليستمتعوا بالحياة فلا غبار في ذلك ولا حقد علي أحد.. ولكن عليهم الابتعاد عن التدخل في شئون الآخرين وإثارة الأزمات لغيرهم.. ويكفي أن يظلوا تحت المظلة.. وأن تهبط عليهم الثلوج أيضا..! *** وفيديو مثير يتم تداوله علي مواقع التواصل الاجتماعي لمستشار قام بوضع اسمه علي السيارة بدلاً من الأرقام وعندما أوقف أحد ضباط المرور السيارة لتحرير مخالفة اعترض علي ذلك وسط تجمع من المواطنين الذين ساندوا الضابط وأعربوا عن استيائهم من مخالفة القانون علي هذا النحو. وما فعله ضابط المرور الشجاع يستحق المساندة والإشادة والتحية. وما فعله المستشار لا تعليق عليه. فالموقف عبر عن نفسه. ولكننا نأمل أن تمتد حملات المرور لتوقيع الجزاء علي الذين يقودون سياراتهم بدون لوحات معدنية أو الذين يطمسون معالمها والذين يسيرون عكس الاتجاه والذين يستخدمون "سارينة" الشرطة والاسعاف.. والذين لا يكترثون بكل قواعد المرور.. وهي الفوضي التي دفعت المستشار إلي أن يضع اسمه علي اللوحات علي اعتبار أنه وحده قد أصبح محافظة جديدة مستقلة. *** ونظل مع شهر رمضان الكريم الذي يحاولون إفساده بالمسلسلات والتفاهات والتجاوزات و"قلة الأدب". ومقدم برنامج المقالب الذي يلعب بالنار قال عن المطربة الشعبية بوسي "معانا مزه تجميع".. وأضاف "قبل عمليات التجميل كانت شبه مظهر أبو النجا"..! بالذمة ده كلام يقال عن مطربة.. وعن فنانة وعن سيدة.. يعني إيه "مزه" ويعني إيه "تجميع".. دي سفالة وقلة أدب وعدم احترام للفنانين المصريين وتشويههم والاستهزاء بهم في برنامج سخيف لا قيمة ولا معني له. *** ومأمون وشركاه.. مسلسل لعادل إمام في رمضان.. واسم عادل إمام كفيل بأن تكون نسبة المشاهدة مرتفعة. ولكن المسلسل لا يقول شيئاً.. واختلطت فيه الأفكار والمعاني وسط مبالغات رهيبة وفوضي شاملة..! ومأمون وشركاه علي أية حال.. نموذج لمجتمعنا الآن.. سمك.. لبن.. تمر هندي.. كله ماشي..!